الصومال: قراصنة صوماليون يطلقون النار على مروحية حربية أميركية

توقع وصول المستشار الفرنسي الذي هرب من خاطفيه في الصومال إلى باريس

TT

أعلنت البحرية الأميركية أمس أن قراصنة صوماليين كانوا على متن سفينة يحتجزونها فتحوا النار على طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية الأميركية، كانت تقوم بدورية، من دون أن تصاب بأية أضرار.

وأكد بيان للقيادة المركزية التابعة للبحرية الأميركية في البحرين أن الطائرة التي تعرضت للهجوم كانت تقوم بدورية روتينية لمراقبة سفينة تحمل علم تايوان ويحتجزها قراصنة صوماليون في سواحل الصومال بالقرب من منطقة جاراعد أحد معاقل القرصنة بشمال شرقي البلاد. وأطلق القراصنة النار على المروحية في وقت كانت تطير فيه فوق أجواء السفينة التي يحتجزها القراصنة. وكانت هذه الطائرة التي تعرضت للهجوم من قبل القراصنة قد أقلعت من سطح مدمرة «يو أس أس تشانسيلورسفيل» التي تتمركز في سواحل الصومال، حيث تشارك في مهام مكافحة القرصنة. وقالت البحرية الأميركية في البيان أيضا إنه «لم يصب الطائرة أي أضرار من هذا الحادث، حيث كانت تطير في أجواء عالية بمقدار 60 قدما تقريبا». ولم يعلق القراصنة الصوماليون على هذا الحادث، الذي يعد الأول من نوعه بإطلاق النار على مروحية أميركية، حيث لم يقم القراصنة قبل هذه المرة بإطلاق نار على المروحيات والسفن الحربية التابعة للقوات الدولية متعددة الجنسيات التي توجد في سواحل الصومال؛ لكن القراصنة الصوماليين كانوا قد توعدوا بالانتقام والثأر لقتلاهم من الرعايا الأميركيين، حيث قتل 3 من القراصنة بواسطة فرقة من كوماندوز البحرية الأميركية التي كانت على متن مدمرة أميركية «تدعي يو أس أس بينبريدج»، في عملية تحرير القبطان الأميركي ريتشارد فيليبس ربان سفينة «ميرسك ألاباما» التي احتجزها القراصنة في أبريل (نيسان) الماضي. فيما اعتقلوا الرابع الذي يحاكم حاليا في واشنطن. وتوعد القراصنة آنذاك بالانتقام لمصرع رفاقهم قائلين: «سيندم الأميركيون على فعلتهم، إنهم بدأوا بالقتل، نحن كنا لا نقتل رعاياهم، ولكن نأخذ فديات فقط، من الآن فصاعدا سننتقم ضد كل من نراه من الرعايا الأميركيين». وهدد القراصنة بأن الأمور ستكون أكثر عنفا، وأنهم سوف يستهدفون الأميركيين لمعاقبتهم والثأر لقتلاهم. ومنذ استيلاء القراصنة علي السفينة التايوانية «ون فار» في خليج عدن في أبريل (نيسان) الماضي كان القراصنة يستخدمونها كقاعدة لشن الهجمات على السفن التجارية الأخرى التي تعبر المياه قبالة سواحل الصومال وخليج عدن.

وكان القراصنة الصوماليون قد تعرضوا لسلسة ضربات متلاحقة، حيث قتلت البحرية الأميركية 3 من القراصنة، في عملية إنقاذ رهينة أميركي، بينما قتل الفرنسيون 5 قراصنة في عمليتين مختلفتين، وكانت آخر تلك الضربات ما قام به الصيادون المصريون الذين تمكنوا الأسبوع الماضي من التغلب على محتجزيهم بعدما استولوا على أسلحة القراصنة، حيث قتلوا عددا من القراصنة قيل إنه وصل إلى 7 قراصنة، وذلك بعدما أعلن القراصنة عن أنهم عثروا على 7 جثث لزملائهم في سواحل منطقة «لاسقوري» بشمال شرقي الصومال يعتقد أنهم قتلوا في العراك المسلح الذي نشب بين القراصنة والصيادين المصريين الذين كانوا على متن المركبين «سمارة» و«ممتاز1».

وعلى الرغم من تعرض القراصنة لهذه الضربات المتلاحقة فقد أصروا على مواصلة نشاطهم. ويبلع عدد السفن التي تعرضت لهجمات القراصنة خلال هذا العام نحو 114 سفينة تجارية في المياه قبالة سواحل الصومال وخليج عدن، 29 من هذه الهجمات كانت ناجحة، حيث تم اختطافها فعلا. وهذا رقم كبير مقارنة بأحداث العامين الماضيين. وقد تم نشر العشرات من السفن الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي في المياه الإقليمية قبالة سواحل الصومال للحد من هجمات القراصنة الذين باتوا يهددون واحدا من أكثر ممرات طرق التجارة البحرية ازدحاما. ويحتجز القراصنة الصوماليون حاليا أكثر من 10 سفن أجنبية وأكثر من 200 بحار من جنسيات مختلفة معظمهم من جنسيات آسيوية.

على صعيد آخر، تم نقل المستشار الفرنسي الذي تمكن أمس من الهرب من الميليشيات التي كانت تحتجزه منذ الـ14 من يوليو (حزيران) الماضي من العاصمة الصومالية إلى القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي، حيث من المتوقع أن يكون قد وصل مساء أمس إلى فرنسا، ووصل الرهينة السابق الفرنسي صباح أمس إلى جيبوتي حيث تنشر فرنسا قوات عسكرية كبيرة هناك. وكان المستشار الفرنسي محتجزا لدى مقاتلي «الحزب الإسلامي»، وحسبما أفاد هو فإنه استغل نوم حراسه، ثم فر منهم واختفي في المدينة، ومشى طوال الليل نحو خمس ساعات ليصل أخيرا إلى منطقة تسيطر عليها الحكومة الصومالية. واختطف هذا المستشار هو وزميل له في الرابع عشر من يوليو (تموز) الماضي من قبل ميليشيات صومالية مسلحة من الفندق الذي كانا نزلا فيه جنوب العاصمة مقديشو، ولا يزال الرهينة الآخر محتجزا لدى ميليشيات صومالية أخرى، حيث تم التفريق بينهما بعد يوم من اختطافهما، ويعتقد أن حركة «الشباب المجاهدين» تحتجز الرهينة الفرنسي الآخر، على الرغم من أن الحركة لم تؤكد ولم تنف ذلك.