ميركل ونتنياهو اتفقا على مواجهة إيران وشروط تحقيق السلام

قالت إنها تنتظر تغييرات نوعية في سياسة إسرائيل الاستيطانية

TT

جددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طلب وقف بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة كشرط لا مناص منه لمواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب لقائهما في برلين أمس، إنها تنتظر «تغيرات نوعية» في سياسة إسرائيل.

من ناحيته، عبر نتنياهو عن استعداد بلاده لمواصلة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، مشترطا أن يعترفوا بإسرائيل «كدولة قومية لليهود». وقال نتنياهو إن هذا حلم كل الإسرائيليين، كما طالب نتنياهو بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران واعتبر برنامجها النووي تهديدا لسلام إسرائيل والسلام الدولي.

وعبرت ميركل عن ثقتها العميقة بتوفر شروط وصفتها بالجيدة جدا الآن لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وأكدت على حل الدولتين، مشيرة إلى ضرورة أن تكون لإسرائيل حدود آمنة يعيش داخلها المواطن بسلام. وكان نتنياهو، في اليوم الثاني من وزارته، قد التقى وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير قبل لقائه مع المستشارة الألمانية. وحافظ نتنياهو على تقليد اتبعه كل من سبقه من زعماء إسرائيل في أثناء زياراتهم لألمانيا، وهو اللقاء بالجالية اليهودية وزيارة معسكرات الاعتقال النازية في اليوم الأول من الزيارة، تذكيرا للقادة الألمان بجرائم النازية بحق اليهود.

وفي مقابلة مع تلفزيون «ن24»، سبقت اللقاء، قالت ميركل إن على إسرائيل أن تبدي استعدادا أكبر للمساومة. وذكرت المستشارة الألمانية أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية تقف حائلا دون التوصل إلى حل الدولتين، ودعت الإسرائيليين إلى عدم «سد نافذة الزمن».

وهذا هو نفس الموقف الذي تبناه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لدى استقباله نتنياهو في لندن يوم الثلاثاء الماضي. وقال براون: «إن الاستمرار في بناء المستوطنات يشكل عقبة في طريق حل الدولتين والنضال الفلسطيني لتحقيق حق تقرير المصير». وأضاف براون: «إن تجميد الاستيطان سيعبد الطريق أمام تطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل». واختتم براون بالقول: «يبدو أن هناك تقدما في هذه القضية».

وكان ايكارت فون كليدن، مسؤول الشؤون الخارجية في التحالف المسيحي المحافظ في البرلمان، قد وجّه انتقادات إلى سياسة الاستيطان، وذلك قبل ساعات قليلة من اجتماع نتنياهو مع ميركل. وقال فون كليدن للإذاعة الألمانية إن التوسع الإسرائيلي المستمر وبناء مستوطنات جديدة يعتبر انتهاكا لالتزامات إسرائيل تجاه خطة خريطة الطريق. وشدد كليدن على مسؤولية الاتحاد الأوروبي، داعيا الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف موحد تجاه سياسة الاستيطان بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وربط تلفزيون القناة الثالثة «دبليو دي ار» بين زيارة نتنياهو لبرلين والشائعات الأخيرة التي تحدثت عن صفقة يسعى إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما، بمساعدة الاتحاد الأوروبي، ومفادها مقايضة إسرائيل بمزيد من العقوبات ضد إيران مقابل وقف بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.