مراقبون: رحيل الحكيم قد يؤدي إلى إضعاف تنظيمه

مسؤولون بالمجلس الأعلى يرون عمار نجله المرشح لخلافته «وارثا» أكثر منه «مستحقا» للمنصب

TT

تخشى مصادر داخل المجلس الأعلى الإسلامي أن تترك وفاة زعيمه عبد العزيز الحكيم فراغا في القيادة يمكن أن يؤدي إلى إضعاف التكتل الشيعي قبل الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في يناير (كانون الثاني) المقبل. ويقول مسؤولون في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إنه من المتوقع أن يعلن قيادات المجلس الأعلى بعد مراسم دفن الحكيم في النجف اليوم عن تولي ابنه عمار قيادة الحزب. ومع ذلك، يُنظر إلى عمار الحكيم، وهو في أواخر الثلاثينات من عمره، على أنه صغير جدا وتعوزه الخبرة التي تمكنه من إدارة مختلف الفصائل داخل الحزب، ولذا فإنه من الممكن أن يواجه تحديات قيادية. ويقول مسؤولون إن عمار تم تجاهله في قيادة تحالف شيعي جديدة. وبدلا من ذلك، يتوقع أن يتولى همام حمودي قيادة الائتلاف الوطني العراقي، الذي لا يضم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأبدى مسؤولون عراقيون من مختلف الأطياف السياسية الحزن على رحيل عبد العزيز الحكيم، الذي كان يعد شخصية محورية في السياحة السياسية العراقية خلال الأعوام الأخيرة حيث تمكن من المحافظة على العلاقات مع واشنطن وطهران على السواء. وكان عبد العزيز الحكيم واحدا من أصحاب فكرة تشكيل الائتلاف العراقي الموحد الذي فاز بمعظم المقاعد البرلمانية في الانتخابات التي جرت في ديسمبر (كانون الأول). وكان يحظى بثقة قيادات شيعية بارزة على نطاق واسع لتولي السلطة بعد عقود من الاضطهاد على يد صدام حسين، السني. ويقول مؤيد الحكيم، أحد أفراد عائلة الحكيم: «كان الرجل بمثابة الشريان الحيوي للائتلاف العراقي الموحد والحكومة العراقية. ومع وفاته ستكون الساحة شاغرة من شخصية مناسبة تملأ هذا الفراغ. وكانت لديه قدرات بارزة على التفاوض وشخصية قوية مؤثرة».

ويقول خالد النعماني، وهو عضو بالمجلس المحلي بمدينة النجف، التي تقع في لب الساحة السياسية الشيعية، إن وفاة الحكيم تمثل انتكاسة كبرى لحزبه. ويضيف: «لقد جاءت وفاته في لحظة مهمة، في الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات العامة، وهناك الكثير من الزخم السياسي وتشكيل ائتلافات وتحالفات».

وقال كينيث كاتزمان، وهو خبير في الشأن العراقي في خدمة الأبحاث بالكونغرس، إن موت الحكيم يترك الحزب من دون شخص يقود الدفة في هذا الوقت المهم. وأضاف «من المحتمل أن تتسبب وفاة الحكيم في صراع كبير حول السلطة داخل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حالة من التمزق داخله. وتنظر الشخصيات الأكبر داخل المجلس الأعلى إلى عمار على أنه شخص يرث المنصب أكثر من كونه رجلا يستحقه».

وأصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي بيانا وصف فيه الحكيم بـ«الأخ الكبير والنصير القوي خلال الكفاح ضد النظام السابق». وربما تكون وفاة الحكيم عاملا مهما في تشكيل طريقة تفكير المالكي، في الوقت الذي يفاضل فيه بين الالتحاق بالائتلاف الشيعي الجديد أو تكوين تحالف مع السنة وربما الأكراد. ورفضت قيادات الائتلاف الشيعي الجديد، الذي يضم معظم الأحزاب التي اختارت المالكي رئيسا للوزراء عام 2006 ضمان ما إذا كان سوف يحتفظ بمنصبه إذا وافق على الالتحاق بالائتلاف الجديد الذي أعلن الاثنين الماضي. وعلى الرغم من أن وفاة الحكيم كانت أمرا متوقعا، إلا أن رحيله حرم الائتلاف من شخصية معروفة بمهارتها السياسية وقدراتها على تجميع الآراء. ويقول ريدار فيسر، وهو خبير في شؤون العراق لدى المعهد النرويجي للشؤون الدولية «ما زال السؤال المهام هو هل سوف ينضم نوري المالكي إلى الائتلاف أم لا. ويقول البعض إن هناك مساحة أكبر قليلا أمام المالكي بعد رحيل الحكيم، ولكن كان هذا هو الحال لمدة ومن المحتمل أن تحكم اعتبارات أخرى خيار المالكي، ولاسيما قضية ما إذا كان يمكنه النجاح في بناء ائتلاف قوي بالاعتماد على نفسه فقط».

* خدمة: «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»