ليبيا تشهد احتفالات عسكرية ضخمة بمناسبة مرور 40 عاما على وصول القذافي للحكم

ساركوزي لن يحضر إلى طرابلس..وتوقع حضور ميدفيديف وبوتين وشافيز

مواطنون ليبيون يمرون بجانب عمال البلدية وهم بصدد الصاق يافطات تحمل صور الزعيم الليبي العقيد القذافي، على جدران بعض البنايات في طرابلس، وذلك استعدادا للاحتفال بالذكرى الـ 40 لثورة اول سبتمبر ( ا ف ب)
TT

قالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن طرابلس ستشهد احتفالات عسكرية ضخمة بمشاركة قوات رمزية من مختلف أنحاء العالم بمناسبة مرور أربعين عاما على تولي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مقاليد الحكم. كما سيشارك في هذه الاحتفالات معظم رؤساء دول وحكومات الاتحادين الأوروبي والأفريقي بالإضافة إلى عدد من الرؤساء العرب.

وأوضحت المصادر ذاتها أنه يوجد من بين المدعوين للمشاركة في هذه الاحتفالات، الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، وجون براون رئيس الحكومة البريطانية، ونظيره الإيطالي سيلفيو برلسكوني، بالإضافة إلى ممثل عن الرئيس الأميركي بارك أوباما.

وفي سياق ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس أن الرئيس ساركوزي لن يشارك في الاحتفالات الليبية، على خلاف ما أعلنه منظموها، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح مصدر في قصر الإليزيه أن ساركوزي «لن يذهب» إلى ليبيا للمشاركة في هذه الاحتفالات، مضيفا أنه سيرسل ممثلا «على مستوى لم يحدد بعد».

وكان عضو في الفريق المنظم للاحتفالات الليبية قد صرح بأنه يتوقع حضور ساركوزي إلى جانب الرئيس ورئيس الوزراء الروسيين، ديمتري ميدفيديف، وفلاديمير بوتين.

وأضاف المصدر ذاته، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وملك وملكة إسبانيا، ورئيس فنزويلا، هوغو تشافيز، و«أربعين إلى خمسين رئيس دولة أفريقية» سيحضرون أيضا إلى طرابلس.

ومن جهتها، أعلنت رئاسة الحكومة الإيطالية أن برلسكوني سيتوجه بعد غد (الأحد) إلى ليبيا بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين، غير أن أجهزة الحكومة أفادت أن إيطاليا لن ترسل ممثلا عنها إلى احتفالات ذكرى الثورة.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أول من أمس، أن الولايات المتحدة ليست «قلقة على الإطلاق» من هذه الزيارة. وقال فراتيني، في تصريحات للإذاعة الإيطالية، إن الولايات المتحدة «تعترف لنا بدور مهم تجاه ليبيا، وخصوصا من أجل تليين بعض مواقف الزعيم الليبي معمر القذافي».

وأضاف الوزير الإيطالي «لقد بحثت شخصيا مع هيلاري كلينتون مصلحة الولايات المتحدة في تحسين العلاقات» مع ليبيا.

وأوضح أن المقرحي «ما كان يجب أن يستقبل كبطل»، ولكن هذه القضية لن تؤثر في الرأي العام الأميركي حيال «موقفنا من ليبيا» منددا بالمقالات التي تصدر في وسائل الإعلام حول خلاف مفترض مع واشنطن حيال هذه الزيارة.

وقال أيضا إن الحكومة اليسارية السابقة برئاسة رومانو برودي «حاولت لسنوات التفاوض مع القذافي، ولكن نحن من أنهى هذه المفاوضات واليوم يأخذون عليها ما قمنا به».

وتعهدت إيطاليا بموجب معاهدة الصداقة التي وقعت قبل عام بين البلدين بدفع خمسة مليارات دولار كتعويضات بشكل استثمارات على 25 سنة عن فترة الاستعمار الإيطالي لليبيا (1911 ـ 1942).

وأتاحت هذه المعاهدة الحد بشكل كبير من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا حيث وافقت ليبيا على استعادة السفن التي تنقل مهاجرين غير شرعيين وتعترضها إيطاليا.

إلى ذلك، أوضحت المصادر الليبية لـ«الشرق الأوسط» أن طرابلس ستنظم عرضا عسكريا غير مسبوق تشارك فيه وحدات قتالية من دول قارات العالم الخمس، مشيرة إلى أن فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا الاتحادية بالإضافة إلى معظم دول الاتحاد الأفريقي ستشارك في هذه العروض التي يريدها الزعيم الليبي العقيد القذافي كدليل على تحسن علاقات ليبيا الدولية، وإنهاء كافة خلافاتها الخارجية المعلقة.

وقالت السفارة الفرنسية في طرابلس في بيان لها أمس، إن فرنسا سترسل طائرتين من طراز «رافال» تابعتين لسلاح الجو الفرنسي للمشاركة في العرض العسكري الجوي، إلى جانب حوالي 80 طائرة قتال ونقل عسكري قادمة من دول أخرى. وستشارك فرنسا أيضا في المهرجان العالمي للموسيقي العسكرية بفصيل من الفرقة الرئيسية للفيلق الأجنبي التي تحظى بشهرة عالمية، وتتكون من أكثر من خمسين عازفا ولها خصائص ومعدات متميزة عن غيرها من الفرق المماثلة في العالم.

وكان وزير الدفاع الإيطالي، انياتسيو لاروسا، قد أعلن قبل يومين في روما، أن فرقة الاستعراض الجوي الأكروباتية ستشارك في الاحتفالات الليبية.

وقال لاروسا إن الموافقة على مشاركة الفرقة الأكروباتية في عرض جوي في طرابلس «ذات طابع تقني». وأضاف «أما إذا كانت هناك مشكلات سياسية فيجب أن تطرح على رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية». وأردف قائلا: «لكنني في الحقيقة لا أجد ما هو غريب في هذه المسألة فقد وردنا طلب رسمي من الحكومة الليبية بهذا المعنى وأعطينا موافقتنا». وذكرت تقارير صحافية واردة من العاصمة الإيطالية أن تيارات من المعارضة انتقدت المشاركة الإيطالية في الاحتفالات الليبية، على خلفية الاستقبال الشعبي الذي لقيه عبد الباسط المقرحي بعد إطلاق سراحه من سجنه الاسكوتلندي الأسبوع الماضي.

لكن وزير الدفاع الإيطالي رأى أن «فريق استعراضنا الأكروباتي متميز ويحمل اسم إيطاليا عاليا في أي مكان من العالم ولهذا سيلقى ثناء واستحسان الشعب الليبي، الأمر الذي سيزيد من سعادتنا لا سيما في هذه المرحلة التي تشهد تحسنا كبيرا في العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا وليبيا».

وكشف وزير الدفاع الإيطالي النقاب عن أن الجانب الليبي سيتحمل معظم التكاليف عدا جزء يسير ستقوم الحكومة الإيطالية بدفعه، وهو ما يعادل 300 يورو يوميا للعسكري الواحد خلال مهمته في الخارج».

ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الليبية فقد وصلت إلى مطار معيتيقة العسكري، قوات رمزية من غينيا كوناكري، وبوركينافاسو، وتنزانيا، ورواندا، وزامبيا، وتونس، ومصر.