الرئيس الصومالي يبدأ جولة عربية تشمل عدة دول خليجية

تحركات مصرية ــ ليبية وقطرية لحل المسألة الصومالية

صومالي يحمل صيده من الأسماك أمس ( أ.ب)
TT

بدأ الرئيس الصومالى شريف شيخ أحمد جولة عربية تشمل عدة دول خليجية، واستهلها بقطر، حيث وصل إلى الدوحة في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام.

وتشمل الجولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان، كما سيزور ليبيا للمشاركة في القمة الأفريقية المصغرة التي ستنعقد في طرابلس في الفترة مابين (30 ـ 31 أغسطس الحالي). وتهدف زيارة الرئيس الصومالي إلى هذه الدول العربية لبحث مبادرات سلام في القضية الصومالية ترعاها الدول العربية، لتحقيق المصالحة بين الأطراف الصومالية لإنهاء العنف في البلاد.

وكانت الحكومة الصومالية ترى أن دولة قطر لا تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء الصوماليين، ولا تلعب دورا إيجابيا تجاه إنهاء الأزمة الصومالية، وتُتهم قطر بدعمها للفصائل الإسلامية المعارضة للحكومة الانتقالية، وخاصة الحزب الإسلامي المعارض الذي يقوده الشيخ «حسن طاهر أويس»، وذلك عن طريق أرتيريا الداعم الرئيسي لجماعات المعارضة في الصومال، كما أن العلاقة المتدهورة بين قطر وإثيوبيا التي تدعم حكومة الرئيس شريف دبلوماسيا جعلت العلاقة بين مقديشو والدوحة تشهد نوعا من الخمول.

وأفادت مصادر صومالية لـ «الشرق الأوسط» أن قطر ستشهد خلال الأيام القليلة القادمة زيارات أخرى من قبل شخصيات قيادية في المعارضة الصومالية في إطار مساعي قطرية لحل الأزمة الصومالية، ويضيف المصدر أيضا «أن قطر قدمت دعوة رسمية إلى الرئيس الصومالي وهي تبلور الآن مبادرة شاملة قطرية لحل النزاع المسلح في الصومال بين الحكومة الانتقالية ومعارضتها الإسلامية». ويقول هذا المصدر أيضا إن قطر بصفتها رئيسة مجلس القمة العربية الحالية، فإنها ربما ترغب في إضافة الملف الصومالي إلى قائمتها لإنجاز عدة مصالحات عربية مثل الملفين اللبناني والسوداني.

وكانت شخصيات إسلامية قطرية وأخرى من مؤسسات تتخذ من قطر مقرا لها، قادت مبادرات عدة لعقد صلح بين الحكومة الانتقالية والمعارضة الإسلامية، وكان الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد طرح منذ تشكيل حكومة الرئيس شريف في جيبوتي في يناير (كانون الثاني) الماضي مبادرة مصالحة يقودها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للتوسط بين الفرقاء الصوماليين. كما زار العاصمة الصومالية مقديشو عدة مرات وفد من الحملة العالمية لمقاومة العدوان برئاسة الداعية القطري الشيخ «عبد الرحمن النعيمي» والتي تتخذ من الدوحة مقرا لها. وقد حالت المواقف المتشددة من الأطراف المتصارعة في الصومال دون عقد لقاء مباشر بين الأطراف الصومالية. كما استضافت قطر أخيرا عددا كبيرا من زعماء العشائر الصومالية، وكذلك قادة هيئة علماء الصومال. وتأتي جولة الرئيس الصومالي العربية أيضا في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الصومالية تحركات سياسية، حيث تقود مصر وليبيا هذه التحركات، حيث من المقرر أن تبحث القمة الأفريقية المصغرة التي تعقد في طرابلس نهاية الشهر الحالي القضية الصومالية إلى جانب مشكلة دافور. وشهدت القاهرة خلال اليومين الماضيين تحركات دبلوماسية حثيثة تهدف إلى إنهاء العنف في الصومال، وأعلنت القاهرة أيضا عن أنها أجرت اتصالات مع دول عدة معنية بالملف الصومالي، والعمل على المساهمة في إنهاء الأزمة في الصومال، وكان الرئيس المصري محمد حسنى مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيظ قد التقيا أمس في القاهرة مع وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح الذي يزور حاليا القاهرة. وبعد لقائه مع نظيره الأريترى قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط «إن مصر ترى أن المجتمع الدولي يقف مترددا إزاء الصومال في لحظات حرجة، فيها الصومال أحوج ما يكون للدعم مؤكدا أهمية تصور إقليمي ودولي للتعامل مع الشأن الصومالي يتضمن خطوات واضحة وتقاسم للأدوار بما يسهم في تحقيق تسوية نهائية للأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية المتردية في الصومال».

على صعيد آخر، قال متحدث باسم الجماعة الخاطفة للخبير الأمني الفرنسي الثاني إنها ستحيل عميل الاستخبارات الفرنسي الثاني المحتجز في الصومال إلى محكمة إسلامية بتهمة التجسس، وأضاف المسؤول «نحن نعلم أن الجاسوس الفرنسي الآخر قد لاذ بالفرار دون محاكمة، غير أني أقول لكم إن الرهينة المحتجز سيحال إلى محكمة إسلامية تقرر مصيره كما سبق وأعلنا».