توفي في العاصمة الأردنية عمان أمس عبد الرحيم مشعل والد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن عمر يناهز 91 عاما بعد مرض حل به قبل حوالي العام. وجاء الإعلان في بيان مقتضب صادر عن مكتب مشعل في دمشق.
ووافقت الحكومة الأردنية على دخول مشعل إلى أراضيها للمشاركة في تشييع جثمان والده إلى مثواه الأخير في عمان وتلقي التعازي فيه. وجاءت الموافقة كمكرمة من جلالة الملك عبد الله الثاني. وقال مصدر أردني مسؤول لـ «الشرق الأوسط» «إنه بمبادرة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فقد تم السماح لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بدخول الأراضي الأردنية لتشييع جثمان والده لأسباب إنسانية بحتة». ورفض المصدر التعقيب على سؤال عن ما إذا كان سيتم عقد لقاءات مع المسؤولين الأردنيين، مكتفيا بالقول إن السماح لمشعل يأتي لأسباب إنسانية فقط ولا دلالات أو أبعاد سياسية لها. وهذه هي الزيارة الأولى يقوم بها مشعل للأردن منذ ترحيله عنه بأمر من العاهل الأردني الراحل الملك حسين، إلى قطر عام 1999، أي بعد سنتين من محاولة اغتياله على أيدي عناصر جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد».
وتمكن مرافقي مشعل من إفشال العملية وملاحقة عناصر الموساد واعتقالهم. وأفرج عنهم لاحقا في إطار صفقة جرى بموجبها إرسال طبيب إسرائيلي مع مصل مضاد إلى المدينة الطبية لمعالجة مشعل والإفراج عن الشيخ المؤسس أحمد ياسين.
وسمحت السلطات الأردنية أخيرا بتجديد جواز سفر مشعل الصادر من المملكة الأردنية، في إشارة إلى تحسن العلاقات بين حماس وعمان، إثر عدد من الزيارات التي قام بها محمد نزال عضو المكتب السياسي لحماس، عمان. وقالت مصادر في الحركة الإسلامية، إن جثمان والد مشعل سيتم تشييعه اليوم إلى مثواه الأخير في مقبرة صويلح شمال غربي العاصمة عمان. يذكر أن الحاج عبد الرحيم مشعل سبق أن شارك في مقاومة الانتداب البريطاني وفي ثورة 1936. وفي ستينيات القرن الماضي توجه إلى الكويت للعمل فيها. والتحقت به أسرته عام 1967 وظلت هناك حتى اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991 إثر اجتياح العراق للكويت لينتقل بعدها إلى الأردن ويستقر فيها.