كوشنير: التدخلات الخارجية تعيق تشكيل الحكومة ومطالب عون لا يمكن الدفاع عنها

لم يبد تعجبا من المدة الطويلة التي يأخذها تشكيل الحكومة

TT

عزا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، صعوبات تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة لتأثيرات إقليمية وخارجية، ولكن أيضا لتعقيدات داخلية مشيرا بالاسم إلى النائب ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر. ولم يبد الوزير الفرنسي دهشته إزاء المشكلات التي حالت حتى الآن دون ولادة الحكومة الجديدة، معتبرا أنه «لم يكن من المتوقع أن يستغرق تشكيلها أياما أو أسابيع بل شهورا».

وجاءت تصريحات كوشنير في مؤتمر صحافي عقده أمس في ختام مؤتمر سفراء فرنسا السابع عشر. وأعقب المؤتمر الصحافي كلمة مطولة دامت ساعة كاملة تطرق فيها كوشنير إلى المشكلات العالمية داعيا السفراء الفرنسيين إلى التنشيط و«ملء الفراغ» الفكري من أجل استنباط الحلول وتقديم مقترحات مبدعة.

وفي الموضوع اللبناني، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كانت ثمة حاجة لمؤتمر «دوحة 2»، أو «سان كلو 2»، أو «باريس 3» لاستيلاء الحكومة، قال: «بالطبع ثمة تأثيرات خارجية تعيق ولادة الحكومة»، لكنه أردف أنها «أقل مما كانت عليه في الماضي».

وأعطى الوزير الفرنسي مثلا على ذلك سورية، مذكرا بأنه سأل الرئيس الأسد، الذي التقاه في دمشق الشهر الماضي، «عما إذا كانت بلاده تدعم مطالب الثلث المعطل للمعارضة، وكان الجواب السوري بالنفي ثلاث مرات». وأشار كوشنير إلى المسار الجديد للدبلوماسية السورية وانفتاحها على السعودية والعراق قبل الاتهامات الأخيرة، لكن ذلك لا يعني، وفق الوزير الفرنسي، اختفاء التدخل السوري في لبنان في الموضوع الحكومي. وفي السياق الخارجي، لم يستبعد كوشنير وجود «تدخل إيراني سيئ»، مدللا على ذلك باستمرار تدفق السلاح من طهران لحزب الله الذي «يملك ترسانة من 15 ألف صاروخ».

واتهم كوشنير إيران بالاستمرار في دعم مجموعات متطرفة، في إشارة إلى حزب الله وحماس ومنظمات أخرى. كذلك انتقدها بشأن ملفها النووي، متوقعا فرض عقوبات دولية جدية عليها، أو عقوبات فردية إذا ما فشل مجلس الأمن في الاتفاق على عقوبات دولية.

وانتقد كوشنير، بشكل غير مباشر، مواقف ميشال عون بقوله إنه «ليس من السهل دعم مطالبه، وهذا أقل ما يمكن قوله إزاءها»، في إشارة إلى إصرار عون على خمس وزارات بينها الداخلية والاتصالات، وتوزير صهره جبران باسيل. ورأى كوشنير أنه ليس من المدهش أن تطول مدة السعي لتشكيل الحكومة اللبنانية، وأن تصل إلى «عدة شهور». غير أن مصادر فرنسية رسمية كانت توقعت لـ«الشرق الأوسط» أن تولد الحكومة مع نهاية شهر رمضان.