«عسكر طيبة» تمنح النساء في كشمير 3 أيام لارتداء الحجاب.. وإلا فالعقاب

في ما يهدد بعودة الأعمال الإرهابية إلى الإقليم الهندي المسلم

TT

تستعد عضوات «اتحاد النساء المسلمات في كشمير الهندية» لموجة جديدة من أعمال الإرهاب، حيث هددت جماعة «عسكر طيبة» بالشروع في معاقبة النساء غير الملتزمات بارتداء الحجاب في الأماكن العامة. وفي عودة مفاجئة لجهود فرض الأسلمة بالقوة على إقليم كشمير، أصدر مسلحون كشميريون إنذارا يستمر لثلاثة أيام، ينتهي اليوم، للمدارس والجامعات بفرض قواعد إسلامية صارمة للملبس، وإلا سيكون عليهم تحمل العواقب. وسعيا للتأكيد على جدية تهديدهم، اختطف المسلحون مدير إحدى الكليات المخصصة للنساء فقط في شمال كشمير. ولم يطلقوا سراحه إلا بعد أن هددوه بوقوع عواقب وخيمة في حال عدم التزام طالبات الكلية، البالغ إجمالي عددهن 3 آلاف طالبة، بالحجاب في غضون ثلاثة أيام. وكان مدير «كشمير سوبور غفرنمنت ديغري كوليدج»، محمد أشرف، قد تعرض للاختطاف بالقرب من القرية التي يسكنها على يد ملثمين ومدججين بأسلحة «كلاشينكوف» ومسدسات وقنابل يدوية. وأطلق سراحه في أعقاب توجيه إنذار له بضرورة فرضه الزي الإسلامي على الطالبات. وقال أشرف: «أخبروني أنهم اختاروني كي أنقل رسالة إلى المدارس والكليات الأخرى كافة في الوادي الذي تدرس به الفتيات». من ناحية أخرى، أشارت تقارير إلى تلقي مسؤولين بمدارس وكليات أخرى في كشمير اتصالات هاتفية تأمرهم بفرض الزي الإسلامي. وتعد هذه أول حادثة كبرى لأعمال الشرطة الأخلاقية منذ أكثر من عام. من ناحية أخرى، علقت إحدى الطالبات بقولها: «الأسلوب الذي تعاملوا من خلاله مع مديرنا خاطئ. إذا ما رغبوا في فرض الحجاب، عليهم أن يأتوا إلينا ويطلبوا منا ذلك. في الخطوة التالية سيفرضون هذا الأمر على مدرسينا، ثم علينا. هذا أمر غير مقبول». وقد بدأت الشرطة تحقيقا في الحادث. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها إسلاميون متطرفون، أتى الكثيرون منهم من باكستان وأفغانستان، إحداث حالة من «الطلبنة» داخل المجتمع الكشميري المسلم، الذي ظل معتنقا طيلة قرون عدة لنمط أكثر ليبرالية من الإسلام يقوم على أفكار رجال دين من الصوفية. وعند بداية حركة التمرد، حظرت العصابات المسلحة الانفصالية في مطلع التسعينات صالونات التجميل ودور السينما ومحال المشروبات الكحولية، وطالبت النساء بالالتزام بنمط إسلامي أكثر صرامة في الملبس داخل هذه الولاية الهندية التي تعد الوحيدة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها. يذكر أن «عسكر جبار»، وهي جماعة إرهابية غير معروفة تعد فرعا من «عسكر طيبة»، عمدت إلى رش أحماض حارقة ضد بضع سيدات، وتعرضت فتاتان مراهقتان في سريناغار لإصابات جراء إطلاق النار ضدهما بسبب اقترافهما «جريمة» ارتداء سراويل من الجينز. وعادة ما يجري توزيع ملصقات تحمل مثل تلك الأوامر داخل المساجد والأماكن العامة. وفي السنوات القليلة الماضية، ارتدت النساء الكشميريات ملابس عصرية وانحسر مستوى ارتداء الحجاب في أعقاب تراجع أعمال العنف الإرهابية. وفي كشمير، لا تتوافر قواعد صارمة تفرض الحجاب، الذي لا ترتديه سوى أقلية من النساء.