السعوديون يلجأون إلى «فيسبوك» للتعبير عن صدمتهم واستنكارهم لمحاولة الاغتيال

أصبح بطريقة غير مباشرة وسيلة لمحاربة التطرف

الكثيرون على «فيسبوك» أنشأوا صفحات خاصة ردا على محاولة الاغتيال
TT

استطاع الموقع الإلكتروني «فيسبوك» أن يختصر الزمان ويوحد المكان ليكون أسرع وسيلة تعاطى من خلالها السعوديون للتعبير عن مشاعرهم وتضامنهم وأفكارهم بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية على يد أحد المتطرفين.

وبشكل غير مباشر أصبح «فيسبوك» إحدى الوسائل الإعلامية المهمة في محاربة تنظيم القاعدة والانحراف الفكري بشتى صوره، وتقديم صورة واضحة لمدى تضامن والتفاف أفراد الشعب السعودي حول قيادته.

فبعد ثوان معدودة من الإعلان عن العملية التي استهدفت الرجل الذي بعثر خطط الإرهابيين، وأشبع تنظيماتهم وأحبارهم قهرا في دهاليز الهزائم، اجتاح اسم الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، صفحات الموقع الشهير، وأُنشئت باسمه مجموعات عنونت أسماء صفحاتها بعبارات تدل على اللحمة والتضامن بين أفراد المجتمع ومسؤوليه.

«كلنا محمد بن نايف»، «حمدا لله على سلامتك يا سمو الأمير محمد بن نايف»، «صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الحمد لله على سلامتك»... إنها ليست عبارات تقال للأمير أو تُقرأ في بريد الرسائل المرسلة إليه، فقط، بل إن هذه العبارات تقرأ بطريقة أخرى على الشبكة العنكبوتية، حيث إنها أسماء صفحات أنشأها مجموعة من السعوديين ردا على محاولة الاغتيال الآثمة.

هذه الصفحات أحدثت تفاعلا كبيرا بين بعض مشتركي «فيسبوك» حيث لم يقف الأمر على إنشائها وعنونتها فقط، بل امتد للانضمام إليها والمشاركة من خلالها وتبادل التهاني بسلامة الأمير محمد بن نايف، بجانب عنونة الكثيرين من السعوديين لصفحاتهم الخاصة بعبارات التهنئة والتضامن والدعاء على الأعمال الهادمة بالاندثار. ويبدو أن تلك الصفحات أصبحت بطريقة أو بأخرى، وعلى الرغم من أنها مجهودات فردية، تصب في مصلحة الأمن الفكري لما تتضمنه من استنكار وشجب للأعمال الإجرامية والتخريبية، وإيضاح للحقائق وتبيين لمدى ضلال فكر التنظيمات الإرهابية.

وقد هاجم الكثير من أبناء بلاد الحرمين من خلال موقع «فيسبوك» العمل الإرهابي الذي استهدف أبرز مسؤول أمني سعودي يتولى معالجة ملف الإرهاب في البلاد، حيث وقف الجميع بصور مختلفة وآراء موحدة ضد هذه الأعمال المنافية للشريعة والعقل.

وتأتي هذه الجهود الإلكترونية كشكل آخر من أشكال الأمن الفكري، ومكمل للجهود التي قامت بها الحكومة السعودية وقطاعاتها ومؤسساتها المختلفة، بعد وقوع أحداث التفجيرات الإرهابية، للدعوة إلى محاربة هذه الأفعال والوقوف في وجهها.