قيادي في «المجلس الأعلى» لـ«الشرق الأوسط»: عمار الحكيم لزعامة المجلس وعبد المهدي الحكومة والجعفري الائتلاف

الحرس القديم في التنظيم يعتبر أن تسلم نجل الحكيم الرئاسة سيكرس تداول القيادة وراثيا

TT

فيما أكد قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي أن زعامة عمار الحكيم للمجلس الأعلى الإسلامي، خلفا لوالده عبد العزيز الحكيم الذي توفي في أحد مستشفيات طهران الأسبوع الماضي، «باتت مؤكدة»، تحدثت أنباء عن وجود تنافس داخل المجلس يثيرها الحرس القديم في أكبر تنظيم شيعي في العراق، مطالبين بأن تؤول الرئاسة إلى شخص آخر كي لا تكرس مسالة تداول قيادة التنظيم وراثيا.

وقال القيادي رضا جواد تقي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة النجف، أمس، التي دفن فيها زعيم المجلس الأعلى أول من أمس، إنه «لا توجد حتى الآن أي أحاديث أو حتى همس حول موضوع زعامة المجلس بسبب انشغال قيادة التنظيم في موضوع وفاة السيد عبد العزيز ودفنه، والآن نحن منشغلون بمجالس العزاء التي ستنتهي يوم الجمعة القادم».

وأكد تقي موضوع «حسم الزعامة للسيد عمار الحكيم»، قائلا: «إذا كانت هناك بعض الشكوك في السابق، أو مجرد تكهنات أو ترجيح بأن عمار الحكيم سيترأس المجلس خلفا لوالده، فإن هذا الموضوع صار مؤكدا اليوم لاتفاق قيادات المجلس عليه، خصوصا بعد الالتفاف والدعم الجماهيري الذي شاهدناه في مدينة النجف، حيث رفع الأهالي هناك صوره وهتفوا باسمه».

وفي رده على سؤال يتعلق بمصدر صور عمار الحكيم التي رفعت في النجف خلال تشييع جثمان والده عبد العزيز، وبعد يوم واحد من رحيل زعيم المجلس الأعلى، وكيف تم طباعة هذه الصور وأين، ومن كان وراء هذه المظاهرة، قال تقي: «في الحقيقة لا ندري مصدر الصور، كما أننا لا نستطيع منع الناس من رفع الصور والتدخل في معتقداتهم الفكرية أو اختياراتهم، وكل ما نعرفه هو أن الناس هناك يعتبرون عمار الحكيم هو الزعيم القادم للمجلس الأعلى».

ونفى تقي أن يكون للدعم الإيراني لعمار الحكيم دور مؤثر في حسم موضوع زعامته للمجلس الأعلى، وقال: «لا يبدو لي أن هذا الموضوع (دعم إيران لعمار) سيؤثر في مسالة ترشيح السيد عمار لرئاسة المجلس».

وكان علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني قد قال في كلمته خلال تشييع جثمان عبد العزيز الحكيم في مدينة قم الإيرانية الخميس الماضي، إن الحكيم «كان يكنّ ولاء وإجلالا مثيرين للإعجاب للمرشد الأعلى آية الله خامنئي»، ومعلنا تأييدهم لنجله عمار بقوله: «نتمنى أن تستكمل طريقه بقوة أكبر، ونأمل في أن نرى شقيقنا (عمار الحكيم) يلعب دورا أكثر فعالية في المشهد» العراقي، مستبقا موضوع اختيار عمار الحكيم لرئاسة المجلس الأعلى.

واستطرد القيادي في المجلس الأعلى قائلا: «نحن في المجلس الأعلى لسنا قلقين على الإطلاق على موضوع من سيترأس المجلس»، منوها بأن: «الإعلام العراقي والعربي وحتى الغربي هو أكثر قلقا حول هذا الموضوع، وقد اجتهد الكتاب والصحافيون في تحليلاتهم لمن سيترأس المجلس».

وأوضح عضو مجلس الشورى المركزي، وهي أعلى جهة تنظيمية في المجلس الأعلى، قائلا: «نحن لسنا قلقين لأننا نعرف أن هناك آليات تنظيمية هي التي ستحسم هذا الموضوع، وأعني اجتماع مجلس الشورى المركزي في المجلس وانتخاب أحد أعضائه للرئاسة»، مشيرا إلى أن «أيا من قيادات المجلس لم يرشح نفسه حتى اليوم لمنصب الرئيس، ولم أسمع أن هناك من عنده نية الترشيح، بينما سنقوم نحن بترشيح السيد عمار لهذا المنصب داخل مجلس الشورى، فهو الوحيد الذي بإمكانه ترشيح وانتخاب الرئيس، وهناك شبه إجماع حتى اليوم على انتخاب عمار الحكيم رئيسا للمجلس اعتمادا على كفاءته في قيادة التنظيم».

وفيما إذا كانت مسالة زعامة عمار الحكيم محسومة ومتفقا عليها قبل وفاة والده، قال تقي: «لا، لم يتم حسم هذا الموضوع قبل وفاة رئيس المجلس الأعلى، لكن كما هو معروف، رئيس المجلس ضمن صلاحياته التي كان يتمتع بها حسب النظام الداخلي كلف رسميا نجله عمار أن يكون نائبا له في قيادة التنظيم، وقد قام السيد عمار بدور والده في حضور الاجتماعات واللقاءات السياسية داخل وخارج العراق في ما يتعلق بشؤون المجلس الأعلى وما يهم مصلحة العراقيين والعراق من غير أن يتجاوز على أي سلطات دستورية».

وكشف القيادي في المجلس الأعلى قائلا: «إن وفاة السيد عبد العزيز الحكيم لم تأتِ بصورة مفاجئة وتربك التنظيم وعملنا، بل إن مرضه مرّ بمراحل، وكنا في القيادة على اطلاع بأوضاعه الصحية، بل إننا كنا نطلع الشعب العراقي بأنباء الوضع الصحي للزعيم السابق للمجلس الأعلى، لهذا كنا قد هيئنا وضعنا وأوضاع التنظيم لمثل هذا اليوم، وصار هناك شبه اتفاق على أن يمضي عمار الحكيم بدوره ومهماته في قيادة التنظيم، لا سيما أنه شاب وتربى على مبادئ عمه، محمد باقر الحكيم مؤسس المجلس، ووالده الذي عمل إلى جانب شقيقه في تأسيس المجلس، إضافة إلى دراسته الحوزوية وتفوقه فيها»، مشيرا إلى أن «رئاسة السيد عمار الحكيم ستكون مؤكدة عندما يرشح من قبل مجلس الشورى ويتم انتخابه وفق آليات التنظيم، ومن يرَ نفسه من أعضاء مجلس الشورى أكثر جدارة من السيد عمار فليرشح نفسه ويخوض التصويت».

من جهته نفى مصدر مسؤول في قيادة المجلس الأعلى ومقرب من الدكتور عادل عبد المهدي، نائب الرئيس العراقي والقيادي في المجلس الأعلى، أن يكون «عبد المهدي قد رشح نفسه أو أنه يفكر في ترشيح نفسه لرئاسة المجلس الأعلى الإسلامي»، كما نفى أن يكون همام حمودي، القيادي في المجلس، «قد تحدث أو المح لترشيح نفسه لقيادة التنظيم».

وقال المصدر الذي رفض نشر اسمه، إن «عادل عبد المهدي سيكلف برئاسة الحكومة العراقية في حالة فوز الائتلاف الوطني العراقي، بينما سيترأس إبراهيم الجعفري، رئيس الوزراء الأسبق، كتلة الائتلاف في البرلمان العراقي».

لكنّ أوساطا عراقية شيعية لا تستبعد حدوث خلافات داخل قيادة المجلس حول موضوع رئاسة عمار الحكيم، حيث ترى هذه الأوساط أن «تسلم نجل رئيس المجلس منصب والده سوف يكرس تداول قيادة التنظيم وراثيا، لا سيما أن عبد العزيز كان قد ترأس المجلس خلفا لشقيقه محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في النجف عام 2003».

وتشير هذه الأوساط إلى أن «هناك ما يسمى بالحرس القديم في المجلس أمثال جلال الصغير وصدر الدين القبانجي وغيرهم، ممن يرون أن عمار غير مناسب لمنصب الرئيس اعتمادا على سنّه وتجربته القليلة».