أبو مازن يريد من القطريين إقناع حماس بفكرة إجراء الانتخابات في موعدها

عباس سيبحث مع ساركوزي إمكانية دعوة فرنسا إلى مؤتمر سلام جديد

TT

أكدت مصادر سياسية مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لا ينوي الدعوة حاليا إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، ما دام لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس يعتقد أنه من المبكر الآن حسم مثل هذه المسألة، إذ ما زال يمكن الاتفاق مع حماس.

وتصطدم رغبة عباس القوية في إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في موعدها بداية العام المقبل، برفض حماس التي تسيطر على قطاع غزة إجراء الانتخابات قبل الوصول إلى مصالحة شاملة. ومن شأن إجراء الانتخابات في الضفة فقط أن يعزز الانقسام الحالي تجاه تثبيت كيانين منفصلين، وهو ما لا يسعى إليه عباس.

وعلى الرغم من أن عدة اقتراحات قدمت إلى الرئيس بشأن عقد الانتخابات بمن صوت، (مواطني الضفة ومواطني غزة الموجودين في الضفة)، فإن عباس رفض حتى الآن مثل هذه الاقتراحات، وما زال يأمل بعقد الانتخابات باتفاق مع حماس.

ومن أجل ذلك انطلق عباس في جولته العربية والأوروبية بدءا من قطر، إذ سيحاول أبو مازن في أثناء لقائه مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إقناع القطريين بفكرة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها، إذا ما فشل الحوار الحالي، وترى السلطة أن إقناع القطريين بالفكرة سيساعد في الضغط على حماس.

وكان عباس طالب بإشراف عربي ودولي على إجراء الانتخابات، حتى تطمئن حماس للنتائج، ووعد بالتسليم بأي نتائج تفضي إليها هذه الانتخابات.

وبسبب الخلافات التي تطال كل الملفات تقريبا، فإن قيادة السلطة في رام الله ترى الحل بإجراء انتخابات يقول فيها الشعب الفلسطيني كلمته، ما دام قد عجز المتحاورون.

وسيتابع عباس جولته إلى ليبيا وإسبانيا وفرنسا، على أن يتوجه بعدها إلى القاهرة، وفي كل المحطات سيبحث عدة قضايا تتعلق باستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وبحث سبل تحريك عملية السلام، وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية. وسيبحث عباس في فرنسا إمكانية أن تدعو باريس إلى عقد مؤتمر دولي جديد للسلام، وسيدرس عباس مع الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ما إذا كان الثاني سيطرح مثل هذه الدعوة خلال المؤتمر الثاني للاتحاد من أجل المتوسط الذي يضم 43 دولة متوسطية.

وتتعثر جهود استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب استمرار الاستيطان الإسرائيلي، وتبذل الولايات المتحدة الأميركية جهودا مع إسرائيل للتوصل إلى حل بشأن الاستيطان، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن حكومته «لم تتخذ أي قرار» يتعلق بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

وردا على سؤال حول إمكانية قبول إسرائيل بتجميد الاستيطان مدة 9 أشهر باستثناء القدس الشرقية التي ضمتها في 1967، قال نتنياهو للإذاعة الرسمية: «لم نتخذ أي قرار بهذا الشأن، ولم نصل إلى أي استنتاج». وتابع: «إنها مجرد شائعات.. لم نقبل شيئا، ونواصل الحوار مع واشنطن».

وحدد نتنياهو هدفين من اتصالاته مع الولايات المتحدة وهما: «استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والدول العربية بهدف التوصل إلى السلام من جهة، وضمان حياة طبيعية لسكان المستوطنات اليهودية من جهة أخرى». ويقول الفلسطينيون إنه دون وقف الاستيطان فلا يمكن استئناف المفاوضات.

وفي نهاية جولته سيبحث عباس مع المصريين جهود استئناف الحوار، إذ تعكف مصر على وضع ورقة «كحل وسط» للخلافات بين حماس وفتح، كما سيطلع على آخر جهود إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

وقالت حماس إن جلسة الحوار المزمع عقدها في القاهرة بعد عيد الفطر ستكون «حاسمة ونهائية وشاملة، وليست ثنائية»، موضحة أن الهدف منها هو «وضع النقاط على الحروف قبل أن تكون جلسة توقيع على المصالحة الفلسطينية».