محافظ البصرة: المباشرة ببناء جسر التنومة الاستراتيجي مطلع الشهر المقبل

تباين الآراء في وظيفة الجسور على شط العرب المؤدية للحدود البرية مع إيران

كورنيش شط العرب في منطقة العشار بالبصرة («الشرق الأوسط»)
TT

تباينت آراء المسؤولين والمراقبين مدنيين وعسكريين في محافظة البصرة حول وظيفة الجسور المقامة حاليا والتي سيجري تشييدها على شط العرب والرابطة بين مركز المحافظة والحدود البرية مع إيران. وتمحورت وجهات النظر بين الطرفين في أحاديث لـ «الشرق الأوسط» ما بين كونها من البنى الارتكازية ذات المردودات الاقتصادية والحضارية ومنها جسر التنومة الذي تباشر إحدى الشركات العالمية بتنفيذه في الخامس من الشهر المقبل، وبين أن إقامة الجسور الثابتة على شط العرب من شأنها أن تغير من خارطة السوق العسكرية، وبالتالي لا يجوز إقامة مثل مشاريع كهذه دون عرضها على خبراء في وزارة الدفاع العراقية، لا سيما أن هناك الكثير من المسائل الجوهرية العالقة بين العراق وإيران والتي لم تجد لها طريقا للحل رغم مرور سنوات طويلة عليها. السلطات المحلية ترى ضرورة إنشاء الجسور لربط ضفتي شط العرب وإنهاء معاناة أهالي التنومة في التنقل واستخدامه لأغراض تجارية مما يسهل عملية التبادل التجاري بين العراق وإيران عن طريق منفذ الشلامجة الحدودي، ويؤكد آخرون على أهمية الجسور على ضفتي شط العرب مستشهدين بجسر خالد بن الوليد الذي تغير اسمه أخيرا إلى جسر الفيحاء والذي عبرته فيالق عسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية والذي حرص النظام السابق على عدم إعماره عند تدميره من قبل قوات التحالف في حرب تحرير الكويت عام 1991 خشية استخدامه لأغراض عسكرية باتجاه معاكس، مشيرين إلى جسر الأنابيب الذي أقامته إيران، والذي ما زالت ركائزه ظاهرة إلى الآن، في ترسيخ احتلالها لمدينة الفاو عام 1986.

وقال الدكتور شلتاغ عبود المياح محافظ البصرة إن: «مشروع جسر التنومة الذي سيبدأ العمل الفعلي في موقعه يوم الخامس من سبتمبر (أيلول) يعد من المشاريع المهمة والحيوية وهو الأول من نوعه في مشاريع البنى التحتية بالمحافظة ويعد من أهم الجسور التي ستنفذ على شط العرب». وأشار إلى أنه «يعتبر ثاني أعلى منظومة رفع للجسور في منطقة الشرق الأوسط، إذ يبلغ ارتفاعه 56 مترا عن سطح الماء، وتبلغ التكلفة الإجمالية لتنفيذه ما يعادل 11 مليون و600 ألف دولار أميركي ويستغرق العمل فيه 18 شهرا». لكن يوسف عيدان (ضابط متقاعد) أوضح أن الجسور الثلاثة العائمة المقامة حاليا على الشط تفي بحاجة أهالي التنومة للتنقل، مشددا على أن خطورة الجسر الجديد «تكمن في كونه من الجسور الثابتة وبعرض 45 مترا وبطاقة تحمل تصل إلى مائة طن وهو ما يسمح بعبور دبابة عسكرية بكامل عدتها القتالية وهي أثقل قطعة عسكرية في ميادين المعارك كما معروف، مما يسهل للقوات الإيرانية في حالة نشوب نزاع بين البلدين على اجتياز المانع المائي لشط العرب ودخول البصرة بسرعة كبيرة». وقال جابر الفيصل (سياسي مستقل): «لو عدنا قليلا إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين ودور إيران في مشاركتها بمؤتمرات الدول المانحة للعراق التي أعلنت لعدة سنوات بعد عام 2003 عن رغبتها بإعادة إعمار جسر خالد بن الوليد الاستراتيجي مرة من حساب مبالغ المنحة ومرات على حساب حكومة إيران، لكن لحسن الحظ أن الحكومات العراقية كانت مشغولة بقضايا أهم من سماع تلك العروض المغرية»، مشيرا إلى أن جسر التنومة الجديد «يفي بحاجة إيران دون أن يكون لها مساهمة فيه».