مقتل 14 شرطيا باكستانيا في عملية انتحارية في وادي سوات

فرض حظر التجول في مينغورا ودوريات للجيش والشرطة تحسبا لاعتداءات أخرى

TT

قتل ما لا يقل عن 16 شرطيا باكستانيا في عملية انتحارية وقعت أمس في وادي سوات شمال غربي باكستان، على ما أفاد مسؤولون. وهي أول عملية بهذا الحجم في مينغورا منذ يوليو(تموز) عندما أكد العسكريون أنهم قاموا بـ«تطهير» وادي سوات من المتمردين الإسلاميين الذين كانوا يسيطرون عليها منذ صيف 2007. وقال قاضي غلام فاروق قائد الشرطة في وادي سوات «كان الشرطيون يتلقون تدريبا في مدينة مينغورا حين فجر انتحاري نفسه فقتل أربعة عشر منهم». وأكد عاطف الرحمن المسؤول في الإدارة وقوع العملية وحصيلتها موضحا أن الشرطة وضعت بعدها في حال التأهب. وأصيب في العملية أكثر من 15 شرطيا ثمانية منهم بحالة خطرة. وأعلن مسؤول محلي آخر في الشرطة أن نظام حظر التجول فرض في مينغورا مضيفا أن الجيش والشرطة يقومان بدوريات في المدينة فيما أقفلت المحال التجارية أبوابها تخوفا من اعتداءات أخرى. وقد شن الجيش الباكستاني أواخر أبريل (نيسان) هجوما في ثلاثة أقاليم بشمال غربي باكستان، في سوات ودير السفلى وبونر، لوقف تقدم طالبان الذين كانوا وصلوا إلى مسافة نحو مائة كلم من العاصمة إسلام آباد. وقال ميان افتخار حسين وزير الإعلام في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث يقع وادي سوات لـ«رويترز» كان تدريب جاريا عندما تنكر مهاجم انتحاري كأحد المجندين وتوجه إلى المبنى وفجر نفسه. وخفف هجوم الجيش من مخاوف حلفاء باكستان خاصة الولايات المتحدة ودول أخرى لها قوات في أفغانستان المجاورة من أن تكون باكستان التي تتمتع بقدرة نووية غير قادرة على السيطرة على عنف إسلامي يتسع نطاقه. وقتل مهاجم انتحاري 22 من حرس الحدود الباكستانيين يوم الخميس في هجوم على نقطة العبور الرئيسية إلى أفغانستان عند الطرف الغربي من ممر خيبر. وكان هذا أول هجوم كبير في باكستان منذ مقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود في هجوم صاروخي أمريكي في الخامس من أغسطس (آب) مما أثار المخاوف من أن يكون المتشددون الذين يشير مسؤولون إلى أنهم في حالة فوضى يردون. وقتل خمسة جنود باكستانيين في هجوم انتحاري على نقطة تفتيش أمنية بوادي سوات في 15 أغسطس. ودفعت المعارك 9،1 مليون مدني إلى الطرقات مما تسبب بأزمة إنسانية. وأكدت الحكومة والأمم المتحدة عودة 6،1 مليون نازح إلى منازلهم.

ويؤكد الجيش انه قتل منذ ذلك الحين أكثر من 1930 متمردا وخسر 170 من عناصره، لكن يتعذر التحقق من هذه الحصيلة من مصدر مستقل.

وأكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الشهر الماضي أن الجيش قام بـ«تصفية» المتمردين في المنطقة. لكن الأحداث مستمرة في سوات وفي الأقاليم المجاورة مما يثير مخاوف من أن يكون الطالبان انسحبوا إلى الجبال المجاورة.