بعد نصف قرن من جده يأتي الدور على يوكيو هاتوياما ليصبح رئيس وزراء اليابان المقبل ويخلد بذلك اسم هذه العائلة السياسية الثرية العريقة التي كثيرا ما يتم تشبيهها بعائلة كيندي في الولايات المتحدة.
فهذا المهندس السابق البالغ من العمر 62 عاما، الذي تلقى جزءا من دراسته في الولايات المتحدة هو حفيد رئيس الوزراء السابق اشيرو هاتوياما (1954ـ1956) ونجل وزير الخارجية السابق ايشيرو هاتوياما. ورغم انتمائه إلى صفوة المجتمع حيث إن جده من ناحية الأم هو مؤسس مصانع بريدجستون لإطارات السيارات، فان رئيس الوزراء القادم الذي تصدر قائمة أغنى النواب في البرلمان وعد «ببناء مجتمع أخوي واتباع سياسة تقوم على المحبة». كما وعد بكسر احتكار البيروقراطيين للإدارة والحياة السياسية في اليابان والحد من هدر المال العام وإعادة توزيع العائدات الوطنية في اتجاه المناطق الريفية ولمصلحة الأكثر فقرا.
وخلافا لشقيقه كونيو الذي تولى عدة مناصب وزارية في حكومات محافظين، فإن يوكيو هاتوياما أحدث قطيعة مع عائلته السياسية الأصلية بمغادرة صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي في عام 1993 ليؤسس بعد ثلاث سنوات الحزب الديمقراطي الياباني مع منشقين ومعارضين آخرين. وبعد أن ترأس هذا الحزب بين 1999 و2002 كان على مدى سنوات الذراع اليمنى الوفي لرئيس الحزب الديمقراطي الياباني اشيرو اوزاوا قبل أن يخلفه في مايو (أيار) الماضي إثر استقالة هذا الأخير بسبب فضيحة تمويل سياسي.
وهاتوياما الحائز على شهادة الهندسة من جامعة طوكيو العريقة (توداي) درس أيضا في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة قبل أن ينتقل إلى تدريس الاقتصاد في جامعة سنشو في طوكيو. بدأ هاتوياما مسيرته السياسية اثر انتخابه في 1986 عن دائرة جزيرة هوكايدو الجنوبية التي توجد فيها لعائلته أملاك عقارية. لكنه ينفي أن يكون «سياسيا بالوراثة» كما هو الحال في غالب الأحيان في اليابان حيث تنتقل المناصب النيابية من جيل إلى جيل في المعاقل الانتخابية وذلك لأن جده ووالده كانا نائبين عن مناطق أخرى في الارخبيل. ومنذ ذلك الحين أعيد انتخابه مجددا ست مرات في مجلس النواب.
وهاتوياما، الشديد الأناقة الذي لم يتخل طوال حملته عن البدلة الرسمية وربطة العنق رغم حرارة الصيف، متزوج من ممثلة سابقة تدعى ميوكي وله منها ابن يقوم بتدريس الهندسة في جامعة بموسكو. وهاتوياما يهوى الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية كما انه شغوف بكرة القدم وكرة المضرب والبيسبول. وهو معروف بروحه المرحة وحبه للمزاح حتى أنه حول لصالحه وصفه بالمخلوق الفضائي «إي تي» بطل فيلم سبيلبرغ الشهير الذي أطلق عليه بسبب وجهه النحيل وعينيه الجاحظتين. فقد كلف الحزب الديمقراطي الياباني في 2001 بصنع ملصقات وحمالات لهواتف نقالة عليها رسم كاريكاتوري له على شكل «اي. تي» وطرحها للبيع.