اليمن: قوات العمالقة تدخل القتال والإعلان عن مصرع خبير متفجرات من قيادات الحوثيين

منظمة يمنية غير حكومية تتهم الحوثيين بتجنيد الأطفال في الحرب وتتحدث عن 50 ألف طفل نازح * منحة أميركية لمساعدة النازحين

قوات يمنية في الجبال خلال اشتباكات مع حوثيين في صعدة أمس (رويترز)
TT

أعلن مصدر عسكري يمني مقتل أحد قيادات «التمرد الحوثي» في شمال اليمن، في المواجهات الدائرة هناك منذ قرابة ثلاثة أسابيع، التي تقول السلطات اليمنية إنها حققت فيها عددا كبيرا من الأهداف العسكرية الدقيقة، التي استهدفت معاقل المتمردين، خصوصا في محافظة صعدة، من خلال القصف الجوي والتوغل البري. يأتي ذلك في وقت كشفت مصادر متطابقة في الحكومة اليمنية ومنظمات غير حكومية، عن تجنيد الحوثيين لأطفال لم يتجاوزوا السن القانونية في صفوفهم لخوض الحرب ضد القوات الحكومية.

وقال المصدر العسكري اليمني، إن القيادي الحوثي الصريع يدعى أحمد جران وإنه أحد «قيادات التخريب» وكان متخصصا في تركيب الألغام والمتفجرات، وإنه لقي مصرعه في مواجهات مع «مع أبطال القوات المسلحة والأمن في منطقة بني معاذ، بمحافظة صعدة».

وأشارت مصادر يمنية إلى مقتل 40 آخرين من الحوثيين في معارك طاحنة بين قوات الجيش في عدد من المديريات والمناطق من محافظة صعدة وتقدم الجيش في مناطق من هذه المحافظة بعد أن دخلت قوات العمالقة حلبة القتال. وقالت المصادر المحلية إن قوات العمالقة والقوات الخاصة أحرزت تقدما ملحوظا في عدد من المحاور القتالية بعد أن استقدمت هذه القوات للمشاركة في التصدي للحوثيين لكن الحوثيين أفادوا على خلفية هذه المعارك أنهم تمكنوا من وقف زحف القوات الخاصة وقوات العمالقة في عدد من محاور ومناطق القتال. وذكّرت المصدر بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين في مناطق الحمزات ومحضة على خلفيات لهجمات شنها الحوثيون على مواقع المدفعية في منطقة كهلان والأمن المركزي في المقاش وخسر الحوثيون في هذه الهجمات عددا من المسلحين فيما فجر الحوثيون وفقا لهذه المصادر مدرعة عسكرية وقتل عدد من قوات الأمن في رونة المقاش.

على الصعيد الميداني أيضا، أكد المصدر العسكري، أن سلاح الجو اليمني واصل غاراته على صعدة، ووجه «ضربات دقيقة ومؤثرة لأوكار عناصر التخريب والتمرد والإرهاب الحوثية في مناطق ساقين ويسنم وسودان والعند ومران». وذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن الوحدات العسكرية والأمنية «طورت هجومها بتكتيكات جديدة ونوعية ضد عناصر التمرد، ملحقة بهم خسائر كبيرة في مناطق سوق الليل والعمارة والعند وآل ابين وعزان ومحضة وسنبل والغيل والحمزات»، مشيرة إلى أن «وحدات من الجيش والأمن دمرت عددا من وسائل النقل والأسلحة التابعة للمتمردين، وطهرت عددا من المزارع والأماكن التي كان يتمركز فيها الإرهابيون، كما تم تدمير عدد من مواقع التمرد في منطقة محضة»، إضافة إلى «قصف تجمعات للإرهابيين في المجدعة والظهرة ومجمع شدا والرون وتبة المطلة، ودك أوكار الإرهابيين التي كانوا يتحصنون بداخلها».

وتصدت القوات الحكومية بحسب المصدر العسكري لهجمات الحوثيين في منطقة محضة وقصف الطيران العسكري تجمعات الحوثيين في المجدعة والظهرة ومجمع شدا والرونة ودك الجيش التحصينات التي يتحصن فيها الحوثيون في هذه المواقع والمديريات. وأكدت المصادر تقدم الجيش في مواقع في محور محضة كان قد انسحب منها في خطوات تكتيكية فرضتها الحرب الدائرة في هذا المحور الذي شهد أعنف المعارك في دورة القتال والعنف الدائرة في صعدة بين قوات الجيش والحوثيين وتقدمت القوات المسلحة في جبهات القتال في مديرية سفيان من محافظة صعدة حيث تسعى القوات الحكومية للسيطرة على هذه المديرية كي تتمكن من فتح الطريق الرئيسي الذي يربط بين العاصمة صنعاء ومدينة صعدة حيث يستميت الحوثيون في قتالهم في هذه المديرية باعتبارها واجهة سياسية في هذه الحرب لمكانتها الاستراتيجية بين محاور القتال.

واتهم مصدر محلي في محافظة صعدة من وصفها بـ«العناصر الإرهابية»، بمواصلة «خطف المواطنين الأبرياء من مزارعهم مع أطفالهم، وزجت بالأطفال إلى ساحات القتال وإجبارهم على القتال في صفوفها تحت التهديد، بإلحاق الأذى بأسرهم وتفجير منازلهم وزرع الألغام في الطرقات، ونشر مجاميع مسلحة للقيام بأعمال قطع الطرق ونهب للمواطنين وممتلكاتهم، بما في ذلك الاستيلاء على منازلهم ونهب محتوياتها بالكامل». وفي السياق ذاته، ساقت السلطات المحلية بصعدة تهما أخرى للحوثيين، منها القيام بتسميم أشجار نبتة القات التي يمضغها اليمنيون، وذلك بعد استيلائهم على عدد من مزارع المواطنين، واعتبرت السلطات ذلك «عملا خطيرا وجبانا يستهدف المزارعين من أبناء محافظة صعدة والمواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن على السواء».

أما الحوثيون فقد اتهموا القوات الحكومية باستهداف المناطق الآهلة بالسكان في قصفها المتواصل، وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين، إن ذلك القصف هو «إستراتيجية السلطة الجديدة، كعقاب انتقامي ضد الجميع»، في إشارة إلى إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أن قواته المسلحة غيرت إستراتيجيتها القتالية ضد المتمردين. وزعم البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المسلحين الحوثيين تمكنوا من «اقتحام الجزء الأكبر من موقع الصمع المطل على مدينة صعدة، وتم تفجير دبابة والسيطرة على بعض الآليات والمؤن العسكرية»، وكذلك «اقتحام موقع جبل حريس المطل على نقطة عين بوابة مدينة صعدة من الجهة الجنوبية، وتمت السيطرة عليه بالكامل وحاولت السلطة استعادته مرة أخرى إلا أنها فشلت».

وتفجرت في اليمن قضية جديدة على خلفية الحرب الدائرة في شمال البلاد، بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين الشيعة، حيث ذكرت تقارير ومنظمات حقوقية، أن الحوثيين جندوا ويجندون الأطفال للمشاركة في الحرب، بصورة تخالف القوانين والتشريعات الدولية. وأعربت منظمة «سياج» لحماية الطفولة في اليمن، عن قلقها البالغ جراء «وجود أطفال مجندين دون السن القانونية، يحملون السلاح ويهتفون بشعارات الحوثي»، ودعت «جماعة الحوثي إلى عدم تجنيد الأطفال في العمليات القتالية».

وحذرت المنظمة في بيان صادر عنها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، من حدوث «كارثة إنسانية يقع تحت طائلها أكثر من 50 ألفا من أطفال محافظة صعدة النازحين إلى المخيمات والقرى الواقعة في مناطق المواجهات عموما». إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أمس، تقديم مساعدات مادية للمواطنين اليمنيين النازحين في عدد من المحافظات اليمنية، جراء الحرب الدائرة في صعدة، بين القوات الحكومية والحوثيين الشيعة. وقال بلاغ صادر عن السفارة الأميركية في صنعاء، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، واشنطن قدمت مساعدات عينية للنازحين عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وبرنامج الغذاء من أجل السلام، بقيمة 2.5 مليون دولار.

وقال البلاغ، إن الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي تقر «بمسؤولية الحكومة اليمنية في حفظ السلام الوطني»، فإنها تحثها على «القيام بهذه المسؤولية بطريقة من شأنها تقليل المخاطر على المدنيين غير المقاتلين». وجددت الولايات المتحدة في البلاغ الصادر عن سفارتها في صنعاء، دعوتها إلى طرفي النزاع إلى ضمان «أمن عمال الإغاثة المحليين والدوليين في المنطقة، وكذا تأمين العبور الآمن لإمدادات الإغاثة الطارئة إلى المخيمات التي تؤوي النازحين».

على صعيد آخر، أعلنت الحكومة اليمنية العثور على الصندوق الأسود الثاني لطائرة شركة الخطوط الجوية اليمنية «ايرباص – A310آمن» التي تحطمت أواخر يونيو (حزيران) الماضي قبالة سواحل موروني، عاصمة جزر القمر، وذلك بعد أيام من العثور على الصندوق الأول.