الاتحاد الاشتراكي المغربي يتطلع إلى فتح حوار وطني حول مسألة الإصلاح في أقرب وقت ممكن.. وبإشراك جميع الأطراف

الأشعري: المشهد السياسي العام بالبلاد ليس بخير.. والاتحاد الاشتراكي ليس استثناء

محمد الاشعري ،عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي المغربي، والى جانبه ثريا ماجدولين، عضو المكتب السياسي، خلال لقاء صحافي عقد امس في الرباط (تصوير مصطفى حبيس)
TT

قال محمد الأشعري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشارك في الحكومة)، إن مذكرة الإصلاح الدستوري والسياسي التي قدمها الحزب للعاهل المغربي الملك محمد السادس،عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة،كان الهدف منها «إثارة الانتباه إلى اهتمام الحزب بالإصلاح السياسي ومطالبه بشأنها، ولم يكن الغرض منها تبادل رسائل، وأن المرتقب هو انطلاق مسلسل الإصلاح بمبادرات تحدد مسؤولية كل طرف». وأوضح الأشعري أن الحزب يتطلع إلى فتح حوار وطني حول مسألة الإصلاح، وأن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن بإشراك جميع الأطراف، التي قال إنها مدعوة للتعبير عن رأيها حول ضرورة الإصلاح ومضمونه وتوقيته. واعتبر الأشعري، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي عقد أمس بالرباط، بمناسبة التحضير لمعرض ينظمه الحزب يوم الأحد المقبل، احتفالا بمرور خمسين عاما على تأسيسه، المشاكل التي يعيشها الحزب بأنها «طبيعية وعادية». وقلل من شأن الانتقادات الموجهة للحزب، والتي تتحدث عن تراجع دوره في الحياة السياسية المغربية، وعدم تمكنه من تحقيق نتائج متقدمة في الاستحقاقات الانتخابية، مشيرا إلى أن المشهد السياسي العام في المغرب ليس بخير، وبالتالي فإن الاتحاد الاشتراكي ليس استثناء.

وردا على سؤال إن كان الحزب يحاول من خلال معرضه، البحث في الماضي لتعويض ما حدث من تراجع في الحاضر، قال الأشعري إن الكثير من أعضاء الحزب لديهم قناعة بضرورة توظيف التراث النضالي للبحث عن أفق أفضل للحزب، وللوضعية السياسية في البلاد، بيد أن ذلك ليس بديلا لمسؤولية الاتحاديين في مواجهة مهام اليوم، والمتمثلة في استشراف آفاق جديدة لليسار. وأوضح الاشعري أن الاتحاد الاشتراكي شعر بوجود قطيعة بين الأجيال، وأن عددا كبيرا من الشباب ليس لديهم فكرة عن مسار الإصلاح السياسي والدستوري في المغرب الذي ساهم فيه الحزب بدور فعال.

وقال الأشعري إن الغرض من إقامة المعرض ليس استعراض مكاسب شخصية أو حزبية بل إبراز مسار الحزب دون ادعاء احتكار التجربة.

وأوضح الأشعري أن المعرض يشتمل على صور ووثائق مهمة تنشر للمرة الأولى، من شأنها المساهمة في بناء الوعي السياسي المشترك للمغاربة، و«إيجاد نقط الالتقاط التي تجمعنا في معارك سياسية وحقوقية واجتماعية وثقافية». مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي ارتبط خلال خمسين سنة بأهم القضايا التي شغلت المغرب، وكان سباقا، من وجهة نظره، إلى الحديث عن طبيعة الحكم في المغرب، ومسألة الديمقراطية. كما كان الحزب حاضرا بقوة في المجالين النقابي والإعلامي.

واستعرض الأشعري علاقة الحزب بالسلطة، وقال إن بناء الحزب لم يكن سهلا بل تم في ظروف صعبة، لم يكن فيها المناخ السياسي مناسبا ولا مشجعا. وأشار إلى أن عددا كبيرا من وثائق الحزب تعرضت للتخريب والمصادرة، وقال إن أرشيف الاتحاد الاشتراكي يوجد لدى الأجهزة أكثر مما يوجد لدى الحزب.

ويتوقع أن يحتوي المعرض على وثائق نادرة مثل مذكرات الحزب الأولى، التي وجهت إلى الملك الراحل الحسن الثاني عام 1972، للمطالبة بالتغيير الجذري لمفهوم الحكم، إلى جانب صور تؤرخ لمسار الحزب منذ 1959، وتنقسم إلى مراحل وضع لها عناوين مثل: مرحلة التأسيس، والمشاركة في حكومة عبد الله إبراهيم، ومرحلة سنوات الرصاص، والمؤتمر الاستثنائي وتعميق النضال الديمقراطي، ومرحلة التهيؤ للتناوب، ومن حكومة التناوب إلى المؤتمر الثامن في 2008. غير أن الملاحظ هو أن المعرض لم يركز على مشاركة الحزب في حكومة التناوب التي ترأسها عبد الرحمن اليوسفي إلا بشكل عرضي.