لقاء الحريري ـ عون: لا خرق لجدار الأزمة الحكومية.. واتفاق على وقف الحملات المتبادلة

حديث عن كسر الجليد.. وبحث العرض والطلب.. واستكمال الحوار عبر اللجان

سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية المكلف والنائب ميشال عون رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» لدى لقائهما أمس في قصر بعبدا برعاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان («الشرق الأوسط»)
TT

لم يفلح اللقاء الذي جمع أمس رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب ميشال عون، في قصر بعبدا برعاية الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، في إحداث خرق في جدار أزمة التأليف الحكومي، وهذا ما عبر عنه الحريري وعون، كل على طريقته، من خلال الحديث عن كسر الجليد فقط، والحاجة إلى لقاءات إضافية لاستكمال الحوار.

وكان سليمان، رعى اللقاء، الذي استمر ساعة ونصف الساعة، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة الحكومية المستمرة منذ أكثر من شهرين.

وقال عون في تصريح صحافي، «كان اللقاء نوعا من فتح الحوار لتأليف الحكومة، ولا شك أن الصعوبات لا تزال كبيرة. سأتغيب لأيام قليلة لكن هناك من سيتابع الموضوع نيابة عني».

أما الحريري فقال: «الحوار كان صريحا وواضحا، وانكسر فيه الجليد، كما قال الجنرال عون. سنتابع الحوار بيننا، وسنبقى على اتصال لتسريع حكومة الوحدة الوطنية. أشكر فخامة الرئيس الذي رعى الاجتماع، ونتمنى أن يكون هناك حوار جدي لتشكيل الحكومة».

وذكرت مصادر غير رسمية أن رئيس الجمهورية «حض الحريري وعون على ضرورة تسهيل قيام حكومة وحدة وطنية، والإسراع في تشكيلها والعمل على تهيئة الأجواء لقيامها من خلال وقف الحملات الإعلامية من قبل جميع الأطراف».

وأفادت المصادر «أن كلا من الحريري وعون لم يبحثا الملف الحكومي في العمق، وأن الأمر اقتصر على ما طلبه عون وعرضه الحريري، بحيث طالب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» بإسناد خمس حقائب وزارية إلى تكتله، بينها حقيبة أساسية هي إما الداخلية أو الاتصالات، في حين عرض عليه رئيس الحكومة المكلف أربع حقائب ووزير دولة، وهذه الحقائب لا تتضمن الداخلية والاتصالات».

وإذ أوضحت المصادر ذاتها أن الأمور بقيت عند صدور العرض والطلب، لفتت إلى أن ثمة اتفاقا تم بشأن وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وعقد لقاءات أخرى ولكن خارج القصر الجمهوري، وتكليف لجان للتواصل بين الفريقين».

إلى ذلك، تواصلت المواقف المتعلقة بالشأن الحكومي، فاعتبر رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد، «أن الكل معني بحكومة الشراكة الوطنية والائتلاف الوطني، الذي يؤخر هذه الحكومة إنما يضيع وقتا عليه وعلى جهوده وعلى اللبنانيين أيضا». وقال رعد: «في النهاية نحن سائرون باتجاه تشكيل حكومة شراكة وطنية وقد صغنا إطارها السياسي الذي لا بديل عن تركيبته في هذه الظروف. يتمثل في صيغة (15 ـ 10 ـ 5) وهي الصيغة المثلى لتحقيق المشاركة في حكومة ائتلاف وطني في هذه المرحلة، وفي هذا الظرف، التي لا نجد بديلا عنها على الإطلاق».

وأضاف: «نحن لسنا وسطاء بين حلفائنا في المعارضة وبين الرئيس المكلف، ولكننا أيضا متعاونون من أجل أن نوفر لبلدنا حكومة يتوق اللبنانيون إلى تشكيلها، من أجل أن توفر أمنا واستقرارا، وتستجيب لمتطلباتهم وتطلعاتهم حسب الإمكانات والظروف المتاحة في هذه المرحلة».

وعبر عضو كتلة حزب الله، النائب حسن فضل الله، عن أمله في أن «يتم الحوار والنقاش بطريقة هادئة وموضوعية، وأن تقدم الأفكار والأطروحات المتعلقة بتشكيل الحكومة بعيدا عن أي محاولات لتسجيل إنجاز لهذا على حساب ذاك، لأنه من المهم أن نحقق انجازا للبلد بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تؤمن النهوض بأعباء وتحديات كثيرة تواجهنا».

واعتبر فضل الله أن الحكومة «لا يمكن أن تشكل بالبريد بل بالحوار والتفاوض والتوافق حول الموضوعات المختلف عليها»، وقال: «شجعنا على هذا الحوار ونحن نشجع وندعم أي حوار سيتم من أجل معالجة العقد والمشكلات التي تعترض تشكيل الحكومة».

من جهته، رأى النائب بطرس حرب، «أن لقاء الحريري والعماد عون في قصر بعبدا يعود للمبادرة التي أطلقها الرئيس المكلف، لأنه شعر أن هناك عقدة ناتجة عن أن العماد عون لديه الموقف السلبي في تشكيل الحكومة»، معتبرا أنها «مبادرة ممتازة تهدف إلى تشكيل الحكومة وتأمين مصلحة البلاد، وهي أهم من الاعتبارات الشخصية». وتساءل: «هل سيتنازل العماد عون عن المطالب المفروضة، ومن بينها فرض وزارة سيادية من حصة الرئيس ميشال سليمان؟».

وأكد حرب «أن المبادرة التي تتخذها الأكثرية بمد اليد إلى الأقلية هي مبادرة استثنائية»، مشيرا إلى أن الأكثرية توافقت على التعاون مع الأقلية، إلا أن هذا لا يعطي الأقلية حق فرض الشروط على الأكثرية وابتزازها».

وصرح رئيس حزب «الوطنيين الأحرار»، النائب دوري شمعون، إثر لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير، أنه «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الحكومة فإننا سنعود إلى معادلة الأكثرية تحكم والأقلية تعارض. وهذه هي الأصول، ولكننا نعتبر أنفسنا أم الصبي، ونحاول ترطيب الأجواء، ولكن في النهاية سنعود إلى الأصول».