حزب الله اللبناني يدعو إلى الإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية

قال إن لبنان فيه أكثرية قليلة وأقلية كثيرة.. وحذر الأولى من العودة إلى الاستئثار

TT

دعا نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، إلى «دعم المشاركة والحفاظ على القواعد المقررة في الدستور والعمل ضمن اتفاق الطائف». وقال: «نحن لا نبحث عن فرصة لنأخذ مكسبا حزبيا أو طائفيا أو نعدل شيئا. نريد للبلد أن ينهض وأن يكون قويا وفي وضع مرتاح، لنسير في خطى ثابتة. ومن حرر أرضه دون منة من أحد، ومن طرد إسرائيل ومن معها في لبنان، لا يمكن أن يخضع لسفائف الأمور».

ودعا قاسم، أيضا إلى «تأليف الحكومة سريعا». وقال: «هناك أمور تحتاج إلى مزيد من التنازلات والحوار. في لبنان أكثرية قليلة وأقلية كثيرة، أي أن الأكثرية النيابية في لبنان هي أكثرية بسيطة تعادل النصف وزيادة، والأقلية تعادل النصف وتنقص قليلا. وبالتالي فإن الكلام عن أكثرية تستطيع أن تبت في الأمور لا يجوز، وخاصة مع وضع طائفي معقد مثل الوضع اللبناني. وإذا تحدثنا عن أكثرية يجب أن يكون معها الثلثان». واعتبر أن «محاولة الأكثرية القليلة أن تستأثر بالسلطة تمثل عودة إلى الاستئثار».

وشدد قاسم، خلال مأدبة إفطار أقامتها هيئة دعم المقاومة في البقاع، على «اختيار حكومة وحدة وطنية». وقال: «عندما اختارت القيادات، إثر اتفاق الدوحة، حكومة وحدة وطنية كانت الفكرة مبدعة. وإذا بحثنا عن طريقة أخرى لما وجدنا غيرها، فالحكومة تحقق التوازن وتعطي الأطراف ما تستحقه، وتضع ضوابط للطرفين، ولا يصلح أمر لبنان إلا بهذه الطريقة. ودعونا من استحضار نظريات الشرق والغرب، ولنستفد من دروس الماضي، فكلها تقضي بتأليف حكومة وحدة وطنية، والمشاركة دواء للبنانيين وأي دواء آخر يخرب البلد من أدناها إلى أعلاها». وزاد قائلا: «نحن لا نريد تجارب جديدة بل نريد أن نكرر تجربة الحكومة الوطنية لننقذ البلاد. فالمشاركة تطمئن جميع القوى الوازنة، وتغضب إسرائيل، وتزعج أميركا، وبالتالي فإن هذه المشاركة ستكون شوكة في أعين أعداء لبنان، وتجعلنا نتحمل المسؤولية، ونتقدم بالبلاد، ونواجه الأخطار، وهذا هو الحل الطبيعي».

وقال قاسم: «نسبة 51 في المائة من اللبنانيين انتخبوا و49 في المائة لم ينتخبوا. وإن جمعنا الطرفين من النواب فإنهم لا يكونون أكثرية».

وأضاف قاسم: «البعض يعيش حالة انعدام وزن، ويريد أن يوتر الساحة السياسية بالشتائم والاستفزاز. نحن قررنا ألا نرد أو ننجر. نقول موتوا بغيظكم. إننا نعرف أنهم يتحرشون بنا كي يصبح لهم وزن، لكننا لن نعطي أحدا منحة أو وساما. فليتحدثوا حتى يفرجها الله».

وأشاد قاسم بـ«انتصار المقاومة الذي رفع الرؤوس عاليا، لأن هذه المقاومة ليست مقاومة عادية، فهي مقاومة مؤمنة صادقة استطاعت أن تنتصر في الميدان ببركة رجالها، وهي لا تنتمي إلى شرق أو غرب أو إلى نظام أو سوق تسويات السياسة أو طاحونة الأعداء. إنها مقاومة الشرف والعزة والكرامة. هذا فخرنا. أما فخرهم فلا نعلم أين هو؟». وأضاف قائلا: «المقاومة أسست لمستقبل لبنان، ولها أهداف، ومشروعها لا يقوم على التبعية للمحتل والمتكبر. وهي ليست سلاحا أو مخازن أو مجموعة أو طائفة أو رؤية، بل هي اقتناع لطرد إسرائيل من أرضنا. والتعامل مع المقاومة على أنها مجموعة أو فريق فيه التباس كبير. وعلينا أن نبقى جاهزين حاضرين لأن إسرائيل تفكر في غزو لبنان، وقتل قياداته، لأنها تعتبره مسرحا لسياستها، ومعبرا للتوطين». وأشار إلى أنه مع وجود المقاومة لن تتجرأ إسرائيل، وقد تتجرأ، لكنها لا تستطيع أن تحتل. وشدد قاسم على القول «هذه المقاومة شرف وواجب، وبدل أن يطرح البعض مشكلة المقاومة، لماذا لم يعمل على طرد إسرائيل وحماية لبنان؟ هذه أسئلة يجب أن توجه للآخرين ماذا فعلتم من أجل لبنان؟». وأوضح قاسم، أن استطلاعات الرأي الأخيرة تدل على مزيد من تأييد اللبنانيين للمقاومة، ورغم ذلك لا تستطيع أن تحقق إجماع الأصوات، لكن الغلبة للمقاومة وهذا جيد لمصلحة لبنان وفيه انزعاج أميركي وتألم إسرائيلي».

وتابع قائلا: «الإسرائيليون يصرحون ضد حزب الله وتسليحه ووجوده وانخراطه في الساحة السياسية، ويثيرون قضية اسمها حزب الله. هذا الحزب سيبقى سدا منيعا في وجه إسرائيل. لبنان اليوم ينعم بالاستقرار السياسي والأمني بفضل المقاومة، وفك الشبكات المتعاملة مع إسرائيل». وقال قاسم: «نسمع من يصوب على سلاح المقاومة. ومن يصوب على سلاح المقاومة فهو يصوب على المقاومة، ولا يريد مشروعها أو غير مقتنع بها. وهم يعرفون أن مشروعهم لن يتحقق إلا بضعف لبنان والهيمنة الخارجية». وتساءل: «أي عاقل يفرط بالتحرير والانتصار، ويسلم مصيره لإسرائيل، ويقبل أن يكون لبنان معبرا للتوطين؟».