بري: ما زلت مؤمنا بمعادلة «س.س» كمدخل لاستقرار لبنان

اعتبر ما يجري في العراق فيلما أميركيا.. بل إسرائيليا كبيرا

TT

جدد رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري اعتباره أن معادلة «س.س»، أي السعودية وسورية، تشكل المدخل للعبور إلى استقرار لبنان، مشيرا إلى أن هذا لا يعني «انتقاص مرجعية أي دور عربي ولاسيما دولة قطر». ورفض بري الدخول في موضوع تأليف الحكومة «التي بدأت الحلقة الأخيرة من الحوار بشأنها»، مبررا ذلك بإعلانه «الصيام حتى يؤذن مؤذن الحكومة بالإفطار».

وأمل بري في ذكرى غياب مؤسس حركة أمل التي يرأسها بري، ومؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، أن يصبح النظام الليبي الذي تتهمه «أمل» باختطاف الصدر خلال زيارة رسمية كان يقوم بها إلى ليبيا في أغسطس (آب) 1978 «طريدة العدالة العربية والدولية بعد أن أصبح طريد العدالة اللبنانية، واستغرب أن تتولى ليبيا بعد أشهر ولو دوريا رئاسة القمة العربية»، معتبرا أن الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي «يقف على أعلى قمة للجريمة المنظمة»، وقال «لا نستغرب أن يزيد النظام الليبي من ظلمه وإصراره على التنكر لقضيته، فهو تنكر لكل قضية، فاتضح أن الحرية في قاموسه حجز، والعروبة خيمة في مانهاتن، وما نستغربه أن يفتك هذا النظام باستقرار المنطقة ويبقى بمنأى عن الحساب».

وناشد المجتمع العربي أن يتساءل عن مصير الإمام الصدر على طاولة القمة العربية المقبلة، ودعا منظمات حقوق الإنسان إلى تولي قضية الإمام الصدر باعتبارها قضية حقوقية وإنسانية وقضية حرية».

إلى ذلك، قال بري «إنني لا أريد الدخول في موضوع الحكومة التي بدأت الحلقة الأخيرة من الحوار بشأنها. فقد أعلنت صياما حتى يؤذن مؤذن الحكومة بالإفطار». ووجه تحية إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى الانتصار بمواجهة العدوان الإسرائيلي (حرب يوليو/تموز 2006) وخصوصا الأمين العام لحزب الله، الشيخ حسن نصر الله، كما توجه بالتحية إلى «الصديق وليد جنبلاط، الذي لا يخطئ البوصلة في المسائل المصيرية، والذي يلتزم المعنى الذي صنعناه لعروبة لبنان عندما كنا شركاء الانتفاضة على (اتفاق) 17 مايو (أيار) الموقع بين لبنان وإسرائيل.

وتناول بري الأزمة المالية، وأوضح أن لبنان لم يتأثر بالأزمة العالمية بشكل مباشر بسبب نظامه المصرفي، إلا أن هذه الميزة ستقع تحت ضغط استمرار الأزمة، وهذا الأمر سيؤثر على الاقتصاد اللبناني السري المتمثل بالمغتربين، ودعا الرئيس العماد ميشال سليمان إلى اعتماد سبل معالجة الأزمة الاقتصادية في لبنان وسبل العمل على تقليص الديون كبند على جدول أعمال الحوار، ودعا الحكومة لترتيب أولوياتها انطلاقا من إعلان حالة طوارئ اقتصادية، ودعا لزيادة الضمانات الصحية وإنهاء الظلم والتوسع بفرض الضرائب والرسوم. وأعلن بري أن مشاركة «أمل» في أي حكومة لن تكون على أساس حقوقها، وأوضح أنها ستتبنى مطالب الاتحاد العمالي العام ومختلف النقابات والمطالب الاجتماعية، وتوجه إلى «جماهير الإمام الصدر» بالقول «إن حركتكم، حركة المقاومة للعدوان الإسرائيلي ستستعيد نفسها كحركة للمحرومين لا للموظفين، وحركة لمنع الاحتكار والظلم وتقاسم المغانم».

ورأى بري أن «ما يجري في العراق فيلم أميركي بل إسرائيلي كبير، فهذا كله سياق استراتيجي لتمهيد المنطقة لمشروع الشرق الأوسط الكبير، فالعنف لا يؤسس لشيء على عكس التعايش». ودعا فتح وحماس إلى «تقديم التنازلات المشتركة».