اليابان: الديمقراطيون يتولون السلطة.. والاقتصاد والشيخوخة والعلاقة مع أميركا أبرز تحدياتهم

هاتوياما يريد مجموعة آسيوية تتخذ الاتحاد الأوروبي نموذجاً من دون معاداة واشنطن

TT

غداة فوزه الكاسح في الانتخابات التشريعية بدأ الحزب الديمقراطي الياباني أمس مشاوراته لتشكيل الحكومة التي ستلقى على عاتقها المهمة الصعبة لإنهاض اقتصاد ضعيف وبدء إصلاحات اجتماعية طموحة. ويفترض أن ينتخب رئيس الحزب الديمقراطي يوكيو هاتوياما رئيسا للوزراء في غضون أسبوعين من قبل مجلس النواب الجديد حيث أحرز حزبه 308 مقاعد من أصل 480. وسيعلن بعد ذلك تشكيلة حكومته التي يعتزم توسيعها لتشمل حزبين آخرين في المعارضة في إطار رغبته بالانفتاح.

وفي هذه الأثناء ستستمر الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة تارو آسو في قيادة البلاد. وحزبه الحزب الليبرالي الديمقراطي اليميني الذي حكم اليابان لأكثر من نصف قرن تقريبا، لم يعد يحتفظ سوى بـ 119 مقعدا من أصل 300 كان يحظى بها في مجلس النواب السابق. وأعلن آسو انه يتحمل مسؤولية هذه الهزيمة النكراء وانه سيستقيل من رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي على الأرجح بعد انتخاب رئيس جديد للوزراء. وقال هاتوياما أمس عبر محطة «ان اتش كي» التلفزيونية العامة «لن نفرض سياساتنا»، بل «ينبغي علينا أن نتحلى بالصبر ونسعى إلى كسب تفهم الشعب».

وحذرت وكالة التصنيف المالي «موديز» من أن «تحديات اقتصادية صعبة» تنتظر الحكومة المقبلة. وقالت في بيان إن الحزب الديمقراطي «يعد بتغييرات سياسية جذرية وطموحة وحتى مثالية. فهو يتسلم الحكم في فترة استياء شعبي كبير ومالية عامة ضعيفة». وإزاء هذا الوضع نبهت الوكالة إلى أن «ثمة قلق كبير لجهة التساؤل ما إذا كان الحزب الديمقراطي سيتمكن من التوفيق بين أولوياته السياسية والتحديات التي يواجهها الاقتصاد والحفاظ على ثقة السوق».

ويرث رئيس الوزراء المقبل اقتصادا لا يزال هشا بعد أن اجتاز أخطر أزمة بعد الحرب مع نسبة بطالة قياسية. وأعلن انه يريد «ضبط تجاوزات» الرأسمالية. ونص برنامج الحزب الديمقراطي على زيادة الإعانات للعاطلين عن العمل وعائلات المتقاعدين وكذلك مجانية التعليم بشكل جزئي ومنحة للولادة وإلغاء الرسوم المفروضة على الطرق السريعة. ويرث هاتوياما أيضاً بلدا تزداد فيه الشيخوخة بين السكان، بنسبة هي الأسرع مقارنة بأي دولة غنية أخرى. وسيصبح أكثر من ربع اليابانيين فوق سن 65 عاما أو أكثر بحلول عام 2015. ويرى هيروشي هيرانو، الخبير السياسي في جامعة غاكوشوين، أن اقتراح الحزب الديمقراطي توزيع مساعدات على العائلات التي تتضمن أطفالا لن يكون كافيا. وقال: «ينبغي وضع استراتيجية من اجل إنشاء وظائف بصورة ثابتة» بالرغم من المنافسة الدولية لان عدم استقرار قطاع العمل والتوظيف يردع الشبان عن الإنجاب.

وعلى الصعيد الدولي، فقد تعهد الحزب الديمقراطي الياباني باعتماد سياسة أكثر استقلالية عن الحليف الأميركي الذي يبقي 47 ألف جندي في هذا البلد. وقال سادافومي كاواتو الخبير السياسي في جامعة طوكيو «أن الحديث عن هذا الأمر أسهل من تحقيقه، لا سيما في ظل غياب إجماع على هذا الموضوع داخل الحزب الديمقراطي الياباني» الذي يضم فسيفساء من دعاة السلام والقوميين. وأكد هاتوياما أمس انه ليس «مناهضا للولايات المتحدة» وان رؤيته حول إقامة مجموعة آسيوية مستقبلا تتخذ الاتحاد الأوروبي نموذجا لا تستبعد الولايات المتحدة. وغداة فوزه، تحدث هاتوياما معلقا على مقال كتبه ونشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الفائت، مهاجما الرأسمالية الأميركية. وقال أمس إن هذا المقال «لم يكن في نيته إعلان أفكار مناهضة لأميركا». وأوضح أن حكومته ستحاول الترويج على المدى الطويل لفكرة إنشاء مجموعة آسيوية تتخذ الاتحاد الأوروبي نموذجا لها، مع عملة مشتركة.