ناقوس خطر لميركل قبل شهر من الانتخابات العامة في ألمانيا

خسرت انتخابات محلية فتقلص طموحها بإخراج الاشتراكيين من الحكم

TT

تكبد حزب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خسائر كبيرة في الانتخابات المحلية التي جرت في ثلاث ولايات أول من أمس، الأمر الذي اعتبر ناقوس خطر لميركل قبل شهر من الانتخابات العامة ولقدرتها على تشكيل حكومة يمينية.

ومنذ أسابيع، تشير استطلاعات الرأي إلى أن نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة ستتيح لميركل التخلي عن الائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل حكومة مع الاتحاد الليبرالي الديمقراطي، إلا أن النتائج السيئة التي حققها حزبها، الاتحاد المسيحي، أول من أمس، تثير شكوكا حول هذا الاحتمال.

وسجل الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل تراجعا كبيرا في ولايتين مقارنة بسنة 2004. ففي سار تراجعت أصوات الحزب بنسبة 13% وفي ثورينغي بنسبة 11.8%، وخسر في كليهما الغالبية المطلقة بحسب نتائج غير نهائية.

حتى أن ميركل غير واثقة بالمشاركة في الحكومتين الإقليميتين في سار (الحدودية مع فرنسا) وثورينغي (جمهورية ألمانيا الشرقية سابقا).

وما زالت ميركل تحظى بشعبية كبيرة بما أن 62% من الألمان يؤيدون استمرارها في الحكم، لكن تحالفها مع الليبراليين ليس في متناولها بعدما عجزت عن تحقيقه في الانتخابات التشريعية السابقة. وكاد الاتحاد الليبرالي الديمقراطي الذي يشهد حاليا صعودا، أن يضاعف نتيجته مقارنة بسنة 2004 في حين كان شبه غائب في مناطق ألمانيا الشرقية سابقا. ومع تعاقب الاقتراعات المحلية والإقليمية والأوروبية يفقد الاتحاد المسيحي الديمقراطي أصوات الناخبين باستمرار.

ورأى المحلل السياسي يورغن فالتر أن ائتلافا بين المحافظين والليبراليين ليس مؤكدا. وصرح لصحيفة «ثورنغر الغيماني» أن «هذا الخيار كان دائما مشكوكا فيه» وان «ثلث الناخبين ما زالوا مترددين وستكون النتيجة غير محسومة في 27 سبتمبر (أيلول) الحالي».

أما منافس ميركل على المستشارية وزير الخارجية الاشتراكي الديمقراطي فرانك فالتر شتاينماير فيرى في نتائج انتخابات أول من أمس دليلا على أن «هذا البلد لا يريد ائتلافا بين الأسود والأصفر (الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد الليبرالي الديمقراطي)». وقال شتاينماير «الذين يقولون إن الانتخابات التشريعية محسومة سلفا يرتكبون خطأ جسيما»، لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي لم يحقق فائدة كبيرة من تراجع المحافظين. وأشارت صحيفة «تاغسبيغل» إلى انه «بينما يحقق (حزب اليسار الراديكالي) دي لينكي تقدما قويا منذ 2004، لا يستفيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي كثيرا من ضعف الاتحادين» الليبرالي والديمقراطي.

ويبدو دي لينكي من الفائزين الكبار في هذه الانتخابات الإقليمية. وفي ساكس وثورينغي حيث بلغت نسبة البطالة ضعفي ما هي عليه في بعض مناطق الغرب، تحول الحزب إلى ثاني قوة سياسية أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفاز دي لينكي في إقليم سار بقيادة زعيمه اوسكار لافونتين متقدما بـ 19 نقطة مقارنة بسنة 2004، ويفترض أن يشارك للمرة الأولى في المناطق الغربية في تشكيل الحكومة الإقليمية ما سيكون انجازا لهذا الحزب الذي يضم الشيوعيين الجدد من ألمانيا الشرقية سابقا.

وعلى غرار ثورينغي، يبدو السيناريو الأكثر واقعية تشكيل ائتلاف احمرـ احمرـ اخضر. ويفترض أن يغتنم الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل الفرصة مجددا للتلويح بخطر «الحمر». ومع ذلك، يستبعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي تماما بعد عشرين سنة على سقوط جدار برلين الذي بناه شيوعيو ألمانيا الشرقية، أي تحالف مع دي لينكي على الصعيد الوطني.