لا تزال عائلة انتحاري جدة المفترض، الذي كان ينوي اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، تتأرجح بين تصديق وتكذيب إعلان تنظيم «القاعدة» والذي سمى ابنها عبد الله عسيري كـ«منفذ للهجوم»، يدفعها بذلك عدم ظهور نتائج تحليل الحمض النووي الـ«دي أن أي» والتي سترجح ما إذا كان ابنها الفاعل أم لا.
حسن عسيري، والد منفذ الهجوم المفترض، لم يتردد أمس، في استقبال «الشرق الأوسط» في منزله الواقع شرق العاصمة الرياض، ترافقه خطواته المتثاقلة إلى الأرض، وتسنده في إحداث التوازن على الوقوف عصا أنيقة، وتبدو آثار مرض الأعصاب الذي يعاني منه بادية على حركات يديه اللاإرادية.
وبالرغم من تأكيد تنظيم «القاعدة»، أن عبد الله عسيري، هو من قام بتنفيذ الهجوم الفاشل الذي استهدف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، غير أن والده حسن يتمنى لو كان هذا الخبر غير صحيحا.
يؤكد حسن عسيري، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن ابناه عبد الله «الانتحاري المفترض»، وإبراهيم، اللذين أدرجتهما السلطات السعودية على قائمة الـ85، لم يلحظ عليهما أي تغيير في فكريهما، قبل اختفائهما منذ نحو 3 سنوات. وتشير المعلومات الأمنية، إلى أن الأخوان عسيري، رصدا في آخر تواجد لهما على الأراضي اليمنية. يقول والد الانتحاري المفترض، أن ابنه عبد الله وصل إلى المستوى الثالث في تعليمه الجامعي ثم انقطع، وأن شقيقه إبراهيم كان يدرس في كلية العلوم بجامعة الملك سعود.
يشير والد المطلوبين أمينا، إلى أنهما كانا مولعان بعمل الخير، وفي مثل هذا الوقت من كل عام –أي رمضان-، كانا يقفا عند إشارات المرور، لتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين. ولا يعلم حسن عسيري، ما الذي دفع بابنيه إلى الالتحاق بتنظيم «القاعدة».
وعبر عن أمانيه في أن يعود ابنيه إلى صوابهما. وقال «أتمنى منهما ألا يطول الوقت قبل أن يعودا عن قناعاتهما السابقة، ويسمحون للشياطين باستمرارية استغلاليهما».
ويقول والد الانتحاري المفترض، بأن آخر اتصال تلقاه من ابنيه عبد الله وإبراهيم، كان قبل قرابة العام ونصف العام، وأنه حاول خلال الاتصال إقناعهما بالعودة، غير أنهما رفضا الفكرة من أساسها، ومن يومها لم يعودا للاتصال بالعائلة من جديد.
وحول الرسالة التي يوجهها والد عبد الله عسيري، للأمير محمد بن نايف، قال «هذا الرجل نموذج يقتدى به في الخير، وهو رجل كامل الصفات، وأسأل الله ألا يصيبه أي مكروه».