ماكريستال: الوضع في أفغانستان خطير

قائد القوات الأجنبيةيطلب استراتيجية وجهوداً موحدة

TT

أعلن قائد القوات الأميركية وقوات الناتو «ايساف»، الجنرال ماكريستال أمس، موقفا ردده مسؤولون وخبراء في واشنطن وكابل منذ فترة، وهو أن الاستراتيجية الأميركية الحالية في أفغانستان غير ناجحة وبحاجة إلى تعديل. وقال ماكريستال في تقرير بعد تقييمه للوضع في أفغانستان، إن «الوضع في أفغانستان جدي، ولكن النجاح ممكن ويتطلب استراتيجية تطبيق معدلة، والتزاما وعزيمة ووحدة متزايدة في الجهود المبذولة في البلاد». وتأتي مطالبة ماكريستال لتعديل الاستراتيجية الأميركية في وقت تنتظر أفغانستان نتائج الانتخابات الرئاسية النهائية، ومعرفة إذا كان من المطلوب إجراء دورة انتخابية ثانية للانتخابات بين الرئيس حامد كرزاي ومنافسه الأول عبد الله عبد الله.

وتخوض الإدارة الأميركية في مشاورات حول مستقبل المهمة الأميركية في أفغانستان، الذي يعتبرها الرئيس الأميركي باراك اوباما، أولوية له. وقدم ماكريستال أمس «تقييمه الاستراتيجي»، وهو الاسم الذي أطلق على تقريره لتقييم الأوضاع في أفغانستان منذ تولي مهامه في أفغانستان يونيو (حزيران) الماضي، لقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس، وقائد قوات الناتو الجنرال ايغون رامس. ومن المرتقب أن يدرس القائدان التقرير قبل تقديمه إلى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس والأمين العام لـ«الناتو» انديرس فوغ راسموسن، ويرفقان تعليقاتهما عليه. وأوضح بيان من مكتب ماكريستال، أن الهدف من التقييم هو «تطبيق الخطة الشاملة والاستراتيجية العسكرية والسياسية للناتو، واستراتيجية الرئيس الأميركي، من أجل خفض قدرة المتمردين وعناصر القاعدة والمتطرفين الأجانب، ودعم نمو وتطوير قوات الأمن الأفغانية الوطنية وتسهيل تحسين الحكم والتطور الاجتماعي والاقتصادي في أفغانستان». ولم تكشف تفاصيل التقرير الذي من المرتقب أن يصل مكتب اوباما خلال أيام، إلا أن تصريح ماكريستال الصريح بأن الاستراتيجية الحالية غير قادرة على النجاح وبحاجة إلى تعديل تؤكد استعداد الولايات المتحدة لتعديلات فيها. ولم يطلب ماكريستال في تقييمه هذا المزيد من القوات أو أعدادا محددة، ولكن من المرتقب أن يكون ذلك ضمن توصياته في تقرير مستقبلاً.

ويذكر أن ماكريستال يقود حوالي 103 آلاف جندي في أفغانستان، ثلثاهما من القوات الأميركية وثلث من حلفاء تحت مظلة حلف «الناتو». ويركز ماكريستال في التقرير على أهمية القوات الأفغانية والعمل على تدريبها؛ لتتولى المزيد من المسؤولية في البلاد. ويذكر أن هناك 134 ألف شرطي أفغاني و82 ألف جندي أفغاني. وصرح الخبير في الشؤون الأفغانية انتوني كوردسمان، الذي كان ضمن فريق نصح ماكريستال حول الأوضاع في أفغانستان وعمل معه هذا الصيف، بأن ماكريستال «بحاجة إلى المزيد من القوات والمال والسلطة، هذا ما يحتاجه». وأضاف في ندوة في معهد «بروكينغز» أن «السؤال في الشهر المقبل هو، هل ستكون الإدارة الجديدة قادرة على إعطاء تقييم صحيح وصريح للشعب الأميركي حول خطورة الوضع في أفغانستان؟».