تجاهل رسمي لتدهور الحالة الصحية «للملكة فاطمة» زوجة آخر ملوك ليبيا

مع الاحتفال بمرور 40 عاما على تولي العقيد القذافي السلطة

TT

في ذكرى مرور 40 عاما على تولى العقيد معمر القذافي السلطة، في الأول من سبتمبر (أيلول) عام 1969، لا تزال المرأة التي أطاح القذافي بنظام حكم زوجها، الملك الراحل إدريس السنوسي، ترقد على سرير المرض بين الحياة والموت، في غرفة تحمل رقم 216 بأحد مستشفيات العاصمة المصرية، من دون أن تحظى بأي اهتمام رسمي على الإطلاق من الدولة الليبية.

وتعالج الملكة فاطمة، آخر ملكات ليبيا، على نفقتها المالية الخاصة، من إغماء تعرضت له الأسبوع الماضي، فيما قال أحد المقربين منها لـ«الشرق الأوسط» إنه لا تغير ولا تحسن في حالتها الصحية، وأن زيارتها ما زالت ممنوعة وفقا لتعليمات الأطباء.

وبينما انهالت باقات الورد والاتصالات الهاتفية على غرفة الملكة، التي ما زالت تحظى بشعبية واسعة في أوساط الليبيين، فإن السفارة والبعثة الدبلوماسية الليبية في القاهرة بدت عازفة تماما عن الإطلاع على أحوال الملكة، التي تبلغ من العمر حاليا 99 عاما، وقضت معظم سنواتها الأربعين الأخيرة خارج وطنها في منفى اختياري. وباستثناء العدد المحدود من مرافقيها، وهم في الوقت نفسه ما تبقى من عائلتها، فإن الملكة فاطمة تخضع لإشراف طبي مكثف بالنظر إلى تقدمها في العمر. وتمثل يوميات الملكة فاطمة، في المنفى منجما للكثير من الباحثين عن التمتع بصحة جيدة مع تقدم السن. فقبل مرضها الأخير اعتادت الملكة أن تطالع الصحف اليومية بانتظام، ومتابعة نشرات الأخبار في القنوات الفضائية المختلفة، خاصة المصرية المفضلة لديها، وتقريبا لا يمر يوم بدون مرورها عدة مرات على القناة الفضائية الليبية، بحثا عن اللقطات الفولكلورية للفن الشعبي الليبي.

وعرف عن الملكة أنها منظمة جدا وحريصة على نظامها الغذائي طوال حياتها كما ونوعا، وهو الأمر الذي عفاها من البدانة ومشكلاتها والأمراض الناجمة عنها، كما ساهم في حفاظها على صحتها، مواظبتها حتى ألآونة الأخيرة على صوم أيام الاثنين والخميس من كل أسبوع على مدار العام. وهي لا تتناول أي منبهات سوى الشاي الأخضر الليبي بالنعناع، علما بأنها واظبت حتى السنوات الأخيرة، على هواية المشي على الأقدام.

وكانت تتمتع بذوق راق ورفيع في ملبسها وأثاث بيتها، يتوافق تماما مع شخصيتها.

ويروى عنها أنها تحب الحياة وتستمتع بحلوها وتصبر وتحتسب على مرها بدون غفلة عن أخراها، ومع ذلك فقد ظلت مواظبة حتى الأيام الأخيرة على صوم النوافل وتلاوة القرءان الكريم وأوراد الطريقة السنوسية. ويجمع الكثيرون ممن التقوا الملكة قبل مرضها الأخير، أنها تعد حقا مثلا يحتذى للمرأة العربية المسلمة، فقد جمعت بين نقيضين يصعب جدا التوفيق بينهما على مدى كل هذه العقود من الزمان، وفي ظل متغيرات الدهر التي مرت بها في أطوار حياتها.