كوشنير: لم نتلق ردا أميركيا على اقتراح الدعوة إلى قمة للاتحاد المتوسطي دعما للعملية السلمية

باريس تخلت عن فكرة المؤتمر الدولي

TT

كشف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن بلاده لم تتلق حتى الآن ردا من الإدارة الأميركية على المشروع الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل أيــام الداعي إلى قمة لدول الاتحاد من أجل المتوسط بالمشاركة مع مصر والتشاور والتنسيق مع رئاسة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال كوشنير لـ«الشرق الأوسط» أمس، على هامش تدشين مركز الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي الجديد في ضاحية لاكورنوف شمال باريس، إن «الرئيسين ساركوزي والمصري حسني مبارك اقترحا على الرئيس أوباما تنظيم اجتماع للاتحاد من أجل المتوسط وحتى الآن لم نتلق ردا».

وقالت مصادر فرنسية واسعة الإطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن اقتراح ساركوزي الذي جاء في خطابه أمام السفراء الفرنسيين في العالم، طرح بمثابة بديل عن المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط الذي تدعو باريس لعقده منذ فترة طويلة وتخلت عنه لتفادي الازدواجية مع المؤتمر الذي تسعى إليه روسيا في موسكو ويندرج ضمن مقررات مؤتمر أنابوليس وربط ساركوزي بين القمة وبين تحقيق تقدم في موضوع وقف الاستيطان الإسرائيلي ومعاودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

واليوم يستقبل ساركوزي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي يزور باريس للمرة الخامسة منذ عام 2007 وذلك في إطار جولة عربية ـ أوروبية سيختتمها في القاهرة. والتقى أبو مازن قبل ذلك بالوزير كوشنير وأتبع الاجتماع بعشاء عمل. وقبل ذلك استقبل كوشنير وزير خارجية الأردن ناصر جوده. وقال الوزير الفرنسي أمس إن «التقدم الذي تحقق حتى الآن ليس بمستوى ما كنا نتوقع».

وقالت الخارجية الفرنسية إن باريس ستثير مع عباس الوضع في غزة والوساطات الهادفة إلى تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين.

وأفادت مصادر فرنسية رسمية بأن باريس تؤيد مائة «بالمائة» الطرح الذي يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان تماما. ولكنها تعتبر أن الطريقة التي اعتمدتها الإدارة الأميركية بفرض وقف الاستيطان أولا والتفاوض ثانيا لم تكن موفقة.

وأن نتنياهو نجح حتى الآن في مقاومة الضغوط الأميركية بحيث «تجد واشنطن نفسها اليوم في وضع صعب حيث لم تنجح في إلزامه بالتجاوب معها، في ما سيكون من الصعب عليها التخلي عن شرط وقف الاستيطان إذا أرادت الاحتفاظ بصدقيتها، خاصة إزاء الفلسطينيين والعرب»، وتضيف هذه المصادر أن واشــنطن بحاجـــة إلى نجاح في ميدان السياسة الخارجية. باعتبار أن الملفين العراقي والأفغــاني بالغا التعقيد، فإن واشــنطن بحاجة إلى إنجــاز ما في الشرق الأوسط.

غير أن الرئيس أوباما يواجه في الوقت عينه، استحقاقات داخلية أهمها إصلاح النظام الصحي، وهو بالتالي يحرص على عدم تنفــير أية جهة لها تأثير على مجلسي الكونغرس والنواب بما في ذلك مجموعات الضغط الفاعلة في واشنطن ومنها منظمة «أيباك» الموالية لإسرائيل. ولذا ترى باريس أن هامش المناورة أمام واشنطن ليس واسعا، وهي بأمس الحاجة إلى دعم ومساندة، ليس فقط، من قبل الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا من قبل العرب، وهو ما تدعو إليه بقوة.