الدروز يطالبون نتنياهو بإقالة مديرمكتبه بسبب تصريحاته العنصرية

وصفهم بانهم يشكلون شبحا مخيفا للاسرائيليين

TT

طالب زعماء الدروز في اسرائيل، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، باقالة مدير مكتبه إيال غباي، بسبب تصريحات له ،فسرت على انها تمس بالطائفة كلها وتحرض الاسرائيليين بشكل دموي على الدروز.

وكان غباي قد قال أمس، في محاضرة، حول العقبات أمام طريق التطوير الاقتصادي في اسرائيل. فان العديد من الشركات الاسرائيلية لا تستطيع دخول العديد من البلدات في اسرائيل لأسباب بيروقراطية غير منطقية. واضاف: «الدروز يبدون شبحا مخيفا في هذه الشركات. تقول لهم هناك حاجة لتطوير شبكة الكهرباء أو الهواتف في قرية ما، فيقولون الدروز مسلحون بأسلحة مرخصة من الجيش الاسرائيلي وغيره من أجهزة الأمن ولا يمكن الدخول الى البلدة. انهم شبح مخيف».

وما أن نشر هذا التصريح، حتى هبت القيادات السياسية والدينية الدرزية تهاجمه وتطالب بإقالته وتتهمه بنكران الجميل، باعتبار ان الدروز هم العرب الوحيدون الذين يؤدون الخدمة الاجبارية في الجيش الاسرائيلي. يذكر ان هناك أربعة نواب في الكنيست من الطائفة العربية الدرزية، أحدهم أيوب قرا، نائب وزير التطوير الاقليمي، وهو من حزب الليكود، وحامد عمار من حزب "اسرائيل بيتنا"، وكلاهما من الائتلاف اليميني الحاكم. ونائبان آخران في المعارضة، هما: مجلي وهبي، وهو من حزب «كديما» وشغل منصب نائب وزير الخارجية، وسعيد نفاع، وهو من حزب التجمع الوطني. وانضم اليهم عدد كبير من النواب والوزراء ينتقدون غباي ويعتبرون تصريحه زلة لسان خطيرة لا تلائم موظفا في منصب رفيع كمنصبه. وطالبوه بالاعتذار أو الاستقالة. وتوجه عدد من رجال الدين الدروز بطلب الى نتنياهو أن يقيل غباي فورا، قائلين انهم ليسوا مستعدين حتى لقبول اعتذار منه. وخرج غباي يدافع عن نفسه فقال انه لم يقصد المساس بالدروز بتاتا ووصفهم بالشبح المخيف لأن هذا ليس من طبعه، بل انتقاد أولئك الذين يعتبرونهم شبحا مخيفا. وأضاف: «أنا قدمت الى هذا اللقاء لكي أحذر أولئك الذين يحرضون ضد الدروز». بيد ان تفسيراته لم تهدئ من الضجة ضده. وقال النائب قرا: ان غباي هو الذي بات شبحا مخيفا في الحكومة. فهو لا يدرك الدور الذي يؤديه الدروز في الدولة. فهم مخلصون ويقدمون دماءهم فدية لاسرائيل. ومع ذلك فالحكومات الاسرائيلية تتعامل معهم بتمييز مشين. وبدلا من المبادرة الى تغيير السياسة الحكومية ازاءهم، نجده يساهم في التحريض الدموي عليهم.

وقالت رئيسة كتلة «كديما» البرلمانية، داليا ايتسيك، ان ما قاله غباي لا يعبر عن موقف الاسرائيليين منه.

وقال النائب سعيد نفاع، وهو من القوى الوطنية الدرزية، ان تصريحات غباي تدل على ان السلطات الاسرائيلية تتعامل مع الدروز تعاملا عدائيا. «كل محاولاتها لفصل الدروز عن انتمائهم القومي العربي باءت بالفشل، بل انها تعاملهم أسوأ من تعاملها مع أية شريحة عربية أخرى في اسرائيل، رغم انها تفرض عليهم الخدمة العسكرية بالقوة». وجدير بالذكر ان مجموعة من الشبان الدروز كانوا قد هاجموا مركز شرطة في قرية عسفيا الواقعة فوق إحدى قمم جبل الكرمل، قبل يومين وذلك احتجاجا على اعتقال رجلي دين درزيين من قرية بيت جن في الجليل الأعلى للاشتباه باشتراكهما في شجار عائلي. وأحرق الشبان مركز الشرطة وحطموا عددا من سياراتها وهاجموا طاقم صحافيين من التلفزيون.