أفغانستان.. الوجه الآخر ـ الحلقة (4): كابل 2009 تستقبل ثقافة بوليوود.. والدولار واليورو سيدا الموقف

قصور فخمة لقادة المجاهدين وأكثر من 20 صالة أفراح وإقبال على المطاعم الأوروبية والعربية

أفغاني يعرض ملابس نسائية في أحد المولات بالعاصمة كابل («الشرق الأوسط»)
TT

بعد 8 سنوات من الإطاحة بحركة طالبان الأصولية من الحكم في أفغانستان، تغيرت الكثير من المظاهر الاجتماعية والثقافية، وباتت أفغانستان أكثر انفتاحا على العالم الخارجي، والبرقع الأفغاني الشهير ليس هو الزي السائد. وهناك كثير من الأفغانيات ما زلن يرتدينه في شوارع كابل، غير أنه أصبح أخف وألوانه أكثر تعددا. فمن دون أن ترفع حجابها، كانت سيدة أفغانية تتفحص عددا من البراقع ذات اللون الأزرق معلقة على حائط أحد محلات الملابس في شارع شهرانو بوسط العاصمة كابل. أشارت بيدها إلى عدد من البراقع التي تعددت ألوانها بين درجات الأزرق، والأزرق الداكن، والأزرق القريب من الرمادي أو الفضي، والأزرق الفاتح. كانت تأخذ الواحد تلو الآخر وتجرب ما إذا كان الطول مناسبا. وعلى الرغم من أن هذه السيدة الأفغانية شابة صغيرة، ربما في أوائل العشرينات من العمر، وترتدي البرقع بالفعل، فإنها كانت حريصة على مظهرها بشكل لافت، وكانت تفصح عن أصابع مطلية بطلاء أظافر بورجندي احمر اللون، وهو ما كان ممنوعا تحت حكم طالبان، بالإضافة إلى عدد من الخواتم الذهبية تزين يدها، فيما كانت تساوم على السعر مع مالك المحل. وفيما أخفى البرقع وجهها، فلم يخف كل عينها التي كانت تلمع من وراء الثقوب الصغيرة التي تتيح التنفس والنظر. وغالبية البراقع في أفغانستان زرقاء اللون، ولا أحد يعرف على وجه الدقة لماذا اللون الأزرق بالذات، لكن في مدينة مزار الشريف بشمال أفغانستان يوجد البرقع الأبيض، وفي بعض محلات كابل توجد براقع خضراء اللون، وصفراء وحمراء لكن غالبيتها يباع كهدايا تذكارية للأجانب. وعلى خلاف البرقع الطويل الذي كانت الأفغانيات ترتديه، بات البرقع الذي ترتديه النساء الأفغانيات اليوم، اقصر في الطول وألوانه أكثر تنوعا، وغالبيته يغطي الرأس والرقبة والكتفين والصدر، مما يجعله عمليا ومريحا، كما يعطي علامة على التحرر النسبي الذي باتت الأفغانيات تتمتع به في المجتمع. وتتمسك الكثير من الأفغانيات بارتداء البرقع ويشعرن أنهن لا يستطعن المشي في الشارع من دونه، لأنهن تعودن عليه، كما ترتديه بعض النساء لإظهار معارضتهن للتشبه بالغرب في تقاليده وثقافته. وهناك نساء أخريات يلبسن ما يشبه الشادور الإيراني الطويل الذي يصل إلى الركبة، غير أنهن لا يغطين وجوههن. أما غطاء الرأس فيكون عادة من القطن أو الصوف. وفتيات المدارس الصغيرات السن يرتدين غطاء رأس فاتح اللون لامعا. لكن البرقع يبقى هو الزي الأساسي في المناطق المحافظة التي يعيش فيها البشتون، أكبر تجمع عرقي في أفغانستان، ويتمركزون على الحدود الشمالية الغربية لباكستان. وبعد ثماني سنوات من سقوط الحركة الأصولية تغيرت الكثير من المظاهر الاجتماعية والثقافية، وباتت أفغانستان أكثر انفتاحا على العالم الخارجي، فقد انحسر البرقع الأفغاني الشهير لصالح الحجاب، الذي انتشر في أنحاء العاصمة الأفغانية على رؤوس طالبات الجامعة ومسؤولات العمل النسائي والمنظمات الحقوقية. وتقول أرقام رسمية من الحكومة الأفغانية إن هناك 50 ألف مدرسة يعملن في مدارس البنات اليوم، وكذلك في المنظمات غير الحكومية أو التابعة للأمم المتحدة، وإن كان هناك عدد كبير من أصوات قيادات «المجاهدين» السابقين تحت قبة البرلمان الذي يترأسه الشيخ يونس قانوني المجاهد السابق ضد الروس وبالتحالف الشمالي تعارض عمل المرأة الأفغانية في المنظمات الدولية بزعم أنه يثير الفاحشة». وكابل الجديدة تشهد اليوم انقلابا في الظروف العامة التي تمر بها، فبدلا من أيام طالبان التي كانت تحظر التجول ليلا وتفرض ارتداء البرقع على النساء وتمنع التدخين وتعليم البنات وتحظر أيضا اقتناء أجهزة التلفزيون والاستماع إلى الموسيقى، تنتشر في شوارع منطقة شهرانو وتعني المدينة الجديدة وفي السنترال مول وسط كابل بنات جميلات يرتدين الجينز ويتدثرن بالشادور الأفغاني من الحرير كنوع من الموضة الجديدة، وفي نفس الشارع بالقرب من مطعم هراة الشهير هناك صالون تجميل فخم باسم «حميرا بيوتي صالون». ومن أبرز الحقوق التي نالتها النساء في أفغانستان بعد سقوط طالبان، حرية الخروج إلى الشارع والأماكن العامة دون مرافقة ولي الأمر أو أحد رجال الأسرة، مثل الأخ أو الأب أو الزوج، ولم يعد البرقع اليوم لبسا إجباريا كما كان عهد طالبان. وصورة طالبان السياسية لا تختلف كثيرا عن صورة طالبان الاجتماعية في الإعلام العالمي والعربي، والمرأة في ظل طالبان مجرد شيء من الأشياء، محرومة من أدنى حقوقها. وفي داخل السنترال مول بوسط كابل يوجد بوتيك يعرض ملابس السهرة وبوتيكات أخرى تقدم ملابس من الحرير وشال الباشمينا وأخرى تبيع علب العطور الفرنسية من الماركات العالمية وتقبل الأفغانيات اليوم على شراء أحذية الكعب العالي، وباتت جولات العصاري للأفغانيات في شوارع وسط البلد عادة شبه يومية يقبلن عليها. ومطاعم كابل الجديدة تقدم اليوم البيتزا والهمبورجر والاسكالوب والاستيك الأميركي والماكروني بولونيز الإيطالي بدلا من الطبق الشعبي المعروف باسم الأرز الكابولي والتكة والكباب الأفغاني، وفي العاصمة كابل بحي وزير أكبرخان مطعم تركي اسمه استانبول وآخر إيراني وآخر لبناني تحت اسم تافرنا دي لوبان لمالكه كامل حمادة، ومن الصعب أن تجد طاولة في المطعم اللبناني دون حجز مسبق وزبائن المطعم من ضيوف الأمم المتحدة و«ايساف» والمنظمات غير الحكومية والإعلاميين. وتترك كابل بلا استحياء اليوم تعاليم الملا عمر وبن لادن زعيم «القاعدة» إلى أغاني الروك اند رول، والأفلام الأميركية والهندية التي تكتسح ساحات العاصمة الأفغانية في محلات بيع شرائط الفيديو، وفي أحد تلك المحلات المتخصصة، كانت الأقراص المدمجة «المقلدة» من أفلام كاميرون دياز ودنزيل واشنطن وبراد بيت وميشيل فايفر وجيم كايري وآندي غارسيا وجوليا روبرتس تنتشر إلى جانب أفلام الممثل الأفغاني حشمت خان خريج الأكاديمية الهندية وهناك أيضا أقراص مدمجة لأغاني المطربة اللبنانية نانسي عجرم. وهناك اليوم أفغانيات يتعلمن قيادة السيارات وبعض منهن تحت إلحاح أزواجهن لمساعدتهم في تسيير شؤون الأسرة. وبعضهن فتحن حسابات مصرفية. وأصبح للنساء حضور في عروض الدردشة على شاشات التلفزيون ويقدمن تقارير عن الطقس وأخبارا أخرى. وقد أكدت لي النائبة الشهيرة شكرية باركزاي أنها قادت سيارتها بنفسها في شوارع العاصمة كابل وإلى البرلمان في حي كارتييه سي. وترحب العاصمة كابل اليوم بزوارها الأوروبيين من الدبلوماسيين وموظفي المنظمات غير الحكومية وممثلي الهيئات الدولية، والأفغان أنفسهم في أحاديثهم الخاصة لا يتحسرون على أيام الملا عمر قائد حركة طالبان المخلوعة الذي حرم عليهم متع الحياة وفرض عليهم معيشة قاسية من القرون الوسطى. وأفغانستان عبارة عن مزيج من العرقيات تختلف عن بعضها بعضا من حيث اللغات واللباس والعادات والتقاليد، وتسعى المرأة الأفغانية منذ إسقاط نظام طالبان من أجل دور أكبر في بناء المجتمع المدني والمشاركة السياسية. فبعد عقود من الحروب التي اجتاحت أفغانستان، وضروب الاضطهاد الذي لحق بشعبها، حرمت فيها النساء الأفغانيات من حقوقهن الإنسانية الأبسط، كالحصول على التعليم، والرعاية الصحية، وإبداء الرأي في الأمور الذاتية، أو حتى الخروج من البيت لشراء بعض المستلزمات المنزلية. وتقول محسنة أحمد وهي مدرسة للمرحلة الإعدادية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» في مول صافي لاند، وكانت تسير بجانب شقيقها إن الأوضاع في العاصمة الأفغانية تختلف عن المناطق النائية التي تمثل 90% من مساحة أفغانستان، فبدأت المرأة الأفغانية تظهر على الساحة الاجتماعية بشكل متسارع، ولم يعد البرقع الأزرق مشروطا للخروج من المنزل، وهي تخرج من بيتها باللباس الأفغاني المعروف التنورة والقميص والخمار مع ارتداء أحذية حديثة وإعطاء مظهرها مسحةً من المكياج، وعند عودتها من المدرسة تخرج إلى السوق دون رفقة أحد، وبعد قضاء حوائجها تعود إلى البيت دون التعرض لأي مشاكسات اجتماعية، وتقول إن النساء عموما في العاصمة الأفغانية كابل يتمتعن بحرية مماثلة، كون الطبقة الأفغانية القاطنة في كابول طبقة اجتماعية مثقفة، ومن بينها أسر عادت إليها بعد قضاء فترات طويلة من الهجرة في مختلف دول العالم، مما أعطى كابل ميزة تختلف عن سائر المناطق الأفغانية. وتشهد كابل انتشار البنايات الحديثة، ويعرف المواطنون أن أصحابها هم وزراء سابقون ومجاهدون تحولوا من الكفاح المسلح إلى الجهاد في سوق المال والعقارات. وتعرف كابل اليوم أن المالك الجديد لعشرات البنايات هو هذا المجاهد السابق الذي حارب الروس وطردهم من بلاده، وهو نفس المجاهد الذي كان يركب الدبابات ويطلق صواريخ ستنغر على الطائرات الروسية، ولكنه اليوم يسعى إلى استقطاب وكالات التجارة العالمية وشراء الأراضي والسيارات الفخمة. وفي العاصمة الأفغانية أكثر من 20 صالة حفلات مخصصة لاستضافة حفلات الزواج واجهاتها الخارجية من الزجاج الأزرق العاكس للضوء. والوقت اليوم في كابل ليس للجهاد وإنما للبزنس وجمع الدولار، وكابل تتغير بسرعة وأسعار العقارات تصل بالآلاف، وفيلا فخمة في حي وزير أكبر خان الذي كانت تسكنه قيادات «القاعدة» إيجارها الشهري اليوم 7 آلاف دولار ونفس الفيلا كان سعر إيجارها قبل سقوط الحركة الأصولية 200 دولار، والشوارع التجارية تزدحم بالمشترين من كل صنف خصوصا من نساء يرتدين الملابس الحديثة بلا برقع أو حجاب.

وتزدحم العاصمة الأفغانية بآلاف السيارات الحديثة والماركات المشهورة القادمة من دبي وأوروبا وأميركا. وهناك مكاتب سياحية اليوم في السنترال مول تبيع تذاكر السفر بالطيران المحلي بين كابل وبقية كبرى المدن الأفغانية، ورحلات أخرى يومية بين كابل ودبي، وهناك أكثر من شركة طيران تقوم برحلات يومية من دبي إلى كابل مثل «أريانا» وهي الخطوط الأفغانية وأخرى مثل «صافي اير» و«كم اير». وفي أحياء شيربور بالقرب من وسط العاصمة وكردي بروان جنوب كابل هناك حضور كبير لجنرالات الحرب يتمثل في العمارات الشاهقة ذات الواجهات الزجاجية الزرقاء والفيلات الفخمة، والأرض تعود للحكومة لكن أمراء الحرب استولوا عليها في غفلة من الزمن بعد سقوط طالبان. أما الشوارع فهي غير ممهدة وتكثر فيها الحفر والمطبات تتجمع فيها المياه الآسنة. وهناك أحاديث وتمتمات بين النخب الأفغانية أن المارشال محمد فهيم وزير الدفاع الأفغاني الأسبق نائب الرئيس كرزاي لديه 16 فيلا فخمة داخل كردي بروان جنوبي كابل بالإضافة إلى منازل أخرى في منطقة شيش دراك بوسط العاصمة وكذلك حي وزير أكبر خان الذي توجد فيه معظم السفارات الغربية، وكان يقطنه أيمن الظواهري زعيم «الجهاد» المصري الحليف الأول لأسامة بن لادن وكبار قادة «القاعدة» قبل سقوط حركة طالبان نوفمبر 2001. وبعد أن كانت العاصمة الأفغانية تزدحم بمسلحي طالبان الذين ينتشرون عند مفارق الطرق والدبابات الروسية والملتحين وأصحاب الجلاليب القصيرة والعمائم السوداء، دخلت الموضة القادمة من أوروبا وأميركا بلا استحياء، فالعصر الجديد يدخل بتأشيرة العولمة، وكابل راضية بل سعيدة بتوديع عصر طالبان و«الأفغان العرب» الذين كانت لهم سطوة في عهد الملا عمر على أبناء الشعب الأفغاني. والدولار واليورو هما سيدا الموقف فكل السلع تتداول بالعملة الأميركية والأوروبية، وفي حي وزير أكبرخان هناك سوبر ماركت يفتح أبوابه طوال 24 ساعة يبيع الفواكه والخضراوات الطازجة واللحوم المجمدة وعلب البيرة من نوع هاينكن وبد وايزر وبيكس وكارلسبرغ القادمة من لندن وباريس، وفي شوارع حي شهرانو تتجول الحسناوات من الأفغانيات بحثا عن البضائع القادمة من الخارج، إلى جانب العشرات من الأطفال الشحاذين الذين يتسولون قوت يومهم وآخرين بترت أقدامهم بفعل ألغام 30 عاما من حروب المجاهدين. ويشتكي أهل كابل من أن المعونات السخية التي ترسلها الدول المانحة تذهب إلى جيوب خبراء الشركات الدولية، وتتدفق هذه الأموال على سوق كابل، فتنشط عادات جديدة جاءت مع القادمين من واشنطن ولندن وباريس. وهناك مطاعم تصل إليها عبر ممرات خاصة تحميها الشرطة وشركات الأمن، ومطاعم أخرى تبدو وكأنها كالخنادق محفورة في باطن الأرض بعيدا عن عيون الفضوليين من المتطرفين ودعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب السروال القصير واللحية ذات القبضتين التي كانت من أولويات وتعاليم الحركة الأصولية، حتى حراس الفنادق المدججين بالكلاشينكوف يطلقون لحاهم، ولا تعرف من تلقاهم في شوارع وسط العاصمة، من طالبان هو أم من غير طالبان، فنفس الملابس واللحى وبذات العمامة تتشابه الوجوه، وفي طريق العودة على طائرة «أريانا» من مطار كابل الدولي إلى دبي، كان الحراس على مسافة نحو كيلومتر من صالة الإقلاع يوقفون السيارات الملاكي والأجرة ويصرون على تفتيش ملابس سائقي التاكسيات خوفا من حدوث عملية انتحارية. وقد تمكن الوافدون الجدد إلى العاصمة الأفغانية من تغيير مناخ كابل، لكن لا يزال الأمن والقلق والشوارع المظلمة ليلا والحذر والخوف من طالبان هو الهاجس الأكبر لزائري كابل 2009. إلى جانب طفرة في محلات السوبر ماركت التي تتحدث بالانجليزية إلى جانب الداري والبشتو وتتعامل باليورو والدولار.

واليوم في كابل تنتشر ظاهرة «بيوت الضيافة» لإيواء الصحافيين ورجال الإعلام ومسؤولي المنظمات غير الحكومية والدولية، وأغلب بيوت الضيافة تتناثر بين حي وزير أكبرخان مقر السفارات الغربية الذي كان يسكنه الأفغان العرب بالقرب من مبنى محطة تلفزيون «تولو» وهي محطة خاصة جديدة تقدم برامجها بالبشتو والداري ومن أبرز برامجها «ستار أفغان أكاديمي» للعام السادس على التوالي، وفي شارع شهرانو والسنترال مول تنتشر البوتيكات ومحلات بيع الروائح والعطور النسائية والرجالية والأزياء الحديثة، المتقاطع مع الشارع السياحي الذي يعرف باسم «تشيكن ستريت» وأغلب بيوت الضيافة أو الفنادق الصغيرة اليوم تحت الحراسة المشددة، ويقف الحراس وأغلبهم من وادي بانشير وأيديهم على الكلاشينكوف، مثل وليد شيرزاد ولي الدين الطاجيكي حارس فندق صافي لاند الذي علق صورة عبد الله عبد الله زعيم المعارضة الأفغانية منافس كرزاي تحت قميصه الميري، وكان ينصحني شيرزاد كلما أوقف سيارة تاكسي عشية الانتخابات الرئاسية 20 أغسطس (آب) الماضي، أن لا أتأخر حتى حلول الليل خوفا من عمليات الاختطاف من قبل عصابات خارجة على القانون أو عناصر طالبان، وكان يثير الخوف في قلبي وهو يسلم علي قبل أن أستقل التاكسي ويقول «يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة» ويأخذ رقم سيارة التاكسي كنوع من الاطمئنان.

* غداً.. كابل.. من عمائم سوداء ولحى طويلة إلى ديسكوتيك ومطاعم وجبات سريعة