الصومال: القوات الأميركية تستخدم طائرات بلا طيار لمكافحة القرصنة

قائد قوة أفريكوم قال إن عددا من هذه الطائرات سيصل إلى جزر سيشل خلال أسابيع

عائلات صومالية نازحة تصطف من أجل الحصول على الماء في معسكر بالقرب من العاصمة مقديشو (رويترز)
TT

تعتزم الولايات المتحدة نشر طائرات بلا طيار في جزر سيشل في المحيط الهندي في خطوة جديدة لمكافحة القرصنة في المنطقة. وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية للولايات المتحدة في أفريقيا، المعروفة باسم «أفريكوم» فينس كراولي «إن الولايات المتحدة تعتزم إرسال عدد من الطائرات بلا طيار من طراز، ريبر، إلى جزر سيشل خلال الأسابيع المقبلة لمكافحة القراصنة الصوماليين. وأضاف كراولي أنه «من المعترف به على نطاق واسع أن القرصنة في منطقة غرب المحيط الهندي تعطل بشكل كبير التجارة الدولية، وهذه العملية هي مجرد مساهمة من الولايات المتحدة في الجهود الدولية المبذولة لمكافحة القرصنة».

وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان الجنرال «وليام وارد» قائد الـ«أفريكوم» بأن التطورات في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا بما في ذلك عمليات القرصنة تمثل أولوية بالنسبة لعملية «أفريكوم»، وستصبح محط اهتمام وأنظار عمليات الجيش الأميركي في قارة أفريقيا. ويعتبر استخدام الطائرات بلا طيار نهجا جديدا لردع عمليات خطف السفن في المنطقة التي يقوم بها القراصنة الصوماليون. ومن المقرر أن يصبح المطار الدولي في عاصمة سيشل «ماهي» قاعدة هذه الطائرات بلا طيار الأميركية، كما يعمل العشرات من الخبراء العسكريين والمدنيين للإشراف على مهمة القوات البحرية بقيادة الولايات المتحدة لعدة أشهر مقبلة.

وكانت البحرية الأميركية تستخدم في الفترة الماضية سفنا تحمل طائرات مروحية حربية في عمليات مكافحة القرصنة، لكن بإمكان طائرات «ريبر» بلا طيار التي تتمتع بقدرات عالية في المراقبة من ارتفاعات شاهقة، وهي قادرة على البقاء في الجو لمدة 30 ساعة وتطير بسرعة أكثر من 440 كيلومترا في الساعة، إضافة إلى أنه يمكن لها أن تحمل الأسلحة والذخائر، إلا أن «فينس كراولي» المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا قال إن هذه الطائرات سوف تستخدم لرصد المعلومات الاستخباراتية والمراقبة، وكذلك في عمليات الاستطلاع في جميع أنحاء منطقة المحيط الهندي.

وكانت حكومة «سيشل» قد طلبت مساعدة الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، بعد أن امتد نشاط القراصنة الصوماليين إلى المياه القريبة من جزر سيشل، الخالية من المراقبة الدولية، الأمر الذي استغله القراصنة الصوماليون لتوسيع نطاق هجماتهم، وقاموا باختطاف عدة سفن في هذه المنطقة، كما تعرضت سفن تحمل علم جزر سيشل للاختطاف في المثلث المائي بين الصومال وكينيا وجزر سيشل. وساهمت الأساطيل البحرية الدولية والسفن الحربية التابعة للدول الكبرى المنتشرة في سواحل الصومال وخليج عدن منذ أكثر من سنة تقريبا في إفشال عدد من محاولات القرصنة لاختطاف السفن العابرة لخليج عدن والمياه الصومالية. وبسبب اتساع مساحة المحيط الهندي، وكذلك عدم وجود دوريات بحرية واسعة النطاق تراقب المنطقة كلها، وكذلك قيام القراصنة الصوماليين الأسبوع الماضي بمهاجمة إحدى المروحيات التابعة للبحرية الأميركية شرعت واشنطن في نشر هذه الطائرات بلا طيار للمساهمة في عملية مكافحة القرصنة مع تجنب الخسائر المحتملة. وكان قراصنة صوماليون قد أطلقوا النار ـ حسبما أعلنت البحرية الأميركية الأسبوع الماضي ـ على مروحية عسكرية تابعة لها في وقت كانت تطير فيه فوق سفينة يحتجزها قراصنة في منطقة «جاراعد» أحد المعاقل الرئيسية للقراصنة بشمال شرقي الصومال، لكن نيران القراصنة لم تصب الطائرة.

وتأتي الخطوة العسكرية الأميركية الجديدة في الوقت الذي توقعت فيه القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في المياه الصومالية وخليج عدن تصاعد هجمات القرصنة بعد هدوء الرياح الموسمية خلال الشهر الحالي. وهناك تحذيرات قوية أيضا من أن القراصنة قد يلجأون إلى أساليب جديدة لخطف السفن تتمثل في توسيع نطاق هجماتهم من البحر الأحمر حتى سواحل جزر سيشل، وكذلك تكثيف الهجمات خلال الليل باستهداف السفن الأجنبية التي تعبر هذه المساحة المائية الشاسعة، وهي منطقة لا يمكن للقوات التي ترابط حاليا فيها مراقبتها بشكل دقيق، وتأمل البحرية الأميركية من خلال نشر طائرات الاستطلاع بلا طيار أنها قد تساهم في تلافي هذا النقص. وتزايدت هجمات القرصنة خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ففي النصف الأول من هذا العام فقط هاجم القراصنة الصوماليون نحو 150 سفينة، وتمكنوا من خطف أكثر من 30 سفينة منها، بينما هاجم القراصنة في نفس الفترة من العام الماضي أقل من 30 سفينة.