براون: بريطانيا لن تنسحب من أفغانستان وطالبان غيرت تكتيكاتها.. ولكننا سنهزمها

قال إن ثلاثة أرباع المؤامرات الإرهابية ضد بريطانيا بدأت من الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان

TT

دافع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس عن سياسة حكومته والعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش البريطاني في جنوب أفغانستان. وقال براون في كلمة بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بوسط العاصمة لندن أمس, إن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش البريطاني في أفغانستان مهمة لحماية حياة المواطنين البريطانيين «وبريطانيا لا تستطيع مغادرة أفغانستان بهذه البساطة». ويتعرض براون لانتقادات شديدة من حزب المحافظين المعارض والإعلام وجنرالات متقاعدين يتهمونه بتعريض أرواح الجنود البريطانيين للخطر في أفغانستان بعدم تزويدهم بطائرات هليكوبتر كافية ومركبات قوية بما يكفي للنجاة من القنابل التي تزرع على الطرق. ويبرر براون الوجود البريطاني في أفغانستان بقوله إن ثلاثة أرباع المؤامرات الإرهابية ضد بريطانيا تبدأ أصلا في المناطق الجبلية في أفغانستان وباكستان. وقال إذا أرادت بريطانيا أن تكون أكثر أمنا تحتاج إلى أفغانستان أكثر أمنا. وأوضح أن الوجود العسكري البريطاني في هذه المنطقة مهم لأن ما يحدث على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية له اثر كبير على الأمن البريطاني والمجتمع الدولي. إلا انه أوضح أن حكومته تنوي تبني خطة لتسريع تدريب القوات الأفغانية بما سيمهد الطريق لتخفيض القوات البريطانية في أفغانستان, وقال عندما يعود جنودنا من هلمند بعد تدريب الآلاف من الجنود الأفغان نكون قد نجحنا في تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان . وأفاد بأن طالبان غيرت خططها وتكتيكاتها العسكرية, ولكننا قادرون على هزيمتها, وأشار إلى أن معظم الجنود الذين قتلوا أو أصيبوا في هلمند كان ذلك بسبب العبوات العسكرية التي يزرعها عناصر طالبان على الطرق. والقوة البريطانية في أفغانستان التي يبلغ قوامها 9000 فرد هي ثاني اكبر مفرزة بعد القوة الأميركية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرأي العام البريطاني يزداد معارضة للحرب في أفغانستان بعد مقتل ما يقرب من 50 جنديا بريطانيا هناك خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. وقد يضر مقتل المزيد من الجنود بفرص براون في الانتخابات العامة المقررة في يونيو (حزيران) المقبل التي يبدو أن المحافظين أقرب للفوز بها. وأعلنت الحكومة البريطانية أول من أمس عن مقتل جنديين بريطانيين آخرين في أفغانستان مما يرفع عدد القتلى من الجنود البريطانيين إلى 212 قتيلا.

ويحاول براون منذ عدة أيام إقناع الرأي العام بضرورة الحرب. علما أن هذا الرأي العام أصبح اقل تحمسا لها مع مقتل 212 جنديا بريطانيا في أفغانستان منذ عام 2001. وقال براون «في كل مرة أتساءل فيها إن كنا على حق بالوجود في أفغانستان وبإرسال رجالنا ونسائنا في سن الشباب للقتال من اجل تلك القضية، يكون جوابي نعم». وأوضح «حين يكون امن بلدنا على المحك، لا يمكننا أن نتهرب». وكان على الحكومة البريطانية أن تدافع عن نفسها أيضا حين انتقدت لأنها لم توفر لجنودها الموارد والتجهيزات التي يحتاجونها. وقال إن الوضع في الحدود الأفغانية الباكستانية يؤثر تأثيرا عميقا على امن بريطانيا وباقي دول المجتمع الدولي ولا يمكننا الوقوف صامتين وترك شعبي أفغانستان وباكستان في مواجهة معاناة هاتين المشكلتين, واستطرد براون قائلا: «إن النصيحة التي تلقيتها من الأجهزة الأمنية واضحة, إن الضغوط المستمرة على (القاعدة) في باكستان, بالإضافة إلى عمل عسكري في أفغانستان أدت إلى تقليص قدرة (القاعدة) على العمل بطريقة فاعلة في المنطقة. ولكن بالرغم من هذه الصعاب فان العنصر الرئيسي للتهديد الذي تتعرض له بريطانيا مستمر». وقال براون انه شعر بالتواضع أمام تضحيات الجنود البريطانيين في جنوب أفغانستان, وأكد أن كل ضحية تدمي القلب, وأصر على أن الوضع في محافظة هلمند خطير, إلا أن الاستراتيجية المستخدمة يمكن أن تكون فاعلة. وأوضح: «إن استراتيجية قائمة على أهداف صادقة يمكن تطبيقها ومحددة أمنيا إذا أمكن ذلك, من اجل تحقيق التقدم في استقلال الشعب الأفغاني ومسؤوليته، لأنه كلما ازداد عدد الأفغان الذين يتحملون المسؤولية على المدى القصير, كلما قلت الحاجة إلى استمرار قوات التحالف الدولي على المدى الطويل». ويأتي دفاع براون عن خطة حكومته في أفغانستان بعد يوم واحد على تقديم المساعد البرلماني لوزير الدفاع البريطاني اريك جويس استقالته بسبب عدم التزام الحكومة البريطانية بالوعود والجداول الزمنية المحددة لوجود القوات البريطانية في أفغانستان.

ودعا جويس في خطاب وجهه لرئيس الوزراء إلى توضيح الحقائق للشعب البريطاني بأن الحملة العسكرية في أفغانستان كانت وفق إطار زمني محدد، موضحا أن الشعب البريطاني «لن يقبل مزيدا من الخسائر والتبريرات التي تأتي على حساب المخاطرة بأرواح جنودنا». وأضاف أن الشعب البريطاني لن يوافق على المخاطرة بأرواح العديد من الجنود والمجندات ما لم تكن هناك ثقة بالحكومة الأفغانية المنتخبة، مؤكدا أهمية أن يكون لدى الحكومة الأفغانية القدرة على التعامل مع قضايا الفساد التي استمرت طوال الفترة الماضية دون رادع.