مستشارو أوباما منقسمون حول زيادة القوات في أفغانستان

قلق من عدم وجود بدائل أمام الجنرال ماكريستال لتحسين الأوضاع في أفغانستان

TT

قال مسؤولون إن طلبا متوقعا من الجيش الأميركي لاستقدام المزيد من القوات بهدف مكافحة التمرد في أفغانستان قد أفضى إلى حالة من الانقسام بين مستشارين بارزين للرئيس أوباما بينما يسعون إلى تحديد الحجم المناسب وغاية المساعي الأميركية المبذولة هناك. وقبل أن يقدّم القائد الأعلى في أفغانستان طلبه لاستقدام المزيد من القوات، بدأ مسؤولو الإدارة ما يمكن أن يوصف بأنه «نقاش صحي» حول الأولويات وما إذا كان المزيد من الجنود الأميركيين وقوات المارينز سوف يمكنه تحقيق ذلك. ويقود المتشككين نائب الرئيس جوزيف بايدن، الذي أبدى تحفظات كبيرة إزاء وجود موضع داخل أفغانستان على الأرض فهو يرى أن ذلك يمكن أن يصرف التركيز عما يراه الهدف الأكثر إلحاحية ألا وهو تحقيق استقرار في باكستان، حسب ما يقوله مسؤولون. ومن الشخصيات البارزة ضمن الفريق الآخر، المبعوث الخاص للمنطقة ريتشارد هولبروك الذي لديه نفس المخاوف بخصوص باكستان ولكنه يرى أن القوات الإضافية تعد عنصرا مهما من أجل توفير الحماية للمواطنين الأفغان وأنها سوف تقوض من قدرات حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وتحدثت وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون لصالح زيادة عدد القوات، وعلى الرغم من أن بعض المسؤولين قالوا إنها لم تفصح عن رغبتها خلال المداولات الحالية، فإنهم توقعوا أن تدعو إلى إرسال قوة إضافية. وأعرب وزير الدفاع روبرت غيتس عن خوفه من أن وضع المزيد من القوات في أفغانستان سوف يجعل الولايات المتحدة تبدو كمحتل، ولكن خلال مؤتمر صحافي يوم الخميس بدا أنه يدعم هذه الاحتمالية بدرجة أكبر. ويقول ديفيد أكلرود، وهو مستشار بارز للرئيس: «هناك إجماع في الآراء حول هدفنا، وهدفنا هو أن نعرقل ونحطم «القاعدة» وأن نمحو هذا التهديد الذي يتهدد أمننا القومي. ومن الواضح أن هناك تنوعا في الآراء بخصوص الطريقة المثلى لتحقيق هذا الهدف، ومن المفيد والمهم أن نسمع لهذه الآراء».

ويأتي هذا النقاش المتصاعد بعد تسليم تقييم استراتيجي جديد للجنرال ستانلي ماك كريستال، الذي تسلم قيادة جميع القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان خلال يونيو (حزيران). وقد رفع غيتس تقرير الجنرال ماك كريستال الذي جاء في نحو 25 صفحة إلى الرئيس أوباما. وعلى الرغم من أن الجنرال ماك كريستال لم يدرج أي طلبات محددة بخصوص القوات في مراجعته تلك، يتوقع مسؤولون أن يرسل طلبا منفصلا بهذا الصدد خلال الأسابيع المقبلة. ويقول استراتيجيون عسكريون، من بينهم شخص قدم استشارات للجنرال ماك كريستال، إنه ربما يقدّم ثلاثة خيارات. والخيار الأول هو إرسال تعزيز مصغر يبلغ قوامه من 10,000 إلى 15,000 جندي، ويدعو الخيار الثاني إلى آخر إرسال 25,000 جندي، فيما يدعو خيار ثالث إلى إرسال 45,000 جندي. ونبّه غيوف موريل، السكرتير الصحافي بالبنتاغون، إلى أن الحديث عن مستوى القوات لا يتعدى مجرد تخمينات. وقال موريل: «أي شخص يخبرك أنه يعرف عدد القوات التي سوف يطلبها القائد أو الخيارات التي يمكن أن يطرحها أو التي لن يطرحها لا يعرف ما يتحدث عنه، لأنه لم يتخذ قرارا بخصوص ذلك حتى الآن.» وأضاف أن غيتس لم يقرر بعد ما سوف يوصي به للرئيس. ويمكن أن يكون وزير الدفاع المستشار البارز في اتخاذ هذا القرار، ويتوقع بعض المحللين السياسيين أنه يمكن أن يوصى بالخيار الثاني. ويمكن أن يقدّم غيتس غطاء سياسيا للرئيس أوباما في حال رفض الرئيس أكبر زيادة محتملة حيث إن غيتس عيّن في بادئ الأمر إبان رئاسة جورج بوش.

* «نيويورك تايمز»