السعودية: «القاعدة» سعت لضرب 3 ملفات فكرية بعد فشلها في إعادة المواجهة لـ«المربع الأول»

اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: المناصحة والرعاية وتسليم المطلوبين.. مصادر قلق للتنظيم

TT

أكدت وزارة الداخلية السعودية أن تنظيم «القاعدة»، يسعى للنيل من طرق المعالجة الفكرية التي اتبعتها السلطات في تصحيح أفكار التائبين من أعضاء التنظيم، أو الذين ما يزالون في السجون على ذمة التحقيقات، وذلك بعد فشل التنظيم في إعادة المواجهة بينه وبين سلطات الأمن إلى «المربع الأول». واشارت الوزارة إلى أن «القاعدة»، أرادت النيل من برامج المعالجة الفكرية، من خلال استغلالها بشكل سيء، خصوصا ما يتعلق باجراءات تسليم بعض عناصر التنظيم لأنفسهم.

وتعتمد السعودية في مساعيها لتصحيح أفكار عناصر تنظيم القاعدة، على 3 طرق، تتمثل في: برنامج المناصحة، والذي يوجه لمن هم داخل السجون، وبرنامج الرعاية والذي يقوم على تأهيل المعتقلين قبل الإفراج عنهم بشكل نهائي، وإجراءات تسليم المطلوبين أمنيا لأنفسهم لكبار المسؤولين، والتي تعتبر طريقة فكرية صرفة لاعتمادها بالأساس على سياسة «احتواء» عناصر التنظيم التائبين.

ويثير البعض تساؤلات حول جدوى الوسائل التي اتخذتها السلطات في السعودية، لتصحيح أفكار عناصر تنظيم القاعدة، وذلك بعد كل حالة ارتداد تسجل على بعض من يعود للانخراط بالتنظيم، بعد أن كان قد تراجع عن أفكاره المسبقة.

لكن، اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، يقول إن حالات الانتكاس التي حدثت لبعض من استفاد من طرق المعالجة الفكرية التي تم استحداثها مع بداية الحرب على الإرهاب «كانت محاولة من القاعدة للنيل من هذه البرامج التي أثبتت نجاحها». وأضاف التركي في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، إن برامج مثل المناصحة والرعاية، نجحت في إصلاح أفكار بعض عناصر «القاعدة»، وكشف أكاذيب هذا التنظيم، مشيرا إلى أن هذه البرامج تشكل مصدر قلق للتنظيم.

ويبرز اسم عثمان هادي العمري، كأحد عناصر تنظيم القاعدة الذين أعلنوا تراجعهم عن أفكارهم السابقة، قبل أن يعودوا للانخراط في التنظيم، ويلقى القبض عليه هذا العام ضمن خلية ضمت 11 إرهابيا.

وتشير الأرقام، إلى أن السعودية نجحت في تغيير أفكار 80 في المائة ممن تمت مناصحتهم داخل السجون السعودية. وطبقا لدراسة أجراها مستشار في وزارة الداخلية، فإن 10 في المائة فقط، ممن يبدون قناعة بخطأ ما كانوا عليه، يعودون لتنظيم «القاعدة» من جديد.

وعقدت لجان المناصحة منذ بدء أعمالها، أكثر من 5000 جلسة، لما يقارب 3200 شخص اشتبه في اعتناقهم الفكر «التكفيري»، وتم الإفراج عن 1500 شخص ممن تمت مناصحتهم وثبت لدى اللجنة عودتهم عن الأفكار التي اعتقلوا بسببها، طبقا لتصريحات سابقة لأحد أعضاء لجنة المناصحة.

وحاول تنظيم «القاعدة» طيلة الفترة الماضية، أن يخلق نوعا من البلبلة حول الطرق التي انتهجتها السلطات السعودية لمحاربة الفكر المتطرف، وذلك بجر العناصر التائبة، للتنظيم من جديد.

وتمكنت «القاعدة»، من إعادة قرابة 11 عائدا من غوانتانامو، من الذين استفادوا من برنامج محمد بن نايف للرعاية، إلى التنظيم من جديد، وظهرت أسماء هؤلاء على لائحة تضم 85 ملاحقا في الخارج.

ويؤكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، بأن «القاعدة»، أرادت النيل من برامج المعالجة الفكرية، من خلال استغلالها بشكل سيء. وأشار إلى أن استغلال تنظيم القاعدة لإجراءات تسليم المطلوبين، كانت محاولة للوصول إلى الشخص الذي بذل الكثير من أجل متابعة تطبيق هذه البرامج على أرض الواقع، في إشارة لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف قبل أكثر من أسبوع.