وزير الإعلام الأردني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة الذهبي إلى بغداد ليست للوساطة بين سورية والعراق

رئيس وزراء الأردن أكد رفضه لأي محاولة للتدخل في الشأن العراقي

TT

قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني نبيل الشريف إن زيارة رئيس الوزراء نادر الذهبي إلى العراق أول من أمس لم تكن زيارة ذات طابع وساطة بين سورية والعراق، وإنما هي زيارة ذات طابع اقتصادي، وتأتي في موعد انعقاد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية العراقية المشتركة التي تنعقد مرة كل عام.

وأضاف الشريف لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة لم تحمل أبعادا سياسية بقدر ما تحمله من أبعاد اقتصادية بحتة، من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل الاقتصادي بين البلدين.

وقال إن الرئيس العراقي جلال طالباني دعا خلال استقباله الذهبي في السليمانية إلى بناء تحالف وعلاقات استراتيجية بين الأردن والعراق، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب أن تكون اجتماعات اللجنة العليا كل ستة أشهر بدلا من مرة في العام، مما يؤكد أن هناك رغبة حقيقة لدى الجانب العراقي في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وكان الذهبي قد أجرى في بغداد مباحثات مع المالكي تركزت على العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات. وأكد رئيسا الوزراء الذهبي والمالكي حرصهما المشترك على تطوير العلاقات الأردنية العراقية خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، وتذليل أي عقبات قد تعترضها خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وأكد الذهبي أن العلاقات الأردنية العراقية علاقات تاريخية وراسخة مبنية على الاحترام المتبادل، مشددا على وقوف الأردن إلى جانب العراق وتقديم كل الدعم السياسي المطلوب له حكومة وشعبا بما يعزز دور العراق الشقيق كعضو فاعل في جامعة الدول العربية وعلى الساحة الدولية.

وتناولت المباحثات مسألة تزويد الأردن بجزء من احتياجاته من النفط العراقي تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الجانبين عام 2006 والتي تم تجديد العمل بها العام الماضي لمدة ثلاث سنوات، كما تناولت المباحثات عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الذهبي أن الأردن والعراق يرتبطان بعلاقات تاريخية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بحكم الجوار الجغرافي والروابط والمصالح المشتركة، مشيرا إلى أن الأردن شكل بوابة للتجارة العالمية مع العراق، إلى أن أصبح العراق أحد أهم الشركاء التجاريين للأردن، وارتقت العلاقات الأردنية العراقية إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية التي يحرص الأردن على دعمها وتطويرها خدمة لمصالح البلدين والشعبين.

وعبر الذهبي عن الأمل في أن تكون العلاقات بين البلدين مثالا يحتذى به للعلاقات العربية، «بحيث يكون تعاوننا على المستوى الثنائي الأداة الأهم لتفعيل أدوات العمل العربي المشترك، بما في ذلك مساهمة البلدين الفاعلة في تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والتي نتطلع في إطارها إلى المزيد من العمل المشترك نحو تذليل جميع العوائق أمام التجارة العربية».

وجدد رئيس الوزراء موقف الأردن المؤيد والداعم لاستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه، وتحقيق المصالحة بين أبنائه، ومشاركة كل الأطياف السياسية فيه في العملية السياسية ليتمكن من النهوض واستعادة دورة الطليعي في الصف العربي.

وتابع الذهبي قائلا «إن الأردن يعلن بكل صراحة رفضه واستنكاره وإدانته الشديدة لكل الأعمال الإرهابية التي تعرض لها الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، والتي تستهدف تعطيل مسيرة إعادة بنيان الدولة العراقية، وإعادة الأمن والاستقرار لربوع العراق العزيز». وفي الوقت نفسه أكد رفضه المطلق لأي محاولة من أي جهة كانت للتدخل في شؤون العراق الداخلية وبأي شكل من الأشكال.

ووصل الذهبي والوفد المرافق له في وقت لاحق مساء أول من أمس إلى مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق للقاء الرئيس العراقي جلال طالباني. وأجرى الجانبان مباحثات خلف الأبواب المغلقة بحضور عدد من كبار المسؤولين في حكومة إقليم كردستان، تناولت وبحسب بيان على موقع الرئاسة العراقية العلاقات الثنائية بين العراق والأردن، وتطورات الأوضاع في المنطقة. كما أعرب الذهبي عن استعداده لتقديم المساعدة في تهدئة الأجواء بين العراق وسورية.