المهدي يؤكد من جوبا على حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.. ويطالب الدارفوريين بالتهدئة

زعيم حزب الأمة السوداني المعارض يوقع اليوم مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية

اطفال نازحون من دارفورد في احد المعسكرات بالقرب من الفاشر (أ.ب)
TT

كشف الصادف المهدي رئيس حزب الامة المعارض من مدينة" جوبا " عاصمة الجنوب انه يبحث خلال زيارته للمدينة التي تعبر الاولى من نوعه منذ عشرين عاما، مع الحركة الشعبية خطة كاملة" لاستحقاقات الوحدة العادلة أو الجاذبة". وشدد المهدي في خطبة الجمعة ألقاها امس في مسجد" جوبا العتيق" على ان الوحدة مصلحة للسودان وللشمال وللجنوب، مؤكدا في نفس الوقت على حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بانفسهم. وكان قال فور وصوله جوبا قال ان " حزبه الامة سيقف ضد أيّة محاولة سياسية للعبث بحق تقرير مصير الجنوب وعدد المهدي ايجابيا الوحدة في: تحقيق مصلحة للشماليين الذين ترتبط حياتهم بالجنوب، وتحقيق مصلحة للجنوبيين الذين ترتبط حياتهمم بالشمال، وتنظيم المصالح المشتركة كاستغلال وتصدير البترول، وتستثمر تكامل موارد الشمال والجنوب، وتجبر الطرفين على احتواء الغلو الديني في الشمال والغلو القبلي في الجنوب، وتمكن السودان الموحد كتجسيد لأفريقيا مصغرة من دوره الجيوسياسي المصيري في وحدة القارة، وتمكن السودان من دوره المطلوب كأمية لحوض النيل يوفق بين المنابع والمصب.

وينتظر ان يوقع بعدها مذكرة تفاهم مع رئيس الحركة الشعبية تحت اسم (نحو وحدة جاذبة او جوار اخوي ) ، قال المهدي في خطبته ان الاعوام الاربعة الماضية من اتفاقية السلام اظهرت التجربة ثغرات في الاتفاقية وعثرات في التطبيق ، واضاف ان الشريكين دخلا في محاولات لحل تلك الاشكالات اخرها الاتفاقية الثلاثية بمشاركة الولايات المتحدة في اغسطس (آب) الماضي ، وقال ان الراي العام السوداني رحب ويرحب باي اتفاقيات ما دامت تدعم السلام والتحول الديموقراطي والحريات وتستهدف الوحدة الوطنية ، وتابع ( ونحن مع  ذلك طالبنا بتوسيع التداول حول هذه القضايا لتحظى بدراسة وتأييد قومي ، مشيراً الى ترحيبه بدعوة قيادة الحركة الشعبية وحكومة الجنوب لحزبه بزيارة جوبا ، وقال ( انها فرصة ليسمعوا منا ولنسمع منهم وللاطلاع على حالة المواطنيين من حيث وفرة العيش وبسط الامن وتوافر الحريات والتسامح الديني ) ، واضاف ان الزيارة فرصة ذهبية بعد ان اوشكت الفترة الانتقالية على نهايتها لتبادل الاراء بين حزبه والحركة الشعبية حول استحقاقات الوحدة الجاذبة .

وكشف المهدي على انه سيبحث مع الحركة الشعبية خطة كاملة لاستحقاقات الوحدة العادلة او الجاذبة ، وقال ( واجبنا ان نوفر لاهلنا في الجنوب اسهل الوسائل لتقرير المصير فأن هم اختاروا الانفصال فالجدية الوطنية توجب ان نستعد لهذا الاحتمال بمشروع متفق عليه لجعل العلاقة بين دولتي المستقبل اخوية تكاملية تعاونية فهذا قدرنا ) ، واضاف ان محادثاته نتائجها قومية تخاطب المصلحة الوطنية دون محورية ودون اقصاء للاخرين ، وحدد النقاط التي تتناول الاتفاق المزمع توقيعه دعم الحريات ، حل اشكالات الاحصاء السكاني ، تحديد استحقاقات الانتخابات الحرة النزيهة ، تسهيل اجراءات تقرير المصير ، خريطة طريق واضحة لحل ازمة دارفور ، وقال ان الفترة الماضية كان العمل منصب في تعزيز التهدئة في دارفور وان كثيرين تجاوبوا بالفكرة لتمهد للحل السياسي المزمع عبر اكثر من مبادرات وان تتوفر الجدية ، وتابع ( لكن ما صرح به ممثل بعثة القوات المشتركة للامم المتخدة والاتحاد الافريقي المستقيل ردولف ادادا بان الحرب في دارفور انتهت تصريح سابق لاوانه وربما دفع الفصائل للقيام لحركات اعنف لاثبات عكس ما جاء به التصريح ) ، وقال ( ما دام هناك قوات مسلحة متمترسة ومعادية لبعضها البعض وغير مقيدة حتى الان باتفاقية سلام فالحرب قائمة وان هدأت المناوشات ) ، مناشداً القوى الدارفورية المسلحة الاستمرار في التهدئة واغفال ما قاله ادادا فرأيه غير موضوعي ويتسم بقلة وعي ، وقال ان حل ازمة دارفور تأخر نتيجة لغياب ارادة سياسية لدفع استحقاقات الحل ، واضاف ( المطلوب الان تكوين رؤية قومية مسنودة افريقياً ودولياً للاستجابة للمطالب الدارفورية المشروعة .

واشار المهدي الى مؤتمر جوبا الذي سيجمع القوى السياسية في الحداي عشر من الشهر الحالي بدعوة من الحركة الشعبية ، وقال انها فرصة للتداول يثمر اتفاقاً حول كافة قضايا البلاد الراهنة ، واضاف ( ان الاتفاق وان لم يضم الجميع في هذه المرحلة يرجى ان يلحق به الاخرون في مرحلة لاحقة فان الوطن يتطلب سلاماً عادلاً وشاملاً وتحولاً ديموقراطياً كاملاً هذا الوفاق الوطني الشامل  .