السلطات الهندية تحتجز طائرة أسلحة إماراتية قبل السماح لها بالطيران للصين

مصادر إماراتية: خطأ فني لعدم التنسيق

TT

احتجزت السلطات الهندية طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية وطاقمها الذي يبلغ عدد أعضائه تسعة أفراد في مطار مدينة كلكتا شرق الهند بسبب مزاعم بأن الطائرة كانت تحمل أسلحة ومواد متفجرة في انتهاك لتصريح لها بالهبوط على الأراضي الهندية من أجل إعادة التزود بالوقود في المدينة. وكانت الطائرة الإماراتية تطير من أبوظبي إلى مدينة هانيانغ الصينية، وهبطت في مطار دولي بالمدينة الهندية للتزود بالوقود مساء يوم الأحد. من جانبها قالت مصادر إماراتية إن الخطأ فني لعدم تنسيق السفارة الإماراتية مسبقا قبل هبوط الطائرة في المطار الهندي.

وقال ضابط جمارك هندي أمس: «هبطت الطائرة للتزود بالوقود، ولكن خلال الفحص الجمركي عُثر على كميات كبرى من الأسلحة والذخائر داخل الطائرة. ولم يكن الطاقم قد ذكر شيئا بخصوص هذه الأسلحة للسلطات بالمطار قبل أخذ التصريح بالهبوط هنا. ولذا تم احتجاز الطائرة واعتقل الطاقم الذي يبلغ تسعة أفراد للتحقيق معهم».

ولكن سُمح للطائرة في وقت لاحق باستئناف رحلتها إلى الصين، حسب ما أفادت به مصادر في أعقاب تدخل من الحكومة الإماراتية وإذن من مكتب الاستخبارات الهندي. وتم وقف الإجراءات القانونية التي كان من المقرر البدء فيها. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: «كان توقفا مؤقتا بصورة عادية، وطلبوا الحصول على إذن عن طريق السفارة وبعد ذلك سمح لهم بالهبوط». وأضاف: «لم يقل الطيار أو أي من أفراد الطاقم للسلطات خلال عملية المسح إنهم كانوا يحملون أسلحة أو متفجرات».

وقالت مصادر في وزارة الدفاع الهندية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة كانت تطير بموجب شفرة خطأ، حيث كانت الطائرة الإماراتية تطير بإشارة نداء مدنية وليست إشارة نداء دفاعية وهو الشيء اللازم بالنسبة إلى الطائرات التي تحمل أسلحة وذخيرة. ورفض الطيار أن يقوم مسؤولو الجمارك بفحص الطائرة والشحنات. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع: «لم يذكروا ما إذا كانت الطائرة تقل أسلحة أو متفجرات في الاستمارة الرسمية التي تبين الشحنات الموجودة على ظهر الطائرة. ولكنهم تركوا الخانة ذات الصلة فارغة».

وأضاف: «عندما صعد مسؤولو الجمارك داخل المطار على الطائرة لإجراء الفحوصات المعتادة وجدوا كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات داخلها والتي لم يكن لها أي ذكر داخل الاستمارة. وقاموا على الفور بإخطار هيئة المطارات الهندية والشركة وقوات الأمن الصناعي المركزية». واحتجزت الطائرة وألغت القوات الجوية الهندية التصريح الذي كانت أعطته للطائرة. ومدينة هانيانغ، التي يبدو أنها مقصد الطائرة، من ضمن ثلاثة مدن في ووهان، عاصمة إقليم هوباي في الصين. وتُعرف المدينة بترسانة هانيانغ التي تنتج رشاشات هانيانغ وهي تشبه السلاح الألماني 1888 الذي استُخدم بكثرة في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام. يُذكر أنه في 19 يونيو (حزيران) سمح لطائرة أوكرانية استأجرها الجيش الأميركي وكانت تحمل أسلحة من ديغو غارسيا إلى أفغانستان بالرحيل بعد أن انتهكت الأجواء الهندية وأُجبرت على الهبوط في مومباي. وكان ذلك بعد أن تدخلت السفارة الأميركية وتدخل مسؤولون بارزون واتصلوا بوزارة الشؤون الخارجية، قائلين إن الانتهاك كان خطأ، وذلك حسب ما أفاد به مصدر في يونيو (حزيران).

وفي عام 1995 أُلقي القبض على مهرب أسلحة بريطاني يُدعى بيتر بليتش وخمسة من طاقم طائرة بسبب إلقاء شحن كبيرة من الأسلحة في قرية نائية بغرب البنغال شرق الهند.