أطلال مركز التجارة العالمي نصب تذكاري في الذكرى الثامنة لهجمات سبتمبر

وزعت قطع منها على مطارات ومتنزهات في مختلف المدن والولايات

TT

عندما دنا جيف كوكس، وهو صبي يبلغ من العمر 15 عاما مرشح للحصول على وسام «إيغل سكوت» الكشفي في مدينة ويندرميرا بولاية فلوريدا، من عمدة المدينة الصغيرة وعرض عليه أفكارا لإجراء تحسينات على متنزه للمساعدة في الحصول على وسام، قال له العمدة إن هذه المشروعات تم تغطيتها بالفعل. ويقول العمدة غاري برون: «عاد مرة أخرى وقال (هل تحب المدينة إقامة نصب تذكاري إذا تمكنت من الحصول على حديد من مركز التجارة العالمي؟)» ويضيف: «فوجئت، وقلت (أيها الصبي، ستطير المدينة فرحا لو كان فيها شيء كذلك). فقال (اعتقد بأنني في حاجة إلى مساعدة من المدينة، فلا اعتقد بأنهم سوف يعطون ذلك لي). مع اقتراب موعد الذكرى السنوية الثامنة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، والتي تحل يوم الجمعة، أصبح متاحا الحصول على أجزاء من أنقاض مركز التجارة العالمي بصورة لم يكن مسموحا بها من قبل. وهناك حملة من أجل تسريع العملية وزيادة كمية القطع التي تصرف من هذه الأنقاض. وسوف تدعو هيئة الميناء بنيويورك ونيوجرسي، التي تمتلك هذا الحديد، أقسام الشرطة والمطافئ ورؤساء البلديات وغيرهم من القيادات في المدن الكبرى والصغرى في مختلف أنحاء البلاد إلى طلب الحصول على قطع لإقامة نصب تذكارية. وقامت هيئة الميناء برفع 25 طلبا خلال العام الماضي، ولديها أكثر من اثني عشر طلبا محل النظر. وخلال الأسابيع الأخيرة، قامت الشاحنات بنقل أعمدة من الصلب تزن مئات الأرطال إلى مدينة يورك بولاية بنسلفانيا ومدينة ويسترفيل بولاية أوهايو. ونُقلت قطعة أصغر عبر البحر إلى مكاتب الدفاع الجوي التابعة للقوات الجوية الأميركية في مدينة روما بنيويورك. ويقول كريستوفر ورد، المدير التنفيذي بهيئة الميناء: «الطريقة المثلى التي يمكننا من خلالها أن نكرم هؤلاء الذين فقدناهم في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) هي أن نجد مكانا للنصب التذكاري لمركز التجارة العالمي وأماكن داخل المدن الكبرى والصغرى في مختلف أنحاء البلاد لمئات القطع الأثرية التي تمكننا من المحافظة عليها على مدار الأعوام».

وتأمل هيئة الميناء في أن يكون هناك اهتمام أكبر في الحصول على الصلب مع الإعلانات الجديدة في مجلات الشرطة والمطافئ والبلديات. ويوجد ما يصل بين 1800 قطعة و2000 قطعة، نصفها من القطع الكبيرة جدا، والتي يمكن أخذها على نفقة المستلم. ولا يشمل ذلك 200 قطعة تقريبا، من أكثر القطع شهرة وبروزا والتي أخذها المتحف والنصب التذكاري لـ11 سبتمبر القومي. ومن بين الطلبات محل النظر، طلب من لاس فيغاس حيث يريد متحف الاختبارات الذرية قطعة تبلغ 79 بوصة لوضعها في صندوق خاص، وطلب من جامعة شرق كنتاكي للحصول على قطعة يبلغ طولها قدم ونصف قدم. وهناك أيضا طلب من هيئة تضم إدارات الإطفاء في فرنسا.

وكتب الكولونيل يفيس بوسير، من إدارة المطافئ الإقليمية: «تود مطافئ سانت إتين عرض قطعة آثار من مركز التجارة العالمي لتكريم الضحايا والمدنيين ورجال الإطفاء الذين ارتبطوا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)». وتم تخزين القطع، التي يبلغ وزن بعضها أطنانا، فيما لا يتعدى البعض الآخر حجم صفيحة معدنية في حجم علامة جانبية في أحد الشوارع، في الحظيرة 17 بمطار كنيدي الدولي. وتم تقسيم الحظيرة التي تبلغ مساحتها 80,000 قدم مربع باستخدام العديد من الخيام البلاستيكية الكبرى، وتستخدم آلات لمعالجة الرطوبة حتى لا يصدأ الصلب. وفي إحدى الخيام، توجد سيارة شرطة تابعة لمدينة نيويورك في أحد الأركان كما لو كان قد وطأ عليها شيء.

وسيقوم لي ليلبي، وهو رئيس رابطة عائلات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، بإرسال خطابات إلى هيئات الأمن العام يعرض عليها القطع الأثرية. ويقول: «أي مدينة مخلصة كبيرة أو صغيرة أو مقاطعة أو ولاية أو مؤسسة أو دولة أخرى فرنسا أو باريس أو ليون، سوف تريد قطعة من الصلب، سيكون علينا أن نحتويها».

ويذكر أنه في الأعوام التي تلت الهجمات مباشرة، ذهبت قطع أثرية تعود للهجمات إلى العديد من الكيانات، ولكن لم يتم تسليم طلبات من قبل أي منظمة، حسب ما تقوله هيئة الميناء. وتشترط الهيئة وصفا تفصيليا في كل طلب للطريقة التي سوف يتم بها عرض قطعة الصلب. ولا يمكن للأفراد الحصول على القطع الأثرية، فالأمر يقتصر على المدن والمنظمات. ويجب أن يوافق على الطلبات القاضي ألفين هيلرستين من محكمة المنطقة الفيدرالية، والذي يشرف على قضايا الموت الخطأ التي كانت نتيجة للهجمات. وعلى الرغم من أن الصلب ينظر إليه على أنه دليل محتمل في هذه القضايا، فقد تم الانتهاء من الاختبارات على الصلب في 2005. ومنذ ذلك الحين وافق القاضي على جميع الطلبات ولا توجد إشارة إلى أنه سوف يقوم بشيء غير ذلك خلال الطلبات القائمة. وتأتي الطلبات في صياغة مهذبة، وعلى سبيل المثال جاء في خطاب من عمدة ورئيس نصب تذكاري في غلينز فالز بنيويورك: «ما نحتاجه هو قطعة من الصلب 1 قدم في 1 قدم في 4 قدم طولا. إنها قطعة صغيرة من الصلب لتملأ قلوبنا الكبيرة.» وفي مدينة ويتشتا بولاية كنساس، تنتظر إدارة أمن المواصلات نقل قطعة من الصلب يبلغ وزنها 600 رطل. ويخطط المسؤولون إلى تقطيعها إلى ثماني قطع وعرض كل قطعة في أحد مطارات الولاية. ويقول كيث أسبورن، مدير الأمن: «معظم هذه عبارة عن مطارات صغيرة جدا».

وسوف يتم عرض قطع من الصلب في متنزهات على بعد 20 ميلا تقريبا داخل ولاية أوهايو، ويقع أحد هذه المتنزهات بالقرب من مقر إدارة المطافئ في ويسترفيل والمتنزه الآخر في هيليارد، التي اختارت ثلاث قطع.

* خدمة «نيويورك تايمز»