كينيا: إحباط 3 هجمات إرهابية لـ«الشباب» و«القاعدة» أثناء زيارة كلينتون الشهر الماضي

إحداها كانت تستهدف فندقا نزلت فيه وزيرة الخارجية الأميركية

TT

قالت شرطة مكافحة الإرهاب الكينية إنها أحبطت ثلاث هجمات إرهابية كانت ستنفذ بشكل متزامن، أثناء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للعاصمة الكينية نيروبي، في الفترة ما بين 4 و7 من الشهر الماضي، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي لمجموعة «أغوا»، ولقاء الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد. ونقلت صحيفة «دايلي نيشن» اليومية الواسعة الانتشار عن مسؤول رفيع المستوى من وحدة مكافحة الإرهاب الكينية أن من بين الأهداف التي كان الإرهابيون يستهدفونها فندق «انتركونتيننتال» الذي نزلت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها الأخيرة لكينيا.

وأضاف المسؤول الأمني الكيني الذي طلب عدم الكشف عن هويته «إن خطة تلك الهجمات قد دبرت من داخل الصومال، وأضاف «إن خلية إرهابية كانت مرتبطة بحركة الشباب في الصومال قد خططت لتنفيذ ثلاث هجمات إرهابية متزامنة خلال زيارة كلينتون إلى نيروبي». وذكر المسؤول أنه «تم إحباط جميع تلك الهجمات الإرهابية من قبل السلطات الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب الكينيين، قبل أن يعبر المهاجمون الحدود الكينية ـ الصومالية حيث اعترضت السلطات الاتصالات بين المتآمرين لهذه العملية والمتواطئين معهم في نيروبي لتنفيذ عملياتهم الإرهابية». وصرح المسؤولون الأمنيون الكينيون أيضا حسبما ذكرت الصحيفة الكينية بأن العقل المدبر لتلك الهجمات الفاشلة كان على اتصال مع «صالح علي نبهان» وهو واحد من أكثر المطلوبين من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية الـ«سي آي إيه» في شرق أفريقيا، والمتهم في التورط في الهجمات التي استهدفت السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. كما أن نبهان يمثل أحد قيادات تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا وهو من أصل كيني.

وللاطمئنان أبلغ المسؤولون الأمنيون الكينيون تفاصيل الخطوات الأمنية التي تم اتخاذها إلى ضباط الحرس الرئاسي والوفد المرافق لهم. حيث تم إغلاق الشوارع المحيطة بالفندق وتلك المتاخمة لمركز كينياتا الدولي للمؤتمرات، الذي عقد فيه الاجتماع، أمام حركة المرور العادية كجزء من الإجراءات الأمنية. وتقاسمت أجهزة الأمن الكينية مع أجهزة الأمن الأميركية المعلومات المتعلقة بهذا التهديد وكيف أحبطته السلطات الكينية وتم توثيقها للتداول في الدوائر الأمنية العليا.

ووفقا للمسؤولين الأمنيين كما تقول صحيفة «دايلي نيشن» الكينية تم اعتقال خمسة أشخاص من المشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات، وأن أحد الموقوفين يحمل وثائق دانماركية ويعتقد أنه من أصل صومالي، أما الأربعة الآخرون ومن بينهم امرأة فإنهم يحملون وثائق هوية كينية، لكنه يعتقد أنها وثائق مزورة، ويجري التحقيق معهم حاليا للتعرف على هويتهم الحقيقية، وما إذا كانوا مرتبطين بحركة الشباب الصومالية، أو تنظيم القاعدة. وكانت الحكومة الكينية قد أبدت أكثر من مرة مخاوفها من التعرض لهجمات وتفجيرات بسبب ما وصفته من احتمال تسلل مقاتلين من الجماعات الإسلامية الصومالية المسلحة. وكانت السفارات الغربية في نيروبي أخذت احتياطات أمنية مشددة خلال الفترة الأخيرة بسبب تصاعد المخاوف من تعرضها لهجمات وتفجيرات إرهابية. وأفادت مصادر أمنية كينية أن حراس السفارات الغربية متيقظون وبشكل قوي خوفا من أي هجمات محتملة، وقد تزايدت هذه المخاوف بعد ظهور معلومات تحدثت عن مسلحين من الجماعات المتمردة في الصومال تسللوا إلى معسكرات اللاجئين داخل كينيا، وينظر إلى كينيا على نطاق واسع كجبهة أمامية ضد التطرف المتنامي في الصومال.

وتقول صحيفة «دايلي نيشن» إنها علمت بأن معاونين يعيشون في ممباسا ومناطق في نيروبي قاموا بتسهيل تواجد عناصر من حركة الشباب في كينيا، ويحقق مسؤولو مكافحة الإرهاب في كينيا حاليا في كيف تمكن مواطنون صوماليون من رشوة مسؤولين في المكاتب الحكومية الكينية للحصول على وثائق الهوية الكينية. وتضيف الصحيفة أنها اطلعت على وثائق أمنية حكومية تؤكد أن هناك عناصر من ناشطي حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة سعوا في الآونة الأخيرة لاختراق نظام العدالة في كينيا من خلال الذهاب إلى المحكمة لمنع ترحيل شركائهم».

وتقول السلطات الأمنية الكينية «في الماضي كانت الأهداف الحقيقية للهجمات الإرهابية ضد مصالح غربية في كينيا، إلا أن قيادة تنظيم القاعدة اعتبرت كينيا منذ الحين هدفا جديدا، ولذلك خطط تنظيم القاعدة ضرب أهداف في قلب نيروبي خلال ساعات الذروة أثناء اجتماع «أغوا» في الخامس من الشهر الماضي والذي شاركت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وقد تعرضت كينيا لسلسة من الهجمات الإرهابية، كانت أولاها هجمات الـ7 من أغسطس (آب) عام 1998 عندما وقعت هجمات تفجيرية متزامنة في السفارات الأميركية في نيروبي ودار السلام مما أسفر عن مقتل قرابة 250 شخصا وإصابة نحو 5 آلاف آخرين، وفي الـ29 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2002 ضربت هجمات أخرى مدينة «ممباسا» الساحلية عندما اقتحمت سيارة مفخخة مشحونة بالمتفجرات فندق «باراديس كيكامبالا» مما أسفر عن مصرع 15 شخصا، كما نجت طائرة إسرائيلية كانت تقلع من مطار موى الدولي في «ممباسا» في نفس اليوم من محاولة لإسقاطها، ووجهت التهمة إلى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء جميع هذه الهجمات التي قيل إنه تم التخطيط لها من داخل الصومال.