إيران تلغي احتفالات كبرى في رمضان خوفا من استغلالها من قبل المحتجين

من بينها حظر إلقاء الخطب في قم.. وإلغاء احتفالات تقليدية عند قبر الخميني

TT

عمد المسؤولون الإيرانيون إلى إلغاء وتقليص نطاق احتفالات دينية كبرى خلال شهر رمضان الكريم، مما يوحي بمخاوفهم من إمكانية أن تستغل المعارضة هذه الاحتفالات في تنظيم مظاهرات. على سبيل المثال، أعلن قسم شؤون العلاقات العامة داخل قبر آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، أن احتفالات تقليدية كان من المقرر تنظيمها خلال عطلة نهاية الأسبوع القادم في قبر الإمام الخميني بجنوب طهران ألغيت «بسبب بعض المشكلات». في الوقت ذاته، تبدلت مناسبة إلقاء المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، خطابا احتفالا بحلول نهاية شهر رمضان، كما جرت العادة، من احتفالية كبرى إلى حدث أصغر بكثير، حسبما أفادت صحيفة «إتيماد»، وهي صحيفة معارضة للحكومة.

داخل قم، معقل التعليم الديني في إيران، تم إخطار العديد من رجال الدين البارزين، الذين يدعمون في هدوء المعارضة، بأنه تم حظرهم من إلقاء خطب خلال احتفالية ستقام الأربعاء، حسبما ورد بوكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية. ورغم عدم اندلاع أي مظاهرات كبرى منذ يوليو (تموز)، تكشف إجراءات إلغاء الاحتفالات وتبديل المواقع أن القلق ما زال يساور القادة الإيرانيين حيال المظاهرات التي نظمها أنصار المرشحين الرئاسيين المهزومين، مير حسين موسوي ومهدي كروبي. ومن ناحيتهما، يؤكد المرشحان السابقان وأنصارهما أن الفوز الانتخابي الكاسح الذي أحرزه الرئيس محمود أحمدي نجاد في الانتخابات التي انعقدت في 12 يونيو (حزيران) زائف، وهو ادعاء تنفيه الحكومة. كانت المظاهرات التي اشتعلت في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) بمثابة صفعات قوية للحكومة، لكن حملات الإجراءات الصارمة التي جرى شنها نجحت على الحفاظ على هدوء نسبي في الشوارع لفترة تتجاوز الشهر. وفي إطار بيان أصدره السبت، حث موسوي أنصاره على الضرب على أيدي «الغشاشين»، بينما دعا كروبي الإيرانيين إلى التظاهر في 18 سبتمبر (أيلول)، في ذات الفترة المحددة لتنظيم مسيرات رسمية ضد إسرائيل. وأعلن الأسبوع الماضي: «سنشهد (يوم القدس) مجددا قوة الشعب ونرى إلى أي جانب يقف الشعب»، وذلك في إشارة إلى مسيرة رسمية تخرج سنويا، طبقا لما نشرته صحيفة «سارمايه». من ناحية أخرى، كان من المقرر أن يلقي الرئيس السابق، محمد خاتمي، أحد أنصار موسوي، كلمة خلال الاحتفالات الدينية التي تبدأ غدا الأربعاء في قبر الخميني، لكن تم منعه من القيام بذلك، وطبقا لصحيفة «إتيماد»، كان ينوي حضور المناسبة ملايين الأفراد. جدير بالذكر أن الاحتفالية يجري تنظيمها سنويا من جانب حفيد الخميني، حسن، 37 عاما، وهو رجل دين يدعم موسوي. وعد حسن الوصي الرسمي على قبر جده. على الجانب الآخر، دعا أنصار أحمدي نجاد بين قادة الحرس الثوري وأئمة المساجد والمشرعين المتشددين مرارا إلى إلقاء القبض على موسوي وكروبي وخاتمي، الذين يتهمونهم بتزعم مخطط مدعوم من قوى خارجية لإسقاط الحكومة. وفي إطار أكثر الهجمات صراحة ضد خاتمي حتى الآن، اتهم قائد فيالق الحرس الثوري، محمد علي جعفري، الأربعاء، الرئيس السابق بأنه أحد منظمي المظاهرات، وأضاف أن المظاهرات استهدفت خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية. وتلا جعفري ما ادعى أنه نص محادثة هاتفية، قال خلالها خاتمي: «سنصل إلى نظام به مرشد أعلى ضعيف، أو بدون مرشد أعلى على الإطلاق». وقال جعفري إن قواته توافرت لديها معلومات حول وجود مخطط قبل عقد الانتخابات بستة أشهر. من ناحيته، رد خاتمي الهجوم الأحد، حيث أعلن: «إننا نعارض أولئك، من باسم معارضة الليبرالية الغربية، يحاولون إجبار الناس على السير على نهجهم المفضل باستخدام أساليب فاشستية وأفكار استبدادية»، طبقا لما ورد في «برلمان نيوز»، القريبة من فصيل برلماني يسيطر عليه أنصاره. وأضاف: «أحذر كل أنصار النظام بشأن ضرورة إعادة كسب الثقة العامة قبل ضياع كافة الفرص».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»