كرزاي: مستعد لحوار مصالحة خلال 100 يوم.. وينتقد غارة قندز بشدة

عمليات تزوير لصالح الرئيس الأفغاني من خلال مكاتب تصويت وهمية

طالبتان أفغانيتان في مدرسة خوراسان بمزار شريف تحاولان تجنب عدسة التصوير تحت ملصق انتخابي علق داخل المدرسة أمس, في وقت زاد فيه الحديث عن عمليات التزوير والانتهاكات بالانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي «ا.ب»
TT

أعلن الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حميد كرزاي أمس عزمه على إجراء «حوار مصالحة وطنية» مع حركة طالبان إذا أعيد انتخابه، في «الأيام المائة الأولى» من ولايته الرئاسية الجديدة.

وقال كرزاي «انه أمر سأفعله في الأيام المائة الأولى». موضحا أنها «ليست مسألة حوار مع طالبان الذين لن يتخلوا عن علاقاتهم مع القاعدة أو يرفضون الاعتراف بالدستور الأفغاني». وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة الأحد تقدم كرزاي بـ48.6% من الأصوات بعد فرزها في 74.2% من مكاتب التصويت. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية الأفغانية نور محمد نور انه «تم إلغاء نتائج 447 مكتب تصويت، من أصل 25450 مكتبا في مختلف أنحاء البلاد بسبب حصول تزوير».

ووجه الرئيس كرزاي انتقادات شديدة للغارة الجوية التي أمر بها الجيش الألماني في شمال أفغانستان الأسبوع الماضي وأودت بحياة العشرات. وقال كرزاي في تصريحات نشرتها صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية الصادرة أمس، «أي تقدير خاطئ هذا.. أكثر من 90 قتيلا من أجل شاحنة وقود عادية لم تكن قادرة على التحرك». وأضاف الرئيس الأفغاني، «لماذا لم يرسلوا قوات برية من أجل استعادة الشاحنة؟».

وقال كرازاي إن قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال اعتذر له هاتفيا عن هذه الواقعة وأكد له أنه لم يأمر بالغارة. واتهم كرزاي أيضا في المقابلة الصحافيين الغربيين بمحاولة زعزعة حكومة أفغانستان من خلال نشر تقارير عن عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي. وقال الرئيس الأفغاني، «من المحبط جدا أن وسائل الإعلام البريطانية والأميركية لم تحترم هذه الانتخابات. يحاول هؤلاء الصحافيون زعزعة الحكومة الأفغانية المقبلة. إذا كان هدف تلاعب وسائل الإعلام هو تنصيب حكومة عميلة فلن يجدي هذا نفعا». واتهم كرزاي، الذي حقق تفوقا ملموسا في عملية فرز الأصوات، أيضا الحكومة الأميركية باستخدام اتهامات فساد لا أساس لها ضد عائلته وأعوانه لتجعل منه شخصا سهل الانقياد. ومضى كرزاي في قوله إن «هجوم الأميركيين على كرزاي أسلوب ليس خفيا، لأنهم يريدون أن يجعلوه منصاعا أكثر... إنهم مخطئون. ليس في مصلحة أحد أن يصبح الرئيس الأفغاني ألعوبة أميركية». من ناحية أخرى ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس أن أنصار الرئيس كرزاي قاموا قبل الانتخابات الرئاسية في 20 أغسطس (آب) بتسجيل مئات مراكز التصويت الوهمية احتسبت فيها لاحقا مئات إلى آلاف الأصوات لصالح الرئيس الأفغاني. ونقلت الصحيفة عن موظفين أفغان وغربيين لم تذكر هويتهم انه تم إحصاء ما لا يقل عن 800 من مراكز التصويت الزائفة هذه التي لم تكن موجودة سوى على الورق. وقال موظفون محليون انه تم احتساب مئات إلى آلاف الأصوات المؤيدة لكرزاي في كل من هذه المراكز الوهمية، بحسب الصحيفة. وقال دبلوماسي غربي للصحيفة «نعتقد أن حوالي 15% من مكاتب التصويت لم تفتح أبوابها إطلاقا يوم الانتخابات، لكنه أعلن عن آلاف الأصوات فيها لصالح كرزاي».

كذلك سيطر مناصرون لكرزاي على حوالي 800 من مكاتب التصويت التي كانت قائمة ليسجلوا فيها عشرات آلاف الأصوات الزائفة لصالح الرئيس، وفق نيويورك تايمز. والنتيجة بحسب الصحيفة أن الأصوات المؤيدة لكرزاي في بعض المناطق قد تفوق عدد الأصوات الفعلية التي فاز بها بنسبة تصل إلى عشرة أضعاف. وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة الأحد تقدم كرزاي بـ48.6% من الأصوات بعد فرز الأصوات في .274% من مكاتب التصويت. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية الأفغانية نور محمد نور انه «تم إلغاء نتائج 447 مكتب تصويت، من أصل 25450 مكتبا في مختلف أنحاء البلاد بسبب حصول تزوير». وأضاف ان ذلك «قد يمثل نحو مائتي ألف صوت».

وطالبت حركة طالبان بتحقيق مستقل في واقعةا لغارة الجوية المميتة التي أمرت بها القوات الألمانية في شمال البلاد يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل العشرات. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد أمس الاثنين، «نطالب الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان بالحضور وفحص الواقعة بهدف وقف عمليات القتل الجماعي المشابهة».