الرجل القوي في شينغيانغ.. كل الأنظار عليه بعد الاضطرابات الأخيرة

السكان يطالبون بإقالة رفيق رئيس الصين في الدراسة.. وسط تشكيك باستحالة تحقق الأمر

TT

عندما تجمع الضيوف بزفاف عائلة زانغ في مطعم «فينيكس هول» بمدينة أرومتشي ليلة السبت كان هناك موضوع واحد للمناقشة: هل سيبقى أم يرحل؟. لم يكن بالطبع العريس هو محل السؤال، وإنما وانغ لكوان رئيس الحزب الشيوعي المحلي.

لم يكن دور وانغ باعتباره الرجل الأقوى الذي يحكم منطقة «شينجيانغ» المنطقة متعددة الأعراق في غرب الصين خلال الخمس عشرة سنة الماضي خفيا على أحد، لكن في الأسبوع الماضي، خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع مطالبين باستقالته، وكان أغلبهم من قومية الهان الغاضبة بسبب سلسلة من الهجمات والطعنات بالحقن، نسبت لأقلية الأويغور، وكانوا يشتكون من أن وانج أفسد ردود الفعل تجاه أحداث الشغب العرقي في بداية يوليو (تموز) الماضي التي قالت الحكومة إنها خلفت 197 قتلى معظمهم من قومية الهان.

ويعد انخفاض شعبية وانج خبرا سيئاً بالنسبة لحكومة الصين المركزية؛ حيث كان وانج رفيق دراسة هو جينوتو، الرئيس الصيني والأمين العام للحزب الشيوعي، في الأكاديمية المركزية للحزب التي تقوم بتدريب كبار المسؤولين. كما كانت بكين تعتمد على وانج في ألا ينتشر الغضب الكامن منذ زمن بين أقلية الأويغور المسلمة في شينجيانغ حتى لا يمثل تهديدا للاستقرار السياسي في الصين، لكن أعمال الشغب التي وقعت في يوليو الماضي والاحتجاجات المستمرة حطمت تلك الثقة. وإضافة إلى ذلك، فإن الحزب الشيوعي عازم على إرساء الاستقرار أكثر من أي وقت مضى وإحكام قبضته على السلطة بمناسبة احتفالات العيد الستين لتأسيس جمهورية الصين المقررة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وهذا هو السبب الذي يجعل الناس في أورومتشي تعتقد أن وانج لن يستمر لأكثر من شهر في منصبه، كما يعتقد العديد من سكان شينجيانغ أن وانج على خلاف مع بكين، لأنه لم يظهر على شاشات التلفزيون منذ احتجاجات العام الماضي.

لكن المحللين يقولون إن إزاحة وانج أمر مستحيل. ويقول راسل لي موسى المحلل السياسي ببكين: «كرئيس لحزب محلي، لن يتم إزاحتك إلا إذا كنت فاسداً أو ميتاً». وكعضو في البولتبارو (ذروة الهرم السياسي في الصين)، لا يمكن إزاحة وانج إلا من خلال اقتراع بالأغلبية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي يعقبه قرار تتخذه البولتبارو. ومن جهة أخرى، سوف يرسل قرار بإزاحة مسؤول كبير مثل وانج رسالة إلى ما راء شينجيانغ تفيد بأن الشعب الصيني يستطيع الضغط للتخلص من المسؤولين، وهو مفهوم يتعارض مع صلب النظام السياسي للدولة.

ويذكر أنه تم إبدال عدد كبير من المسؤولين خلال العام الماضي نظرا لإساءتهم التعامل مع المظالم المحلية، لكن الحكومة كانت حريصة على عدم الإعلان عن ارتباط تلك الإجراءات بالاحتجاجات العنيفة، وبالتالي سيكون على الحكومة مهمة استعادة ثقة قومية الهان في أورومتشي الذين يعتقد العديد منهم أن الحكومة لم تكن حازمة بما يكفي مع المشاركين من قومية الأويغور في أحداث الشغب التي وقعت في يوليو.

وعلى الرغم من أن الهدوء المحفوف بالتوتر ساد المدينة تحت وطأة الحضور المكثف لقوات الشرطة فإن بعض أفراد قومية الهان بشنجيانغ ما زالوا في حالة استنفار. وقد حاولت السلطات تهدئة مواطني الهان في أورومتشي في الإجازة الأسبوعية من خلال فصل سكرتير الحزب بالمدينة ورئيس الشرطة الإقليمية.

وبمجرد بدء ضيوف الزفاف في الوصول، وصلتهم أنباء باستبدال لي زي سكرتير الحزب بـ«زو هاليون»، رئيس لجنة القانون والنظام بشنجيانغ. ولكن وفقا لكي وي، أحد ضيوف الزفاف، فإن هذا لم يكن كافيا، وقال: «يجب على وانج أن يرحل. أنا أثق في لي زي وزو هالون، لكنني لا أصدق أي كلمه يقولها وانج لكان».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»