إيران تسلم مقترحاتها للغرب.. والبرادعي يحذرها: لا يمكن رفض الحوار مع أميركا

متقي سلم الأفكار الإيرانية لسفراء دول مجلس الأمن وألمانيا.. وإرسال نسخة إلى سولانا

متقي لدى تقديمه حزمة المقترحات الإيرانية الجديدة إلى سفراء دول مجلس الأمن وألمانيا والسفيرة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

سلمت إيران حزمة أفكارها الجديدة المرتقبة التي سيتضح خلال الأيام المقبلة ما إذا كانت ستشكل أساسا للتفاوض بينها وبين الغرب بالإضافة إلى حزمة أفكار دول «3 +3». وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سلم المقترحات للمبعوثين الدبلوماسيين لبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وسويسرا، التي تمثل المصالح الدبلوماسية الأميركية في طهران. فيما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أنه في نفس الوقت قام السفير الإيراني في بروكسل بتسليم حزمة المقترحات إلى خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. ولم يكشف متقي أمس أي تفاصيل عن حزمة الأفكار الإيرانية الجديدة، فيما تحفظت العواصم الغربية عن مناقشتها قبل الاطلاع عليها بشكل مفصل. وقال مسؤولون إيرانيون خلال الأيام الماضية إن حزمة الأفكار تحتوي على موقف إيران إزاء مواجهة «التحديات العالمية» ومدى استعداد طهران للتعاون مع الغرب من أجل ضمان سلام عالمي. ورغم تقديم إيران لحزمة أفكارها الجديدة، هناك مخاوف من أن تكون إيران تجاهلت تقديم مقترحات محددة في حزمة الأفكار حول برنامجها النووي، أو تكون تجاهلت في الحزمة معالجة المطلب الغربي الرئيسي المتمثل في ضرورة وقف إيران لبرنامج تخصيب اليورانيوم المثير للجدل. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد شدد مرارا في الأشهر الثلاثة الأخيرة على أن طهران لن تجري محادثات نووية سوى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فيما قال قبل 3 أيام إن «الملف النووي أُغلق وإنه لا نقاشات حوله».

غير أن المسؤولين الإيرانيين شددوا أيضا على أن طهران توافق على استئناف المفاوضات مع مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) زائد ألمانيا لبحث «مشكلات العالم الكبرى». وعبر الاتحاد الأوروبي في فيينا أمس عن «قلقه الكبير» لاستمرار طهران في رفض الكشف عن طبيعة ابحاثها التي يشتبه أنها تهدف إلى صنع صاروخ نووي.

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض أمس إن على إيران إحراز تقدم باتجاه إنهاء نشاطاتها النووية «غير الشرعية». وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض على متن الطائرة الرئاسية في أثناء توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيويورك: «أعتقد أن على إيران تحمل مسؤولياتها وإنهاء برنامجها النووي غير المشروع». وأضاف: «هذا ليس رأي بلد واحد فقط بل إنه رأي العالم. نأمل أن نراهم يحققون تقدما بهذا الاتجاه».

وفي لهجة تحذيرية قال المدير العام لوكالة الطاقة الذرية إنه «لا يمكن لإيران رفض» عرض الحوار مع الولايات المتحدة. وقال البرادعي إن إيران «لا يمكنها وعليها أن لا ترفض» عرض الحوار الذي اقترحته الولايات المتحدة لتسوية النزاع مع الاسرة الدولية حول برنامجها النووي.

وتابع البرادعي موجها كلامه إلى الممثل الإيراني خلال جلسة مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «العرض الأميركي يجب أن لا يُرفض ولا يمكن أن يرفض لأنه من دون شروط مسبقة. وآمل في أن يكون ردكم إيجابيا».

وكانت وكالة الطاقة الذرية قد أكدت في تقريرها الأخير أن إيران أنتجت «ما لا يقل عن 1430 كلغ من هكسافلورايد اليورانيوم (يو إف 6) القليل التخصيب»، بعدما قدرت الوكالة في الربيع الكمية التي جمعتها إيران من هذه المادة بـ1339 كلغ. ويقدر الخبراء أن 1000 إلى 1700 كلغ من هذا النوع من اليورانيوم كافية لانتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلة ذرية.

وتنفي إيران أن يكون لبرنامجها أهداف عسكرية وترفض تجميد نشاطات التخصيب رغم صدور خمسة قرارات عن مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد نصت ثلاثة منها على عقوبات. وكشفت الوكالة الذرية في تقريرها الأخير أن طهران أبطأت إنتاج اليورانيوم المخصب واستخدمت هذا الصيف 4592 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، أي أقل من الربيع بـ328 جهازا. غير أن بعض الدبلوماسيين الغربيين لفتوا إلى أن تخفيض الإنتاج هذا قد يكون ناتجا عن أعطال فنية. ويُستخدم اليورانيوم المخصب كوقود نووي لإنتاج الطاقة الكهربائية، غير أنه يمكن استخدامه عند تخصيبه بنسب عالية لصنع السلاح النووي. لكن البرادعي سعى للطمأنة بهذا الصدد فقال أمس: «إننا قلقون للغاية، لكن ليس هناك ما يدعو للهلع لأننا لم نشهد تحويلا لمواد نووية ولم نرَ عناصر أسلحة نووية. ليس لدينا معلومات بهذا الصدد».

وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إن «تحدي طهران المتواصل ورفضها السافر» لتعليق التخصيب وتفاديها التفاوض كما طالبت قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ عام 2006 هو أمر غير مقبول».

وقال السفير الألماني روديجر لوديكينغ متحدثا باسم فرنسا وبريطانيا: «رد إيران حتى الآن ليس إيجابيا ولا مرضيا. ندعو إيران مجددا للدخول في مفاوضات ذات معنى بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي شامل. يجب أن تنتهز إيران الفرصة المتاحة الآن». يُذكر أن آخر اجتماع بين إيران وما يسمى بمجموعة «5+1» عُقد في يوليو (تموز) 2008 في جنيف، بمشاركة وكيل وزارة الخارجية الأميركية ويليام بيرنز.