وزير الإعلام اليمني: اعتقال 100 من الحوثيين وتقديمهم للمحاكمة قريبا

حرب شوارع في المدينة القديمة بصعدة والسلطات تعلن تطهير الجبل الأحمر

صورة من شريط فيديو وزعه مكتب عبد الملك الحوثي لأنصاره وقد استولوا على سيارة عسكرية (أ.ف.ب)
TT

تتخذ الحرب الدائرة في محافظة صعدة اليمنية، بين القوات الحكومية والحوثيين بعدا جديدا، بامتدادها إلى مدينة صعدة، مركز المحافظة، وتحديدا المدينة القديمة، التي تشهد معارك هي أقرب إلى حرب الشوارع، منها إلى الحرب النظامية. ونفى وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، حسن أحمد اللوزي، أن تكون الحكومة تراجعت عن شروطها الستة التي وضعتها من أجل إيقاف الحرب مع الحوثيين في محافظة صعدة. وجدد اللوزي التأكيد على ضرورة التزام الحوثيين بتلك الشروط التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا في اليمن التي يرأسها الرئيس علي عبد الله صالح، مؤكدا أن إعلان الحكومة اليمنية قرار تعليق العمليات العسكرية، لا يعد تراجعا عن الشروط الستة. وقال اللوزي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «عناصر التمرد لم تلتزم بقرار تعليق العمليات وتعمدت ارتكاب خروقات منذ الساعات الأولى للقرار وأنه لا يوجد أي نوع من التراجع في موقف القيادة السياسية والحكومة، المبدئي والثابت، بالنسبة لتنفيذ النقاط الست»، وهي النقاط التي اعتبرها اللوزي «كفيلة بتحقيق السلام في محافظة صعدة»، مشددا على أن الشروط الستة المطروحة «ليست للحوار أو التباحث، وإنما للتنفيذ، كونها مطالب دستورية وقانونية وشرعية».

وأكد اللوزي الذي سماها بـ«عصابات التخريب»، أنها «منيت بخسائر كبيرة في جميع العمليات التي قامت بها»، وكان آخرها «تدمير محطات وأبراج الاتصالات ومعدات البث في الجبل الأحمر، حيث تم القضاء على فريق العصابة الذي قام بالاعتداء على الموقع الخاص بمشروع الاتصالات والتلفزيونات في موقع الجبل الأحمر».

وفي حين كشف اللوزي أن هناك أكثر من مائة من عناصر التخريب والتمرد تم القبض عليهم وهم رهن التحقيق حاليا وسيقدمون للنيابة تمهيدا لإحالتهم إلى محاكمات عاجلة ليقول القضاء كلمته فيهم، ومن بينهم قيادات رئيسية للتمرد، فقد أكد مصدر عسكري يمني مسؤول أن وحدات الجيش والأمن أحبطت محاولة لتسلل من وصفوا بـ«عناصر الإرهاب والتمرد الحوثية» على موقع في جبل القيس، وأنها كبدتهم «خسائر بشرية كبيرة». وذكر المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن القوات المسلحة «قامت خلال اليومين الماضيين بعملية تطهير شاملة للجبل الأحمر وكانت عناصر إرهابية قد تسللت إليه، وقامت بتدمير بعض الهوائيات والإرسالات الخاصة بالاتصالات، ووجهت ضربة موجعة لتلك العناصر بالطيران، حيث قتل الكثير منهم أثناء تلك المواجهة وتم تطهير الجبل منهم وتمركزت وحدات عسكرية فيه»، وكذا قيام تلك الوحدات بإصابة «مجاميع لعناصر التمرد والتخريب في المنطقة الواقعة شمال جبل العصائد ومفرق برط»، والسيطرة على عدد من المباني وتدمير عدد من «الأوكار التي كانت تتحصن فيها عناصر التمرد والتخريب بالقرب من قطاع المقاش»، في محافظة صعدة.

وأكدت مصادر محلية في صعدة أن قوات الجيش والأمن قصفت عددا من الأماكن التي يوجد فيها الحوثيون في مناطق ومواقع من محافظة صعدة، وقالت المصادر إن وحدات من قوات المدفعية وجهت هجماتها في هذا القصف على الحوثيين في مناطق كهلان والملاحيظ وفي بني معاذ وذويب وغافرة والجزع وفي منطقة مران الجبلية وقال مصدر عسكري إن الجيش هاجم الحوثيين في بيت القحم وذي سلمان ودمر عددا من الأوكار والمواقع التي يتحصن فيها المتمردون في منطقة عيان والتبة السوداء واتهم المصدر الرسمي الحوثيين بإرغام المواطنين على التهجير من قرية جحزة وهو ما اضطر المواطنين إلى ترك منازلهم تحت تهديد السلاح فيما كانت قوات الجيش قد استعادت الجبل الأحمر الذي كان الحوثيون قد تمركزوا فيه ودمروا الهوائيات والارسالات الخاصة بالاتصالات ووجهت ضربات موجعة للحوثيين بقيام سلاح الطيران بقصف المواقع الحوثية في هذه المنطقة حيث تتمركز القوات الحكومية في الجبل الأحمر ذي الموقع الاستراتيجي وطرد الحوثيين منه وأصابت وحدات من قوات الجيش مجاميع من المسلحين الحوثيين في مفرق برط وجبل العصايد وسيطر الجيش على مبان وأوكار كان الحوثيون يتحصنون فيها بالقرب من منطقة المقاش، وقالت المصادر المحلية إن اشتباكات عنيفة بين المتقاتلين بعد أن هاجم المتمردون وحدات الجيش في الصمع حيث كان المهاجمون المسلحون يرومون من هذا الهجوم تأمين طرق الإمدادات من طريق وادي علاف فيم قتل في هذه المواجهات عدد من الأشخاص من الجانبين بينما قالت المصادر إن الحوثيين يحتشدون باتجاه مناطق العند والتمترس في منازل المواطنين بهدف إعاقة التقدم للقوات المسلحة صوب عدد المديريات من محافظة صعدة الواقعة في المحيط الذي توجد فيه الوحدات العسكرية والأمنية. وقالت المصادر إن الحوثيين عمدوا إلى قصف عدد من المناطق في مدينة صعدة في حي الشباب والكهرباء والجامعة مستخدمين مدافع الهاون ومستهدفين في الوقت نفسه مناطق الأبقور والأعروس وشهدت مناطق دماج مواجهات عنيفة مع المتمردين.

وفي الوقت الذي قتل في الحرب في صعدة قائد عسكري بارز هو محمد عبده صالح القحيف، قائد معسكر اللواء العسكري 105 مشاة، وعدد من ضباطه على يد الحوثيين، فقد أصدر وزير الدفاع اليمني، اللواء محمد ناصر أحمد، قرارا بترقية عدد من الضباط في الجيش اليمني، وذلك تقديرا لدورهم «البطولي» في مطاردة «فلول التمرد» في أحد مواقع القتال على الخط الرئيسي الذي يربط مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران وإنقاذ زملائهم الجرحى. وجاء تشييع هؤلاء الضباط الكبار في الجيش اليمني، بعد أيام قلائل فقط من تشييع زملاء لهم من ضباط الجيش اليمني بمختلف وحداته العسكرية، بعد أن قتلوا في الحرب الضروس في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان، بمحافظة عمران، الواقعة شمال العاصمة صنعاء.

لكن عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين في صعدة، اعتبر في بيان صادر عنه، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن السلطات اليمنية وبهجومها على مدينة صعدة القديمة، تقوم بما وصفه بـ«تغطية» هجومها، بما وصفه بـ«دعايات استخباراتية، هدفها تغطية جرائمها بحق المواطنين». وأضاف أن «ما يجري في صعدة هو مواجهة لمواطنين تستهدفهم السلطة وتعتقل العشرات منهم وتقوم بتفتيش منازلهم بصورة تهتك العرض والشرف»، قام على أثر ذلك المواطنون «بمواجهة العدوان، ومن أجل ذلك تحاول السلطة تغطية تلك الجرائم بدعايات استخباراتية بحتة هدفها تغطية تلك الجرائم والأهداف التي خلفها». مشيرا إلى أن مدينة صعدة التاريخية «مستهدفة من قبل السلطة منذ فترة» من أجل «طمس معالمها التاريخية ومسح هويتها الثقافية، وتقوم السلطة هذه الأيام بتنفيذ تلك الأعمال الإجرامية في مدينة يشهد لها التاريخ بأصالتها وتراثها وفكرها». وإن ما تناولته وسائل الإعلام عما يجري في مدينة صعدة القديمة «تحت إطار مواجهات معنا، هو كلام غير صحيح على الإطلاق، هدفه استهداف مدينة بكل تاريخها ومشاهدها». من جانبه، كشف وزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر القربي، عن دعم خارجي لتمرد الحوثيين في محافظة صعدة، وقال إن الأجهزة المختصة في اليمن تقوم، في الوقت الراهن، بجمع الدلائل، لكشف الدول التي تدعم، من وصفها بـ«عناصر فتنة التخريب والإرهاب في صعدة». وأعرب القربي، عقب مباحثات أجراها مساء أول من أمس (الثلاثاء) في القاهرة، مع أمين عام الجامعة العربية، عمرو موسى، عن «أملة في أن تعود تلك العناصر إلى صوابها وتوقف جرائمها وتجنح للسلام وفقا للنقاط الست المعلنة بما يكفل إنهاء فتنة التمرد»، مشيرا إلى أن «بإمكان هذه العناصر، إذا كانت لديها أية مطالب عادلة ومشروعة، أن تطرحها على الحكومة التي بدورها ستقوم بمعالجة تلك المطالب».

وأشار وزير الخارجية اليمني في مؤتمر صحافي في القاهرة، بعيد مشاركته في الاجتماعات الدورية لمجلس وزراء الخارجية العرب، إلى أن تلك العمليات العسكرية التي تشهدها محافظة صعدة اليمنية، فرضت على الحكومة «في ضوء تمادي وتصعيد عناصر التمرد لأعمالهم التخريبية والإجرامية البشعة، الأمر الذي اضطر الدولة إلى القيام بواجبها الدستوري والتدخل لمنع عناصر التخريب والإرهاب من الاستمرار في قتل المواطنين ونهب وتدمير المؤسسات العامة والخاصة».

إلى ذلك، اعتقلت السلطات اليمنية أربعة يمنيين بحوزتهم أسلحة قرب السفارة الأميركية في صنعاء كما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية على موقعها على الإنترنت دون القول ما إذا كانوا ينوون شن هجوم.

وقالت الوزارة على موقعها في وقت متأخر مساء أول من أمس إن «أجهزة الأمن ألقت القبض على أربعة أشخاص بجوار السفارة الأميركية بصنعاء وبحوزتهم 4 قنابل يدوية دفاعية بداخل حقيبة مغلقة وخامسة هجومية بالإضافة إلى بندقية آلية صينية و296 طلقة نارية آلية متنوعة إلى جانب 5 صواعق ومقتنيات عسكرية أخرى».

وأضافت أن هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و33 عاما ويتحدرون من شمال البلاد كان بحوزتهم أيضا جهاز «من النوع الذي يُستخدم في سيارات الإسعاف» و20 صفيحة وقود.

وأضافت الوزارة أنهم وُقفوا فيما كانوا على متن حافلة صغيرة تحمل لوحة تسجيل محافظة صعدة مسرح التمرد، وسيارة أجرة، دون تحديد تاريخ اعتقالهم.