وسائل إعلام إسرائيلية: نتنياهو زار موسكو لوقف صفقات أسلحة لسورية وإيران

رغم النفي الروسي

TT

على الرغم من النفي الرسمي الروسي، أصرت مصادر سياسية عليمة في إسرائيل على أن اختفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لنحو عشر ساعات أول من أمس، كان في موسكو، حيث كان في وزيارة سرية مفاجئة، وذلك بهدف الضغط على القيادة الروسية لإبطال صفقة أسلحة جديدة إلى كل من إيران وسورية.

وكان الناطقان بلسان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين، قد أصدرا بيانا رسميا نفيا فيه أن يكون أي منهما قد التقى نتنياهو. وقالا إن ميدفيديف وبوتين نفذا برنامج عمليهما المعتاد في ذلك اليوم ولم يجريا أي لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ولكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أصرت أمس على أن نتنياهو زار موسكو في الفترة التي جرى الحديث فيها عن اختفائه لعشر ساعات. ولفتت الأنظار إلى أن البيانين الروسيين يتحدثان عن عدم لقاء الرئيسين الروسيين نتنياهو، ولكنهما لا ينفيان قيام نتنياهو بزيارة إلى روسيا. ولم تستبعد الصحيفة أن يكون نتنياهو التقى شخصيات كبيرة في موسكو، سوى الرئيسين بوتين وميدفيديف.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو تعمد إبقاء زيارته سرية، ولذلك لم يستخدم طائرة سلاح الجو الإسرائيلي ولا شركات الطيران المدنية، وسافر بطائرة خاصة تابعة لشركة «مرحاب»، التي يمتلكها صديقه رجل الأعمال يوسي ميمان، صاحب شركة الغاز التي تستورد الغاز الطبيعي من مصر، وصاحب القناة العاشرة التلفزيونية المستقلة.

يُذكر أن نتنياهو ألغى يوم الأحد الماضي كل مواعيده واختفى عن الأنظار طوال اليوم وعاد إلى بيته في الساعة الثالثة من فجر الاثنين. وأثار غيابه سلسلة تخمينات، ونشرت صحيفة المنار الفلسطينية أنه قام بزيارة سرية لدولة عربية لا تقيم علاقات علنية مع إسرائيل والتقى مبعوثين لدوليتين عربيتين أخريين.

وأصدر سكرتيره العسكري الجنرال مئير خليفي بيانا قال فيه إنه ونتنياهو ورئيس مجلس الأمن القومي أمضوا اليوم في مقر جهاز أمني مركزي في وسط البلاد. غير أن «يديعوت أحرونوت»، خرجت أمس بنبأ يقول إن نتنياهو زار موسكو بشكل طارئ إثر وصول معلومات عن صفقات أسلحة إلى إيران وسورية من شأنها أن تحدث خللا في التوازن العسكري في المنطقة، وترى إسرائيل فيها مساسا مباشرا بأمنها. وقالت إن بين هذه الأسلحة صواريخ طويلة الأمد من شأنها أن تصل إلى كل من حزب الله اللبناني وحماس وتُستخدم في الحرب ضد إسرائيل.

يشار إلى أن الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس كان قد قام بزيارة غير مقررة إلى روسيا والتقى مع الرئيسين ميدفيديف وبوتين في أغسطس (آب) الماضي، ولكنها لم تكن سرية. ونشر في ما بعد أن الهدف منها كان التفاوض حول السفينة الروسية التي اختُطفت في عُرض البحر وتبين أنها تحمل أسلحة موجهة إلى إيران أو سورية، وقيل إن خاطفيها مرتبطون بجهاز «الموساد» الإسرائيلي. ونتنياهو نفسه كان قد طار إلى موسكو بزيارة سرية خلال فترة حكمه الأولى (1996 ـ 1999)، ليوم واحد، بعد أن تلقى معلومات عن صفقة أسلحة جديدة إلى سورية في حينه.

ويسعى الإسرائيليون إلى استغلال رغبة القيادة الروسية في تحسين العلاقات معهم للتأثير عليها باتجاه وقف صفقات الأسلحة مع إيران وسورية، منذ فترة طويلة. وفي بعض الأحيان تحقق هذه الضغوط هدفها، حيث إن الإسرائيليين مقتنعون بأن روسيا لم تزود سورية وإيران بعد بالصاروخ البعيد المدى «إس ـ 300». وهي تحاول منع بيعه إلى هاتين الدولتين بالذات.