رمضان حول ضفاف دجلة ملاذا جميلا للعوائل البغدادية

أمانة بغداد تمهل دوائرها البلدية 3 أيام لتنظيف الشاطئ

TT

قضاء ليالي رمضان على ضفاف نهر دجلة كان وما زال يعد أهم طقوس البغداديين، الذين يعتبرون دجلة رمزا للخير ومصدر قوة مدينتهم.

رمضان بغداد هذا العام رغم التحسن الأمني الكبير الذي شهدته هذه المدينة، فإنها لازالت تفتقر إلى أهم شيء تحتاجه العوائل فيه في هذه المرحلة تحديدا، ألا وهو حاجتها إلى المتنفسات العائلية التي اقتصرت على حدائق الزوراء التي تقفل أبوابها مساء ومدينة الألعاب التي نادرا ما يرتادونها لقدم مرافقها وعدم مواكبتها التطورات العالمية، وحدائق جزيرة الأعراس التي هي الآن تحت الترميم، وحدائق أخرى صغيرة متناثرة هنا وهناك لا تلبي الطموح، وهنا أصبحت ضفاف دجلة في رمضان ملاذ العوائل التي بدأت، بعد أن استشعرت التحسن الأمني، بالتدفق قبل إن يعلن مدفع الإفطار موعد انتهاء ساعات الصيام، على الحدائق التي أعدتها الأمانة للعوائل وخصوصا حدائق شارع أبو نؤاس والأعظمية والكاظمية وغيرها، والتمتع بإفطار شهي في أجواء بعيدة عن جدران منازلهم التي طالما حُبسوا بداخلها خوفا من مفاجآت الخارج.

«الشرق الأوسط» تجولت على ضفاف دجلة، حيث أعد بعض المستثمرين الصغار مفاجآت للعوائل من أهمها قيامهم بشراء عوامات وإعادة تأهيلها لتكون أشبه بمطعم نهري خصصوه للعوائل في أثناء فترة الإفطار ومن ثم يعمل كمقهى نهري للشباب، وانتشرت مثل هذه العوامات مؤخرا على طوال ضفاف النهر من ناحية الكرخ، لكن سوء الخدمات في ناحية الرصافة حال دون ذلك وبخاصة أن وجود سوق الشورجة من هذه الناحية زاد من إهمالها وكثرة الأوساخ على الضفاف.

منظر جميل آخر يشهده النهر مؤخرا حيث تبدأ العوائل الوجود على ضفاف النهر، ورغم عدم ملاءمتها فقد أجهدوا أنفسهم لتنظيف ولو بضعة أمتار لجلوسهم وإشعال شموع أو الإضاءة البديلة، وهذا ما شكّل منظرا جميلا خلال فترة غروب الشمس وما بعدها. عباس محمد العبيدي، الذي كان يعمل على قارب صغير لنقل المواطنين والبضائع من وإلى سوق الشورجة من منطقة شارع حيفا، أكد أن تراجع أعماله جعله يفكر في طرق جديدة لكسب الرزق منها هذه العوامات، وأفضل شيء فيها أنها بعيدة عن الشوارع ولا يمكن استهدافها بسيارة مفخخة وحتى أحزمة لأن جميع روادها هم من أهل المنطقة الذين أبدوا رغبة وشجعونا على البدء بها.

أم بشار بيّنت أن الجميع مل الجلوس ي البيت، وبدأت العوائل تبحث عن متنفس وتجديد، مؤكدة أن أغلب العوائل ممن يسكنون في مناطق الكرخ والرصافة وتحديدا المناطق القديمة مثل الدهانة وأبو سيفين وخلف شارع حيفا هي عوائل محدودة الدخل ولا تستطيع قضاء أوقات في مطاعم فاخرة أو حدائق بعيدة تحتاج إلى التنقل كثيرا، وهنا يفضلون أن يحملوا معهم سفرة الإفطار والسير مسافة تقل عن 100 متر وصولا إلى نهر دجلة وهناك نعد مائدة الإفطار ومن ثم العودة.

وأضافت أن البعض يحب تناول أكلات عراقية محددة في هذه الأماكن مثل السمك المسكوف والمقلوبة والبرياني والدولمة وغيرها من الأكلات، وعادت لتقول إن المشكلة الوحيدة الآن هي الإنارة، فنحن نُضطر إلى جلب إنارة بديلة مثل مصابيح تعمل بالبطارية واستخدامها في جلساتنا.

وسام الذي يعمل في شارع أبو نؤاس، أوضح أنه لم يتوقع مثل هذا الإقبال في رمضان على حدائق أبو نؤاس، فلم يكن حضورها بهذه الكثافة في الأيام العادية، وهذا يعني أن العائلة البغدادية بدأت تستعيد عافيتها وتحن إلى أيام كانت تمارس بها عاداتها وطقوسها بكل أمان وحرية. أمانه بغداد بعد أن لاحظت هذا الإقبال من قِبل العوائل بادرت بإطلاق حملتها الكبرى لتنظيف وغسل ضفاف نهر دجلة في مدينة بغداد لإظهارها بالشكل اللائق الذي يتناسب ومكانة هذا النهر الخالد. وذكر المتحدث الإعلامي لأمانة بغداد حكيم عبد أن «أمين بغداد الدكتور صابر العيساوي وجه بلديات (الأعظمية، الكاظمية، الكرخ المركز، الرصافة، المنصور) بالبدء بحملة لتنظيف وغسل ضفاف نهر دجلة خلال 3 أيام». وأضاف أن «الحملة شملت غسل وتنظيف الضفاف داخل مدينة بغداد ورفع المخـلفات والنفايات المتراكمة بواسـطة الجهد الآلي والبشري». وأكد عبد أن ضفاف نهر دجلة تعد من الأماكن السياحية والترفيهية التي ترتادها العوائل البغدادية لقضاء أمتع الأوقات فيها.