الحزب الديمقراطي يبرم اتفاقا مع حزبين لتشكيل الحكومة اليابانية

بعد أسبوع من المفاوضات المتوترة بشأن الوجود العسكري الأميركي

TT

توصل الحزب الديمقراطي الفائز في الانتخابات التشريعية اليابانية إلى اتفاق مع حزبين آخرين أمس لتشكيل حكومة ائتلافية بعد أسبوع من المفاوضات المتوترة بسبب خلافات حول الوجود العسكري الأميركي.

ورغم الفوز الكبير الذي حققه في انتخابات 30 أغسطس (آب) الماضي، فإن الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه، يوكيو هاتوياما، بحاجة إلى دعم الحزب الاجتماعي الديمقراطي (يسار)، وحزب الشعب الجديد (يمين)، لضمان تمرير القوانين بسلاسة، إذ إن مجلس المستشارين، وهو المجلس الأعلى في البرلمان الياباني، يمكنه أن يرجئ إقرار مشاريع القوانين.

وقال كاتسويا، الأمين العام للحزب الديمقراطي، والمتوقع أن يصبح وزير الخارجية في الحكومة المقبلة للصحافيين: «انتهينا من المحادثات. من الرائع أننا توصلنا لنتيجة من دون أي عوائق. سيجتمع زعماء الأحزاب الثلاثة للتوقيع على الموافقة» على تشكيل الائتلاف. وبدوره، صرح ياسوماسا شيجنو، المسؤول التنفيذي بالحزب الاجتماعي الديمقراطي للصحافيين، أن الأحزاب توصلت لحل وسط فيما يتعلق بالصياغة الخاصة بالدعوة لإجراء تعديلات على إعادة نشر مزمعة لمشاة البحرية الأميركية في جزيرة أوكيناوا بجنوب اليابان.

وكانت المفاوضات مباشرة بعد الانتخابات الأخيرة، التي هزم فيها الحزب الديمقراطي، خصمه الحزب الليبرالي اليميني، الحاكم في الأرخبيل منذ 54 عاما من دون انقطاع تقريبا، لكن المفاوضات تأخرت في الوصول إلى نتيجة بسبب خلافات حول الوجود العسكري الأميركي في جزيرة اوكيناوا، حيث يتمركز أكثر من نصف الـ47 ألف جندي أميركي المنتشرين في اليابان بموجب معاهدة أمنية بين البلدين. وذكرت وسائل الإعلام أن الأحزاب اتفقت على اقتراح مراجعة لوضع القوات الأميركية في اليابان، الذي يعتبر الحزب الاجتماعي الديمقراطي أنه يعطي الجنود حقوقا تتجاوز الحدود. واتفقت الأحزاب أيضا على «إعادة النظر في عملية إعادة الانتشار المقررة للقوات العسكرية الأميركية في اليابان».

وتم التفاوض بشأن عملية إعادة الانتشار هذه بين الأميركيين واليابانيين في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وأثناء تولي الحزب الليبرالي الديمقراطي مقاليد الحكم في اليابان. وينص الاتفاق المبرم في تلك الآونة خصوصا على نقل قاعدة عسكرية جوية مثيرة للجدل تقع في فوتنما بمنطقة مكتظة بالسكان في اوكيناوا إلى مكان آخر في الجزيرة.

والصيغة التي اعتمدتها الأحزاب في وثيقة الاتفاق تستعيد وعدا بحملة للحزب الديمقراطي. لكن هيديكازو كاواي، أستاذ السياسة في جامعة غاكوشوين في طوكيو، رأى «أن هاتوياما لا يريد التصدي للمسائل الحساسة المرتبطة بالعلاقات بين اليابان والولايات المتحدة قبل لقاء (الرئيس الأميركي) باراك اوباما».

وقد حذرت الولايات المتحدة غداة فوز الحزب الديمقراطي بأنها لا تستبعد أي تفاوض جديد بشأن إعادة الانتشار العسكري، فيما تعهد هاتوياما خلال حملته الانتخابية بانتهاج سياسة أكثر استقلالية تجاه الحليف الأميركي. واعتبرا كاواي أن الحزب الديمقراطي «يتكيف مع البرغماتية السياسية، ضمن التغيير الاعتيادي لأحزاب المعارضة التي تصبح أغلبية».

وكان الحزب الاجتماعي الديمقراطي أعلن الأربعاء أنه يعتبر «مسألة اوكيناوا أولوية». ولا يحبذ سكان الجزيرة وجود القوات كما أن سلسلة عمليات اغتصاب ارتكبها جنود أميركيون في الجزيرة احتلت واجهة الأحداث العام الماضي.