شيوع السلاح يهدد بتوسع العنف في جنوب تايلاند المسلم

اتهامات للسلطات بالتمييز الديني في منح تراخيص حمل السلاح

TT

يهمس براشين روينغشيم ناظر مدرسة صغيرة في جنوب تايلاند إن «الأطفال لا يعرفون أني أحمل مسدسا». ولم تعد الدولة توفر الأمن في هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة التي كانت حتى بداية القرن العشرين تتبع ماليزيا وتشهد منذ خمس سنوات عنفا على خلفية مطالب بحكم ذاتي.

ويستهدف مسلحون من المسلمين المطالبين بالحكم الذاتي، بشكل عشوائي البوذيين والمسلمين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين. وقتل نحو 3900 شخص منذ يناير (كانون الثاني) 2004. ولا يكفي الستون ألف جندي الذين تم نشرهم في الأقاليم الثلاثة (ناراتيوات وباتاني ويالا)، لتوفير الأمن فيها. وقتل 11 شخصا في يوم واحد الأسبوع الماضي في هجمات متفرقة تزامنت مع شهر رمضان.

ويضيف براشين، 59 عاما، «لا يكاد أحد يعرف بالأمر، فقط الأصدقاء المقربون». ويحرص على إبقاء سلاحه مخفيا في حقيبته أثناء رحلاته بالدراجة النارية في إقليم ناراتيوات. ويؤكد «اشعر بالأمان» بوجود السلاح، مضيفا: «إذا ما هاجمني احدهم على الأقل يمكنني الرد أو إعلام السلطات من خلال إطلاق النار في الهواء»، حسبما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى غرار براشين يسعى كثيرون إلى حماية أنفسهم بأنفسهم. ففي مايو (أيار) الماضي كشفت «منظمة مناهضة العنف الدولية» عن تقديم مائة طلب للترخيص في حمل السلاح يوميا في إقليم ناراتيوات لوحده. ونددت هذه المنظمة غير الحكومية بتوزيع السلطات الأسلحة بل إن هناك مشروعا حكوميا يضع أسلحة على ذمة الموظفين بنصف الثمن.

ولاحظت المنظمة تغير الموقف من اقتناء السلاح بحسب المجموعة السكانية. فالأمر سهل بالنسبة لبوذي يشعر أن ذلك شرعي في مواجهة معتدين مجهولين، وفي المقابل تعد حيازة سلاح من قبل مسلم أمراً خطراً حيث قد ينظر إليه على انه متمرد.

وعلى بعد بضع دقائق بالسيارة من مدرسة براشين، يتولى بوذيون مسلحون ببنادق أمن القرية بعد أن وزعت السلطات 23 بندقية. وأكد يون يونشان زعيم القرية: «بالطبع الناس خائفون. في القرية الأمور تسير على ما يرام غير أن القلق ينتابهم حال مغادرتها» وأضاف انه هو أيضا لا يفارق بندقيته «بيريتا» الجديدة التي اقتناها في بانكوك. وقال: «لقد حصلت على الترخيص أولا. والأمر أسهل حين تكون زعيم قرية». وأشار يونشان إلى وجود سوق سوداء مزدهرة للسلاح بقدر انتشار الفساد في الإدارة.

ويخشى محللون أن يفلت الوضع في نهاية المطاف من أيدي السلطات. ويؤكد سوناي باسوك الخبير في شؤون جنوب تايلاند المسلم لدى منظمة هيومن رايتس ووتش، أن بعض وحدات الميليشيات البوذية تتولى تدريب «سرايا موت» خاصة بها وهي «تشعر أنها فوق القوانين». وأضاف: «حين تسير الأمور بشكل سيئ، لا تريد السلطات معاقبتهم».

ويغذي هذا الشعور بالإفلات من العقاب التوتر لدى المسلمين. وقال عبد الرحمن دوسو وهو زعيم قرية أخرى في أسف: «لسنا حقيقة من أبناء الدولة التايلاندية».