الهاشمي يعلن استقالته من الحزب الإسلامي ويشكل «تجديد» لخوض الانتخابات

نائب الرئيس العراقي لـ «الشرق الأوسط» : أنا الآن مواطن مستقل وموظف خدمة عامة في الدولة

نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أثناء مؤتمر ببغداد أمس أعلن فيه عن قائمته «تجديد» لخوض الانتخابات المقبلة (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي أكد فيه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي استقالته وبشكل كامل من الحزب الإسلامي العراقي وقطع علاقته به بشكل كامل، أعلن عن مولد تشكيل جديد أطلق عليه «قائمة تجديد» لخوض الانتخابات المقبلة بعيدا عن الحزب الإسلامي و«يضم مكونات من مكونات الشعب العراقي كافة». والهاشمي شغل منصب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي لأعوام عدة، إلا أنه أعلن عن تنحيه عن المنصب في مايو (أيار) الماضي. وانتخب القيادي أسامة التكريتي لرئاسة الحزب. غير أن الهاشمي أكد في حينها استمرار عضويته في الحزب عازيا أمر تنحيه عن الزعامة إلى أن البرنامج الداخلي للحزب الإسلامي ينص على عدم شغل منصبين في آن واحد، في إشارة إلى منصبه الحكومي كنائب للرئيس، وإلى رغبته في التفرغ للعمل الحكومي.

وقال الهاشمي في كلمة ألقاها في بغداد أمس خلال مؤتمر للإعلان عن التشكيل الجديد حضره أكثر من 1500 شخصية سياسية وعشائرية فضلا عن ممثلين عن أحزاب ومكونات عراقية أعلنت انضمامها.

وقال الهاشمي أنه قام بتسجيل المكون الجديد وهو قائمة «تجديد» بشكل رسمي لدى المفوضية المستقلة للانتخابات وتمت المصادقة عليه، وأضاف أنها «قائمة انتخابية تسعى لتجديد حياة العراقيين وتجديد الابتسامة على وجوه الأطفال وتجديد الأمل في عيون الشباب وتجديد الطمأنينة في قلوب الأمهات والإرادة العراقية للنهوض وبناء المستقبل».

وقال الهاشمي إن «هناك حاجة ماسة لانطلاق هذه القائمة، وهي أنها جاءت استجابة لحاجة استراتيجية وطنية تتمثل في إخراج العراق من المأزق التاريخي عندما تبنى نظرية دولة المكونات التي شطبت المواطنة وضربت التماسك الاجتماعي وكرست الطائفية والعرقية على حساب قيم المواطنة وعرضت حياة الإنسان العراقي لخطر جسيم وتنكرت لوحدة الكيان الوطني العراقي وحفزت الآخرين على استباحة حرماته وأمنه وسيادته».

وأضاف الهاشمي: «لقد أدركت خلال تجربتي السياسية أن العراق لن ينهض من كبوته ولن يستعيد عافيته ومكانته الإنسانية والحضارية ما لم يعلن أبناؤه براءتهم من نموذج دولة المكونات ويكرسون بدل ذلك إيمانهم القوي بدولة المواطنة».

وبين الهاشمي أن «الفكرة الجوهرية لمشروع (تجديد) هي فك ارتباطنا النهائي بنموذج دولة المكونات وتكوين دولة مواطنة تجمع كل من يحمل جنسية عراقية، فهي معيار المواطنة، ويجب استعادة التماسك الاجتماعي، ونقضي على المحاصصة الطائفية والعرقية»، مشيرا إلى أن «المصالحة الحقيقية هي التي تقوم على أساس حمل شهادة الجنسية العراقية والقبول بها».

وعن برنامج القائمة، بين الهاشمي أنه يقوم على أساس تنفيذ برنامج تنموي شامل يستوعب مختلف جوانب الحياة واعتماد مبدأ تشخيص وتحليل الخلل واقتراح معالجات علمية وعملية، «كما سنعلن عن إنضاج فكرة تحالفات سياسية وطنية رصينة عابرة لحدود التخندق الطائفي والعرقي، فمشكلة العراق تتلخص في اهتمام مكوناته السياسية بمصالح شخصية وفئوية على حساب الوطنية، وهنا يجب وضع حد للتمدد غير المنطقي وغير العقلاني للفرعيات على حساب الأصول، وأن جميع أعضاء القائمة (تجديد) يجب أن يكونوا مستقلين تماما عن أي أحزاب ويتمتعون بكفاءة ونزاهة».

وعلى هامش أعمال المؤتمر، قال الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»، وبشأن أسباب تركه للحزب الإسلامي: «لم يعد لي أي ارتباط بحزب أو جهة أو تكتل سياسي، أنا اليوم مواطن عراقي مستقل وموظف خدمة عامة في الدولة العراقية، وأتمتع بخصوصية فكرية وسياسية، وبعد أن انتهت صلتي بالحزب الإسلامي بتقديم استقالتي من عضوية الحزب بتاريخ 24 مايو (أيار) 2009، وأنا هنا لا أتنكر لتاريخي فتلك أمانة قد أديتها بما مكنني فيه ربي وفعلت كل ما كان في وسعي لخدمة البلد، وأنا أقول الآن إن عضويتي في الحزب الإسلامي أصبحت في ذمة التاريخ» وبهذا يفتح الهاشمي صفحة سياسية جديدة مختلفة ومتميزة بعد أن أغلق أخرى. وأكد الهاشمي أن «هذا المشروع يعكس خلاصة تجربتي السياسية، وهي ليست مشروعا شكليا أو دعائيا، وليس اقتباسا من أحد، وليس تكرار لأفكار سابقة، بل هو فكرة جديدة»، داعيا إلى ضرورة مشاركة كل العراقيين بهذه الانتخابات. من جانبه، قال الدكتور شفيق المهدي أحد أعضاء الكتلة إن «أهم ما ميز (تجديد) هو البرنامج وأيضا السلوك الشخصي لزعيم الكتلة الذي تبنى التحول من دولة «المكون» لـ«المواطنة»، واليوم شهدنا وفاة «المكونات» وبدء «تجديد» فكري للسياسة في العراق، والهاشمي ضحى بكثير في انتمائه ليصل للأفضل حاليا، ونحن في بلد كل شيء فيه مزور ونحتاج للصدق، وهذا ما لمسناه من الهاشمي الذي فجر الكثير من هموم الشعب، منها السجون والفقر والتهجير والكثير الكثير».

الدكتور النوري عباس، أحد أعضاء التكوين الجديد، قال «بدأنا اليوم بالإعلان عن قائمة التجديد ويجب أن يرى الناس ما هو التجديد، ولهذا نقول لهم إننا نعتمد مبدأ أن الجماهير هي التي تقود القيادة وليس العكس، والشيء الأهم هو أننا بدأنا من الصفر وليس هناك نهاية لهذا الفكر الذي يعبر جميع المسميات، وحتى لو أقرت القائمة المغلقة فنحن سنعلن القائمة المفتوحة»، مؤكدا أن «الخطوة القادمة هي مؤتمر تأسيسي، وجميع المكونات ستجدها في المكون الجديد».