أفغانستان: هجمات القنابل ارتفعت على الطرق 350% منذ عام 2007

بلبلة داخل الكونغرس بشأن إرسال مزيد من القوات

TT

عبر مسؤولون ديمقراطيون كبار في الكونغرس عن شكوكهم في الأيام الأخيرة إزاء إرسال قوات جديدة إلى أفغانستان، فيما سيتعين على البيت الأبيض ان يحسم موقفه من هذه المسألة في الأسابيع المقبلة. وقد عرض السناتور الديمقراطي النافذ كارل ليفن الذي يترأس لجنة القوات المسلحة أول من أمس وجهات نظره أمام مجلس الشيوخ. وقال، «علينا أن نزيد ونسرع جهودنا لدعم قوات الأمن الأفغانية في مساعيها لتصبح مستقلة بذاتها في ما يتعلق بالأمن الوطني، قبل التفكير بزيادة قواتنا القتالية». ولبلوغ هذا الهدف اقترح السناتور ليفن إرسال مزيد من المدربين الأميركيين ومن دول الحلف الأطلسي.

ويبلغ عدد الجيش الأفغاني نحو 90 ألف رجل إلى الآن. ويفترض ان يرتفع إلى 134 ألفا بحلول أكتوبر تشرين الأول 2010. ويقترح ليفن رفع عدد الجنود الأفغان إلى 240 ألفا بحلول عام 2012 وليس 2013، كما هو الهدف المعلن حاليا. كما اقترح هدفا آخر برفع عدد أفراد الشرطة الأفغانية الى 160 ألفا بحلول 2012. ووفقا لبيانات البنتاغون ارتفع عدد الألغام المزروعة على جانب الطرق في أفغانستان بنسبة 350% منذ عام 2007.

إلى ذلك اقترح السناتور ليفن ان تسعى الولايات المتحدة إلى «فصل مقاتلي طالبان المحليين عن قادتهم» على غرار ما حصل في الماضي في العراق عندما جند مقاتلون متمردون سابقون في القوات الأمنية. وقال في مؤتمر صحافي «هذه هي توصيتي إلى الرئيس وآمل أن يدرسها». ويأتي عرض ليفن المستند إلى «خبرته» في المسائل العسكرية، غداة تصريح لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التي اعتبرت ان إرسال قوات إضافية الى أفغانستان لن يحظى سوى بقليل من الدعم من جانب الأميركيين وممثليهم في الكونغرس. وقالت أول من أمس في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي «لا اعتقد ان هناك كثيرا من الدعم في البلاد أو في الكونغرس لإرسال مزيد من القوات الى أفغانستان». وفي موقف أكثر راديكالية دعا السناتور الديمقراطي راسل فينغولد مؤخرا الرئيس اوباما إلى تحديد جدول زمني للانسحاب. وكان اوباما قدم أثناء حملته الانتخابية الحرب في أفغانستان على أنها النزاع الوحيد المفيد في الحرب على الإرهاب، في موقف يتعارض مع تدخل سلفه جورج بوش في العراق. والمفارقة هي ان هذه الفكرة تحظى بمزيد من التأييد في الجانب الجمهوري. وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية شدد السناتور جون ماكين المرشح السابق إلى الانتخابات الرئاسية والممثل الجمهوري في لجنة الخدمات العسكرية مقابل ليفن، أول من أمس على إرسال قوات أميركية جديدة. وقال المنافس السابق لباراك اوباما في السباق إلى البيت الأبيض في حديث هاتفي أجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية «من المؤكد سيتوجب علينا زيادة عدد العسكريين الأفغان، لكن العراق أظهر لنا أن رفع عدد المدربين وحجم الجيش الوطني لا يكفيان». ورأى ماكين ان «الجيش العراقي انهار في غياب قوات (أميركية) إضافية كانت مطلوبة» لدعمه. وسيبلغ أعضاء الكونغرس في الأيام المقبلة بشأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان بعد تقييم قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال. وأعلن البيت الأبيض الجمعة ان الرئيس باراك اوباما سيحتاج لأسابيع عديدة من اجل أن يقرر أم لا إرسال تعزيزات إضافية. ويفترض أن تنشر الولايات المتحدة نحو 68 ألف جندي إلى أفغانستان بحلول نهاية 2009. وكان أغسطس (آب) 2009 الأكثر عنفا ودموية بالنسبة للجيش الأميركي منذ بدء الحرب أواخر2001، فيما أشار استطلاع أخير للرأي إلى أن نحو ستة أميركيين من أصل عشرة يعارضون الحرب في أفغانستان.

من جهة أخرى يعتزم وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان في أسرع وقت ممكن. ونقلت محطة «سى.ان.ان» الإخبارية الأميركية عن جيوف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاعون» قوله، إن غيتس توصل خلال الأسابيع الماضية إلى أنه لا توجد قوات ومعدات كافية في أفغانستان لتأمين الجنود من الألغام والمواد المتفجرة الأخرى. وذكر المتحدث أن غيتس يعتزم إرسال الجنود الإضافيين «في أسرع وقت ممكن» وبشكل مستقل عن الزيادة في القوات التي يطالب بها ستانلي ماكريستال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. وذكرت مصادر مطلعة أن غيتس يفكر في إرسال نحو 3000 جندي إضافي إلى أفغانستان للمشاركة في عمليات إبطال مفعول الألغام وتأمين الطرق وعمليات الاستكشاف العسكرية.