حركة سلام يمينية في إسرائيل لتشجيع نتنياهو على السير في هذا الطريق

تضم مجموعة كبيرة من قادة سابقين في الجيش والمخابرات ومؤسسات الدولة

TT

تتشكل في إسرائيل هذه الأيام حركة سلام جديدة، من صفوف قوى اليمين والوسط، تسعى لبناء قاعدة شعبية تشجع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على السير في طريق السلام بإخلاص وإنجاح العملية السلمية مع الفلسطينيين وسائر العرب.

وسيتم الإعلان عن هذه الحركة رسميا عشية الأعياد اليهودية، بعد أسبوع أو أسبوعين. وكما روى أحد مؤسسي هذه الحركة لـ«الشرق الأوسط» فإن الهدف هو ترجمة التأييد الشعبي الواسع في إسرائيل لعملية السلام إلى خطوات عملية ملموسة يقوم بها القادة ويشعر بها الجمهور على الأرض. وتضم هذه الحركة في بدايتها مجموعة من كبار القادة السياسيين والعسكريين السابقين، وفي مقدمتهم: رئيس أركان الجيش الأسبق والوزير في عدة حكومات، أمنون لفكين شاحاك، وثلاثة رؤساء سابقون لجهاز المخابرات العامة «الشاباك»، هم: عامي أيلون (وهو وزير سابق وقائد سلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي سابقا وكان قد انضم إلى حزب العمل ونافس إيهود باراك على قيادة الحزب ولكنه فشل لأن باراك تمكن من تجنيد أصوات أعضاء حزب العمل العرب)، وكرمي غيلون، ويعقوب بيري، والقائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي الجنرال إليعازر شكيد، والقائد السابق للجيش في الضفة الغربية وأحد المفاوضين الإسرائيليين في فترة ما بعد أوسلو داني روتشيلد (يشغل اليوم منصب رئيس مجلس السلام والأمن)، ورئيس الطاقم الإسرائيلي لمبادرة جنيف جادي بلتيانسكي، والمستشار السابق لرئيس «الشباك» للشؤون الفلسطينية الجنرال ماطي شتاينبيرغ، والمدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية آفي جيل، وعضو الكنيست السابقة داليا رابين (ابنة رئيس الحكومة إسحق رابين)، والنائبة السابقة إيتي ليفني، وأحد قادة حزب «المفدال» (صهيوني متدين) يهودا بن مئير، ورجل الأعمال أورني بتروشكا، وغيرهم.

وينوي هؤلاء تجنيد عشرات الآلاف من المواطنين في حوار يفضي إلى حملة جماهيرية لمساندة عملية السلام في الشارع الإسرائيلي. وقال أيلون لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الحركة لا تضم نشطاء عربا ولا نشطاء من اليسار الإسرائيلي، لأنها تتجه نحو الجمهور الإسرائيلي من موقع وطني إسرائيلي بحت وليس من دوافع آيديولوجية أو حزبية «نحن نقول إن التخلص من الاحتلال والتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين والعرب هو مصلحة إسرائيلية. وندعو الجمهور إلى تأييد هذا الطريق، ليس رضوخا للرئيس الأميركي باراك أوباما، ولا بسبب حبنا للفلسطينيين، ولا لأننا نخشى الحرب، بل لأننا واثقون من أن هذا السلام يخدم مصالح إسرائيل على المدى الاستراتيجي ويقويها».

وقال: «نحن لا نضع رصيدنا في خدمة نتنياهو ولا نعرف إلى أي مدى ينوي الرجل الذهاب في عملية السلام. ولكننا ننطلق من منطلق أنه ليس ملغيا ولا ميؤوسا منه. فهو يقول إنه قبل مبدأ دولتين للشعبين، ونحن نتعامل معه على اعتبار أنه صادق. كل خطوة يقوم بها في مسارنا نفسه ندعمه فيها بكل قوتنا ونشجعه على الاستمرار فيها».

وأكد أنه معني بوجود طرف فلسطيني يتعاون مع هذه الحركة، حتى يدرك الشعب في إسرائيل أن هناك قوى فلسطينية كثيرة ترغب في السلام. وأضاف: «نحن نعرف أن غالبية الشعب في إسرائيل تنشد السلام، تماما كما هو حال في صفوف الفلسطينيين، ولكن الجمهور الإسرائيلي لا يعرف، ومن يعرف لا يثق، والجمهور الفلسطيني كذلك الأمر. وهناك تراكمات مزعجة بين الطرفين تعمق الخلافات. ولذلك، فعلينا أن نتخذ خطوات شجاعة لتجاوز المحنة وإيجاد وسائل التعاون بين الشعبين على مختلف المستويات».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة، وقبل أن تخرج إلى النور بشكل رسمي، تثير اهتماما واسعا في إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا. وقد اتصل بعض المسؤولين من مكتب نتنياهو ومكتب باراك، طالبين التحدث في الموضوع، ومبدين الاستعداد للتعاون مع هذه الحركة، ولكن مؤسسيها قالوا إن نشاطهم ينبغي أن يبقى بعيدا عن السياسة الحزبية.