تقرير: قوات بريطانية خاصة تدرب وحدات ليبية على تقنيات مكافحة الإرهاب

أفراد في سلاح الجو مستاؤون من تدريب جنود بلد سلم الجيش الجمهوري الأيرلندي أسلحة

TT

تلقت عناصر من القوات الخاصة الليبية تدريبات على أيدي خبراء في سلاح الجو البريطاني لمدة 6 أشهر بتكليف من الحكومة البريطانية، حسب ما ذكرته صحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية الصادر أمس.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر في وحدة القوات الخاصة البريطانية، إن مجموعة تضم بين 4 أفراد و14 عنصرا في سلاح الجو، تقوم بتدريب عناصر ليبيين على تقنيات مكافحة الإرهاب.

وصرحت هذه المصادر للصحيفة أن «مجموعة صغيرة من مدربي سلاح الجو تهتم بهذه المسألة منذ ستة أشهر في إطار اتفاق سري مع الليبيين».

ورفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق على هذه المعلومات. لكن وزارة الخارجية البريطانية قالت ردا على سؤال لصحيفة «ديلي ميل» إن لندن «تتعاون حاليا مع ليبيا في مجال الدفاع».

وقالت «ديلي تلغراف» إن الاتفاق في هذا الشأن وقعه مطلع 2009 رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لكنه أعد في عهد سلفه توني بلير في 2004.

وتواجه حكومة براون اتهامات بالتخطيط لاتفاق الإفراج عن المقرحي لتعزيز المصالح التجارية البريطانية، خاصة في مجال النفط، مع ليبيا.

ونفت «داونينغ ستريت» الاتهامات التي أقر وزير العدل، جاك سترو فيها بأن التجارة والنفط كانا عاملين حاسمين في اتفاقية الإفراج عن المدان الوحيد في قضية لوكيربي.

وأثار القرار البريطاني حملة انتقادات، وأعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن «خيبة أمله» من إخلاء سبيل المقرحي.

واقتبست الصحيفة في تقريرها عن مصادر عسكرية بريطانية قولها إنه يبدو أن اتفاقية التدريب بين الدولتين «قد حصلت على موافقة سياسية على مستوى عال».

وأدان أفراد في سلاح الجو البريطاني هذا التعاون معتبرين أنه مرتبط بالإفراج مؤخرا ولأسباب صحية عن عبد الباسط المقرحي الذي كان يمضي عقوبة بالسجن إثر إدانته بالتورط في اعتداء لوكيربي في 1998.

وقال هؤلاء إنهم يشعرون بالاستياء لأن عليهم تدريب جنود بلد سلم الجيش الجمهوري الأيرلندي أسلحة بينما كان يقاتل الجيش البريطاني في أيرلندا الشمالية.

وأوضح أحد عناصر سلاح الجو أن «الجيش الجمهوري الأيرلندي كان أحد أكبر خصومنا والآن ندرب من يرعاه. دهشنا عندما أعلنوا لنا ذلك».

وأكد روبن هارسفال الذي كان يعمل في سلاح الجو البريطاني أن «هناك لائحة طويلة بأسماء جنود بريطانيين قتلوا بسبب الدعم الذي قدمه (الزعيم الليبي معمر) القذافي إلى إرهابيين». وأضاف: «يطلبون من سلاح الجو أن يفعل شيئا سيئا أخلاقيا».

وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون قد أعلن الأسبوع الماضي أن الحكومة البريطانية تعتزم دعم ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي ومحاميهم في معركة التعويضات الليبية.

يذكر أن أكثر من 3500 شخص قتلوا في ستينات القرن الماضي في النزاع بين البروتستانت الموالين لبريطانيا والكاثوليك الجمهوريين في أيرلندا الشمالية.