إسرائيل تبني أنفاقا سرية لحرب نووية وباراك يهون من خطر إيران

نتنياهو حذر موسكو من أن تسليم صواريخ «إس 300» سيعجل بضربة عسكرية

TT

بينما أفاد تقرير بأن إسرائيل قد تكون بدأت في تجاوز الحاجز النفسي لوجود إيران نووية وتجهز نفسها لذلك بأنفاق سرية تحت الأرض تحسبا لحرب نووية، أخذت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك منحى مختلفا عن التصريحات التقليدية الإسرائيلية من خلال قوله أنه لا يعتبر إيران مصدر تهديد لوجود بلاده. وفي رد على سؤال في مقابلة في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية حول برنامج طهران النووي، قال باراك: «لست من الذين يعتقدون أن إيران تشكل قضية وجود لإسرائيل». وأضاف باراك: «إسرائيل قوية ولا أرى أي أحد يستطيع أن يمثل تهديدا لوجودها»، لكنه استطرد قائلا إنه يعتبر إيران تحديا للعالم بأسره. في غضون ذلك، أكد مسؤول سياسي إسرائيلي أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام في مستهل سبتمبر(أيلول) بزيارة سرية لموسكو حذر خلالها من أن تسليم إيران صواريخ روسية من نوع «اس ـ 300» يمكن أن يدفع إسرائيل إلى تنفيذ هجوم استباقي ضد المواقع النووية الإيرانية.

وقال زئيف الكين رئيس كتلة الليكود البرلمانية في مقابلة مع صحيفة «كومرسنت»: «بإمكاني أن أقول إني كنت آخر سياسي إسرائيلي يرى رئيس الوزراء قبل توجهه إلى موسكو». وأضاف: «التقينا في السابع من سبتمبر وتحادثنا لمدة ساعة ونصف الساعة». ورفض الكين تحديد أسباب زيارة نتنياهو لروسيا. وقال: «يجب أحيانا إجراء مباحثات بشكل سريع من دون لفت انتباه وسائل الإعلام. وهذا من حق القادة ورؤساء الحكومات وهم يستخدمونه من وقت لآخر». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه بحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن نتنياهو زار في 7 سبتمبر موسكو ليبحث مع مسؤولين رفيعي المستوى صفقة لبيع أسلحة روسية فائقة التطور لإيران وسورية.

وتسعى إسرائيل منذ سنوات لإقناع موسكو بعدم تزويد إيران بنظام دفاع جوي مكون من صواريخ «اس ـ 300» يمكن نشره حول المنشآت النووية الإيرانية، فضلا عن أسلحة أخرى.

وحذر الكين من أن تسليم إيران «صواريخ مضادات جوية سيعقد بشكل كبير، وقد يجعل من المستحيل، التوصل إلى حل عسكري (بشأن البرنامج النووي الإيراني) ويمكن أن يجبر إسرائيل على بدء تحركها بشكل مبكر جدا مقارنة بما قد تفعله في ظل الأوضاع الحالية».

إلى ذلك، قال تقرير لـ«رويترز» إنه ربما تخفي الجلبة المدبرة المثارة حول تدريبات القوات الجوية وتهدف إلى إظهار استعداد إسرائيل لمهاجمة المنشات النووية الإيرانية مشروعا محاطا بدرجة أكبر من الهدوء يجري على عمق أسفل تلال القدس الغربية، وتطلق عليه وسائل الإعلام اسم «نفق الأمة» ويراقبه حراس حكوميون، وهو عبارة عن شبكة تحت الأرض ليحتمي فيها الزعماء الإسرائيليون في حال نشوب حرب نووية. وهذا نقض للعهد الراسخ الذي قطعته إسرائيل على نفسها بحرمان أعدائها من امتلاك قنبلة نووية بأي ثمن.

وقال التقرير إن الهجوم أم الاحتماء.. المأزق الذي يصفه الإسرائيليون بالوجودي يبدو قريبا من نقطة اتخاذ القرار. ويقول مفتشو الأمم المتحدة إن تخصيب إيران لليورانيوم أنتج بالفعل ما يكفي من الوقود الخام لتصنيع سلاح نووي واحد على الرغم من أن طهران تنفي أن تكون لديها خطط عسكرية. وكتب بريت ستيفنز الصحافي بجريدة «وول ستريت جورنال» أنه كلما أرجأت الولايات المتحدة التعامل بصرامة مع إيران؛ كان احتمال شن إسرائيل هجوما في وقت قريب أرجح. غير أنه بالنسبة لكل خبير أو دبلوماسي يهيئ نفسه لهجوم وشيك؛ هناك آخر يتوقع أن إسرائيل ستضطر إلى التراجع بسبب القيود التكتيكية والمشكلات الاستراتيجية المتصلة بإفساد جدول الأعمال الإقليمي لحليفتها الرئيسية. وقال جيورا ايلاند، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي: «إسرائيل لا تستطيع التحرك ما دامت الولايات المتحدة تجري حوارا حقيقيا بأمانة مع إيران». وقال ايلاند إنه إذا لم ترضخ إيران ربما تستطيع واشنطن إقناع موسكو وبكين بدعم فرض عقوبات أقسى.

وأضاف: «لكن إسرائيل يمكن أن ينتهي بها الأمر وحدها أيضا ليكون أمامها خياران سيئان هما عدم القيام بأي شيء والسماح لإيران بامتلاك قدرة نووية عسكرية كأمر واقع، والقيام بعمل عسكري»، لكنه أحجم عن الحديث بالتفصيل عن أي الخيارين يوصي به. وقال مارك فيتزباتريك، الباحث في مجال منع الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «إذا قدمت إيران قدرا قليلا من التنازل، فمن الممكن أن تمتد المحادثات لفترة أطول. وإذا لم تقدم أي تنازلات جديدة فأعتقد أنه قد تكون هناك عقوبات مع حلول نهاية العام»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا قد تستهدفان القطاع المالي الإيراني.

وأشار محلل حكومي متخصص في الشؤون المخابراتية إلى أن إسرائيل تجاوزت عتبة نفسية بالسماح لإيران بإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المنخفض التخصيب لتصنيع قنبلة.